بعد أكثر من عام من اندلاع الحرب، أصبحت مدينة تعز ثكنة للمليشيات المسلحة المتصارعة على السيطرة على أحياء و شوارع المدينة، التي تحولت إلى ركام من الخراب.
و مع الدمار الذي تعرضت له المدينة خلال عام من الاشتباكات المتواصلة و قصف الطيران، إلا أن بوادر صراع من نوع أخر بات يلوح في افق المدينة.
معظم أحياء المدينة و شوارعها شهدت اشتباكات مسلحة بين مسلحي المقاومة وأنصار الله، باستثناء عدد محدود من الأحياء الشرقية، غير أن تلك الأحياء التي لا تتعدى أصابع اليد لم تسلم من غارات طيران التحالف السعودي المساند للمقاومة.
دمار تجاوز المدينة
لم تقتصر الحرب على أحياء المدينة المكونة من 3 مديريات، صالة شرق، و المظفر غربا و بينهما القاهرة، بل امتدت إلى المناطق الواقعة غرب المدينة، و التابعة إداريا لمديرية التعزية، و وصلت إلى منطقة الضباب التابعة إداريا لمديرية صبر الموادم و مناطق تابعة للمديرية تمتد من جنوب المدينة و حتى قمة العروس، أعلى قمم جبل صبر، و إلى مديرية المسراخ، التي تشكل المنطقة الجنوبية من جبل صبر، و مديرية مشرعة و حدنان التي تشكل الجزء الغربي من جبل صبر.
فصائل متعددة الولاءات والمرجعيات
معظم أحياء المدينة باتت تحت سيطرة فصائل المقاومة متعددة الولاءات و المرجعيات، و التي باتت العلاقات بينها متوترة في كثير من الأحيان، خاصة منذ بداية شهر سبتمبر من العام الماضي.
يتنازع السلفيون المدعومين من الامارات و تجمع الإصلاح المقرب من السعودية، و الذي بات فصيل مسلح أكثر منه حزب سياسي، السيطرة على المدينة، و بات كل منهما يتصارع مع الأخر، و يحاول اختراقه من الداخل.
و بين الفصيلين توجد فصائل أخرى أقل تسليحا و عددا من الفصيلين الرئيسين، و تتميز علاقتهم بالفصيلين الأكثر عددا و تسليحا (السلفيين والاصلاح) بالتقارب و التباعد. و يحكم هذه العلاقة الوضع المسيطر على المدينة.
القاعدة وداعش واستغلال الصراع
و من خارج فصائل المقاومة، يستغل تنظيمي القاعدة و داعش، و هما تنظيمان ارهابيان، الصراع بين الفصيلين، لتكثيف تواجدهما في المدينة، و لكل منهما استراتيجيته الخاصة، في تعزيز سيطرته على أكبر عدد ممكن من المواقع و المناطق الحساسة في المدينة.
التنظيمان الارهابيان، يراكزان على التواجد في المناطق الشعبية و القديمة من المدينة، و ذات الكثافة السكانية، ما يسهل لهما كسب مزيد من الأتباع مستغلين بؤس الناس وفقرهم، و نشر افكارهما المتطرفة.
كما يحرصان على التواجد في مناطق التباب و المرتفعات المطلة على أكبر قدر ممكن من أحياء المدينة، ما يعطيهما فرصة في فرض سيطرة نارية على أكبر قدر ممكن من الأحياء، و توفير معاقل آمنة لأي طارئ مستقبلي.
يسعى التنظيمان من خلال فتح مقرات لهما في عدد من الأحياء لنشر فكرهما و الترويج له في أوساط الشباب على حساب فصائل المقاومة، من خلال توزيع المنشورات و الكتيبات و الأقراص الصلبة، و التي تحتوي على أفكارهما و التحريض على الجهاد و استعادة دول الخلافة، و كذا استخدام حلقات الدرس في المساجد، و تقديم خدمات بسيطة للأسر الفقيرة.
الأحياء الشعبية بيئة خصبة
يتسابق التنظيمان على التواجد في الأحياء الشعبية و القديمة، ذات الشوارع العضوية الضيقة و الملتوية، بهدف الاستفادة من تخطيطها العشوائي في توفير عامل الحماية، في حال حصلت اشتباكات أو مداهمات، ما يمكن عناصرهما من التحرك بأريحية، و ضمان تحييد أي عربات عسكرية في أي مواجهات قادمة، و تحويل تلك الأحياء إلى معاقل حصينة.
و إلى جانب فصائل المقاومة، توجد قوات عسكرية انشئت بعد حوالي 5 أشهر من الحرب، لكنها غير مؤهلة عسكريا، بما يمكنها من السيطرة على المدينة، و فرض الأمن فيها، و الذي بات مختلا خلال الأشهر الأخيرة، غير أن تواجد تلك القوات خارج المدينة يجعل من المليشيات المسلحة صاحبة الأمر و النهي داخل أحياء المدينة، و هو ما أدى إلى تحويل المدينة إلى كنتونات صغيرة و إمارات متناحرة.
الصراع يطفو إلى السطح
صراعات فصائل المقاومة، بدأت تطفو إلى السطح، عقب سيطرتها على الأحياء الغربية للمدينة في مارس من العام الماضي. نتيجة الاحتقانات التي تطورت بينها أثناء المواجهات مع الخصم في الأشهر الأولى من الحرب.
تراجع مسلحي أنصار الله و قوات الجيش و الأمن المساندة لهم، إلى أطراف المدينة من جهات الغرب و الشرق و الشمال، ساهم في تأجيج الصراع بين فصائل المقاومة، و تحويل الاحتقان إلى صراع مسلح في بعض الأحيان.
أسباب الصراع
يمكن أيجاز أهم أسباب صراع فصائل المقاومة في الأتي:
– سيطرة الفصائل على معظم أحياء المدينة، جعلها مسئولة عن تسيير الأوضاع في مناطق سيطرتها كسلطات أمر واقع، ما أدى إلى ظهور التنافس في السيطرة على المناطق التجارية كالأسواق و المحلات التجارية و غيرها، لما توفره من موارد مالية، يتم جبيها تحت يافطات الحماية و تأجير مساحات الأسواق و أرصفة الشوارع و ضبط المخالفين و غيرها.
– تعدد مصادر اتخاذ القرار كنتاج طبيعي لتعدد مرجعيات الفصائل، أدى إلى تضارب الأهداف، و بالتالي فإن سعي كل فصيل لتنفيذ أهدافه، يجعله يصطدم بالفصيل الآخر، ما يضاعف من حجم الاحتقان السابق بين الفصائل، و تكون محصلته الطبيعية المواجهة مهما تأخرت.
– عدم تجانس الفصائل و تعدد ولاءتها مع غياب دور الحكومة الموالية لـ”هادي”، التي يفترض أن تتولى تسيير شئون المناطق المسيطر عليها، اطلق لكل فصيل مسلح العنان في ممارسة أدوار مختلفة يرى الفصيل الآخر أن بعضها أو كلها من صلب اختصاصه، ما يؤدي إلى نشوء احتكاك ما يلبث أن يتطور ليصل في النهاية إلى الصراع المسلح.
– عدم وجود مشروع جامع للمقاومة لما بعد السيطرة على المدينة، جعل الفصائل متخطبة في تصرفاتها و منكفئة على مصالح قياداتها الشخصية الضيقة، فتتخذ من السلاح في نهاية المطاف وسيلة لتحقيق تلك المصالح، كونه الشيء الوحيد الذي تجيده.
– وجود مطلوبين أمنيا و متهمين في قضايا جنائية في أوساط الفصائل، و معظمهم يتولون مناصب قيادية، أدى إلى تنامي الأعمال الخارجة عن القانون، و في حال ردعهم يضطرون إلى التمرد و الانضمام إلى الفصيل المنافس لتوفير الحماية، ما جعل بعض الفصائل عاجزة عن ردعهم خشية من تحولهم إلى الطرف النقيض. و مع استمرار هذه الأعمال تحصل احتكاكات بين الفصائل المختلفة.
– هشاشة مجلس المقاومة المكون من معظم الفصائل، و سيطرة تجمع الإصلاح على قراره عبر رئيس المجلس، حمود المخلافي، فتحول المجلس إلى مجرد واجهة يستخدمها الإصلاح لتحقيق مكاسب سياسية و نفعية، بعيدا عن الدور المناط به لمرجعية لجميع الفصائل، و رديف للسلطة المحلية المعينة من هادي.
– غياب التجانس بين حلفاء التحالف السعودي و تضارب اجندات دول التحالف داخل اليمن، أدى إلى تعدد ولاءات الفصائل، و بالتالي حصول تضارب و تداخل بينها أثناء تنفيذ المهام الموكلة لها من الخارج.
– الصراع بين الامارات و الاخوان، انعكس على الفصيل السلفي و الإصلاحي (اخوان اليمن) في المقاومة، و لما كان الفصيلين من أكبر فصائل المقاومة، طفى الصراع بينهما إلى السطح، و أنعكس على بقية الفصائل، و مع استمراره تحول إلى مواجهات مسلحة تنشب من وقت لأخر، راح ضحيته قيادات من الطرفين.
– عدم وجود جهة مختصة بالمسألة داخل المقاومة، لضبط المخالفين و ترشيد سلوكياتهم، أدى إلى تنامي الأعمال الخارجية عن القانون، و التي تؤدي في مجملها إلى احتكاك بين الفصائل، ما تلبث أن تتحول إلى صراع مسلح.
– تخبط التحالف السعودي في حربه على اليمن، و عدم وضوح أهدافه، و تصاعد الصراع بين حلفائه في الداخل و بين أطراف حكومة هادي الموالية له، أدى إلى تحول فصائل المقاومة من مواجهة الخصم إلى تصفية خلافاتها الداخلية و تتنافس مع بعضها في السيطرة على المدينة.
– تفشي ظاهرة الفساد في اوساط قيادات المقاومة و عدم قدرة حكومة هادي على حسم معركة تعز و استخدام التحالف معاناة أبناء مدينة تعز كورقة انسانية، أدى إلى تزايد الخلافات و الصراعات بين الفصائل متعددة الولاءات و لجوئها إلى الصراع الداخلي للتواجد على أكبر مساحة ممكنة لإظهار حجمها، و تقديم نفسها على أنها الفصيل الذي يعتمد عليه، للاستفادة من الدعم الذي يقدمه التحالف.
فصائل المقاومة و مناطق السيطرة
تصل فصائل المقاومة في مدينة تعز إلى قرابة 13 فصيل، و كل فصيل له نطاق سيطرة في المدينة يتولى إدارته.
و أبرز الفصائل، هي:
1- مليشيات تجمع الإصلاح، و تسيطر على حي الروضة في و عصيفرة وحي زيد الموشكي، في مديرية القاهرة، و معقلها حي الروضة، و يقودها الشيخ حمود المخلافي.
كما تسيطر على حي كلابة في مديرية صالة (الحارات الواقعة شمال معسكر الأمن الخاص) فيما الحارات الواقعة غرب المعسكر تخضع لسيطرة الأمن المركزي و مسلحي أنصار الله.
كما تتواجد في شمال المدينة، على خطوط التماس مع الطرف الآخر المسيطر على شارع الستين و الخمسين، بمديرية القاهرة.
كما تسيطر على أجزاء من حي التحرير الأسفل، الذي بات السلفيين و عناصر متطرفة أكثر تواجد فيه، و حي جبل الاخوة المطل على أحياء حوض الأشراف و الروضة و عصيفرة و شارع جمال، و حي حوض الأشراف الشرقي، حيث يسيطر مسلحيهم على مبنى المحافظة و أطراف حي الكمب المجاور للمحافظة و التابع لمديرية صالة.
كما يتواجد عناصر الاصلاح في حي ثعبات جنوب شرق المدينة و يتبع مديرية صالة إلى جانب عناصر سلفية من فصيل أبو الصدوق الموالي للإصلاح. و بعض حارات حي بير باشا و المطار القديم و الحصب و الدحي، غرب المدينة.
2- حماة العقيدة “سلفيين” و يقودهم عادل عبده فارع الذبحاني، المعروف بـ”ابو العباس” و معقلهم “الباب الكبير” و يعرف أبو العباس بقائد المنطقة الشرقية.
و يسيطر حماة العقيدة على معظم حارات المدينة القديمة، و معظم حارات المنطقة الممتدة من الباب الكبير وسط المدينة و حتى حي المحلية و أطراف صالة، حيث خطوط التماس مع أنصار الله.
و يتداخل في مناطق سيطرة السلفيين، فصائل أخرى كالقاعدة و داعش و الإصلاح.
و تدعم الامارات هذه الفصيل السلفي، و الذي تمكن الإصلاح من اختراقه، و ايجاد انشقاق فيه، و تكوين فصيل أبو الصدوق الموالي للإصلاح، غير أن هذا الانشقاق لم يؤثر على الفصيل السلفي الرئيسي، و الذي يتواجد في معظم الأحياء الشعبية و القديمة شرق المدينة، كأحياء الجحملية و النقطة الرابع و أطراف الجمهوري، و تمكن من تجنيد كثير من شباب تلك الأحياء.
و هذا الفصيل، هو الذي سيطر على المربع الأمني، بمدينة تعز، في بداية شهر اغسطس من العام الماضي، حيث سيطر حينها على إدارة الأمن و قيادة المحور و إدارة الاطفاء و معسكر الشرطة العسكرية، و منزل الرئيس السابق “صالح” في حي الجحملية، و حتى حي المجلية جنوب المدينة.
3- كتائب حسم “سلفية” يقودها عدنان رزيق، و هو سلفي، كان يقيم في مدينة القاعدة بإب، المجاورة من جهة الشمال لمدينة تعز، و سبق أن دخل في مواجهات مع أنصار الله، بعد سيطرتهم على المدينة بداية العام الماضي. و هذا الفصيل له ارتباطات بفصيل ابو العباس، غير أنه مستقل عنه، و يضم عناصر سلفية جنوبية معظمهم من شبوة، التي ينتمي إليها رزيق.
و أنشأ السلفيون هذا الفصيل ليكون ذراعهم، غرب مدينة تعز، و معقله الرئيسي جامعة تعز، و الذي انتقل إليه بعد السيطرة على أحياء غرب المدينة، بعد أن كان “جبل الله أكبر” بعصيفرة معقله الأول.
و يسيطر هذا الفصيل على الأطراف الجنوبية الغربية من حي عصيفرة، و حي الجامعة في حبيل سلمان و الأطراف الغربية من حي المناخ، و المجمع الحكومي لمديرية المظفر بحي بير باشا، و أجزاء من حي المطار القديم.
و معظم المناطق التي يتواجد فيها غرب المدينة، تقع على خطوط التماس مع مناطق سيطرة الاصلاح.
4 – لواء الصعاليك، و هذا الفصيل معظمه من الشباب، و بين صفوفه مطلوبين أمنيا و متهمين بقضايا جنائية، و بلاطجة، و تمكنت فصائل أخرى من اختراقه، لا سيما الاصلاح و داعش.
و يعد حي المطار القديم معقلهم الرئيسي، و دعم الإصلاح هذا الفصيل، ليستخدمه في معارك غرب المدينة في مارس الماضي، بعد أن ضم له العشرات من عناصره.
و يستخدم الإصلاح هذا الفصيل، في مهاجمة مناطق التماس مع الطرف الآخر، كما حصل في تبة الدفاع الجوي، نهاية مارس الماضي، ما تسبب في مقتل العشرات من عناصره، و هو ما أستغل عناصر قيادية في تنظيم داعش، للتحريض ضد الإصلاح، من باب أنه من رمى بالشباب إلى المحرقة للتخلص منهم، حسب ما أفادت به مصادر محلية مطلعة.
و هو ما مكن هذه العناصر من اختراق الفصيل و تجنيد بعض عناصره في صفوف التنظيم، و شراء ولاءات بعض قيادته.
5 – كتائب الموت، و هو فصيل أنشأه في البداية الإصلاح، كفصيل مستقل يضم السجناء الذين تم تهريبهم من السجن المركزي غرب المدينة، و سجن الأمن السياسي بحي الأجيبات التابع لمديرية المظفر.
و كان يقود هذا الفصيل هاني السعودي، و هو سجين تم تهريبه من السجن المركزي في نهاية يونيو من العام الماضي، بعد سيطرة عناصر المقاومة على السجن، قبل أن يستعيده أنصار الله.
و معقل هذا الفصيل شارع العواضي، غير أن مقتل قائده هاني السعودي، في اشتباكات مع مليشيات الاصلاح في حي المسبح، بعد قتله للقيادي الاصلاحي محمد حسين، أدى إلى تراجع الفصيل و تقوقع عناصره على شارع العواضي وأطراف الأحياء المجاورة، و يرتبط بعض عناصره بعلاقات مع بعض قيادات مليشيات الاصلاح و أخرين مع قياديين سلفيين، و يسعى الطرفين لدعمهم و ابقاؤهم على وضعهم الحالي، في المنطقة الفاصلة بين الطرفين. غير أن معلومات تشير إلى أن تنظيم داعش تمكن من اختراق معظم من تبقى من عناصر هذا الفصيل، و اصبحوا ينفذون أجندات في مناطق تمركزهم.
6 – كتائب الشهيد القشيبي، و معظمهم من الشباب المستقلين و غير المتعصبين دينيا، و معقلهم جبل الشماسي، بمديرية صالة المقابل لمعسكر الأمن الخاص، و حي الزهراء، الواقع على خط التماس مع أنصار الله، و بالقرب من بريد كلابة، و أطراف زيد الموشكي، و الجزء الشرقي من حي الثورة.
و أنشأ الإصلاح هذا الفصيل لاستيعاب شباب حي كلابة و الشماسي، و تمكن من خلالهم فتح جبهة غرب معسكر الأمن الخاص، و تمكنوا من بسط سيطرتهم على مستشفى الثورة، و جبل الشماسي، ليدفع الإصلاح لاحقا بعناصر من مليشياته إلى الحيين، تمكنوا من فرض تواجدهم و ضم بعض قيادة كتائب القشيبي إليها، ليقتصر تواجدهم على في اطراف الحيين، و حارة الزهراء التي تعد منطقة مواجهات مع أنصار الله، المتواجدين في حارة الفتح غرب معسكر الأمن خاص.
7 – كتائب التوحيد، و هو فصيل سلفي انشق من فصيل حماة العقيدة، و يقوده أبو الصدوق، و له ارتباطات بالإصلاح، و يمثل السلفيين الذين نقلوا من دماج إلى تعز، جناح مسعود الوادعي، الذي كان اعلام الإصلاح يقدمه كـ”ناطق باسم سلفيي دماج”.
و تعد قلعة القاهرة هي معقل هذا الفصيل، و سيطر عليها في اغسطس من العام الماضي، و يسيطر على الأحياء المجاورة للقلعة (وادي المحبة، السواني، و أطراف المجلية، و يتواجد في ثعبات).
و تقول مصادر محلية مطلعة، إن هذا الفصيل تمكن من استيعاب عدد من شباب الأحياء المجاورة للقلعة، بعضهم قاتل في صفوف نظام “صالح” في 2011.
8 – كتيبة الشهيد عرفات دماج، و يتواجد هذا الفصيل في المناطق الواقعة غرب جامعة تعز و بالقرب من نادي الصقر، الذي يعد معقله الحالي.
و تشكل هذا الفصيل بعد مقتل عرفات دماج الذي سمي الفصيل باسمه، و يضم مسلحين مرتبطين بالتنظيم الناصري، و أخرين مستقلين، و سبق أن كانوا متمركزين في شارع جمال و شاركوا في معارك في جبل جرة.
9 – مليشيات المجلس العسكري، و يضم هذا الفصيل مجندين تم تجنيدهم من قبل رئيس المجلس العسكري التابع للمقاومة، العميد صادق سرحان، ضمن اللواء 22 مدرع الذي عين قائدا له، غير أنهم لا يزالون يتصرفون كمليشيات مسلحة، و معقلهم حي المسبح، وسط المدينة، و بعضهم يتواجدون في منطقة الضباب، إلى الغرب من المدينة.
و المجلس العسكري مرتبط باللواء علي محسن و تجمع الإصلاح.
10- شباب من أجل تعز، و هم فصيل من الشباب، الذي تمكنوا من الحصول على أسلحة عبر علاقاتهم مع الإصلاح و السلفيين، و تكون هذا الفصيل في اطراف حي الكوثر القريبة من شارع الحروي، الرابط بين شارع جمال و حوض الأشراف.
و سعى الإصلاح لاختراق هذا الفصيل، الذي تعد قيادته من الشباب المستقلين، و بعضهم مقربين من التيارات اليسارية، و اسند لهم حماية المنطقة الممتدة من نهاية مستشفى الثورة و حتى حارة الكوثر أسفل جبل الاخوة، عبر منحهم مصاريف يومية و ذخيرة، غير أن الإصلاح قطع عنهم المعونات خلال الفترة الأخيرة، بعد رفضهم العمل على اجنداته، و اصبحت معظم قيادتهم أقرب للفصيل السلفي “حماة العقيدة” و بعضهم انضموا لـ”داعش” و انقطع ارتباطهم بزملائهم.
11- فصيل مسيطر على أجزاء من حي حوض الأشراف الشرقي، وهم شباب عاطلين عن العمل، تكون الفصيل بدعم من السلفيين قبيل السيطرة على إدارة أمن المحافظة، و اسندت لهم مهمة السيطرة على سوق الصميل، و جولة حوض الأشراف و محيط مكتب اليمنية الطريق المؤدي إلى فرزة صنعاء.
و لا يزال هذا الفصيل على علاقة بالسلفيين، غير أنهم لا يزالون مستقلين في قراراهم، و محافظين على علاقتهم بفصيل حماة العقيدة.
و فصيل مسلح يسيطر على أطراف حي الحرير، يقع خلف تبة سوفتيل بمديرية صالة، و معظمهم من المطلوبين أمنيا، و سبق أن اعتقلت قوات الأمن عدد منهم في العام 2013، و افرج عنهم عقب مداهمة عدد من السجون.
أنشأ الإصلاح هذا الفصيل لفتح جبهة في حي الحَرِير، الواقع على التماس مع أنصار الله، شرق المدينة، و انيطت بهم مهمة السيطرة على الحي و تبة سوفتيل الواقع جنوبه، غير أنهم فشلوا في السيطرة على الحي و التبة، و يعد حي رومان المجاور للحرير معقلهم الرئيسي.
و يعتبر هذا الفصيل بمثابة درع حماية للخط الدفاع الأول عن حي الروضة معقل مليشيات الإصلاح.
التنظيمات المتطرفة
1- تنظيم القاعدة
يعد حي الجمهوري، بمديرية القاهرة، جنوب غرب مدينة تعز، المعقل الرئيسي للتنظيم، و الذي يسيطر عليه بشكل كامل.
و يتواجد عناصر التنظيم في عدد من الأحياء الأخرى، و يسيطرون على مناطق استراتيجية في المدينة.
يتواجد عناصر القاعدة بشكل قوي في حي الجحملية شرق مدينة تعز على خطوط التماس مع أنصار الله، و بشكل متداخل مع العناصر السلفية التابعة لحماة العقيدة، و التي تسيطر على معظم الحي.
كما يسيطر عناصر التنظيم على عدة تباب في حي الدحي، بمديرية المظفر، غرب المدينة، و التي سيطروا على عليها عقب مشاركتهم في اسقاط الحي و ما كان يعرف بمعبر الدحي. و يتواجدون بشكل فاعل في حي المطار القديم، في مناطق مرتفعة جوار معسكر اللواء 35 مدرع، غرب المدينة.
و يسيطرون على شارع الهريش، قرب ساحة الحرية، إلى جانب سلفيي حماة العقيدة، الذين يقتصر تواجدهم على المنطقة الممتدة من جوار فندق المجيدي الواقع في الساحة إلى أطراف شارع الهريش، و في الأطراف الشرقية من حي الروضة القريبة من شارع الاربعين.
و يتواجد عناصر من التنظيم في التباب المطلة على التحرير الأسفل في حي الضبوعة.
و في المدينة القديمة، يتواجدون في الحارات الواقعة أسفل قلعة القاهرة، و أطراف وادي المعسل. و في حي الاجينات و الحارات الداخلية وسط المدينة بين التحرير الأسفل و الأعلى أسفل جبل الاخوة.
و يقوم التنظيم بعملية تجنيد للشباب و استقطاب بعض عناصر من فصائل أخرى، و يحرص على تكثيف تواجده في الحارات الشعبية بحي الجحملية و الأطراف الجنوبية من المدينة القديمة.
2 – تنظيم داعش
تعقد حارة سوق الصميل، في حي حوض الأشراف الشرقي، معقله الرئيسي، و تمكن من فتح مقرات له في حي الكوثر و حي الجحملية و باب موسى في المدينة القديمة و حي زيد الموشكي و حي الضربة و حي عصيفرة و حي بير باشا و حي المطار القديم.
يقوم التنظيم بعمليات استقطاب في أوساط الشباب في الأحياء التي يتواجد فيها عناصره، و معظمهم من خارج محافظة تعز.
يستخدم حلقات الدرس في المساجد و المحاضرات في مقراته في التعرف على الشباب و التركيز على الفاعلين بينهم، و من ثم استقطابهم و نقلهم إلى معسكرات تدريبية خارج المحافظة.
القوات الموالية لـ”هادي”
تتواجد القوات الموالية خارج الاطار الجغرافي للمدينة.
و تضم 3 أوية ألوية عسكرية، كلف هادي قيادات لها، و هي:
1- اللواء 35 و يقوده العميد عدنان الحمادي، و يقع مقره الرئيسي في مدينة النشمة مركز مديرية المعافر، إلى الغرب من مدينة تعز.
تكون اللواء من كتيبتين عسكريتين كان مقرهما في معسكر المطار القديم، و كان يقودها الحمادي، و معظم منتسبيها من المسلحين الذين قاتلوا نظام صالح في العام 2011، و تم ضمهم إلى قوام اللواء 35 مدرع، المنتشر من مفرق المخا غرب تعز و حتى معسكر لبوزه بالمسيمير لحج.
و أنتقل الحمادي و الكتيبتين إلى جبل جرة، بعد سيطرة انصار الله على المعسكر، و ظل فيه حتى تم تعيينه قائد للواء من قبل هادي، لينتقل إلى النشمة لتشكيل اللواء، ضمن خطة عسكرية تهدف لتأمين الطريق الرابطة بين تعز و عدن، و التي تمر عبر التربة و هيجة العبد، تخوفا من اختراق أنصار الله لمناطق الحجرية.
سيطر الاصلاح على أسلحة الكتيبتين بعد انتقال الحمادي إلى النشمة، و بينها أسلحة متوسطة و بابات و مدفعية ثقيلة.
و فيما انتقل الحمادي إلى النشمة بقي معظم جنود الكتيبتبن في جبل جرة الذي يسيطر عليه الاصلاح، و يعد من أهم المواقع الاستراتيجية في مدينة تعز. و أصبح جنود الكتيبتين الذين بقوا في الجبل، مرتبطين عسكريا بمليشيات الاصلاح.
2- اللواء 17 مشاة، و عين العميد عبد الرحمن الشمسان لقيادته، و كان يفترض تشكيله في منطقة الضباب، غير أنه تم ضم المئات من المجندين إليه و ظلوا يقاتلون كمليشات مسلحة، و كان يطلق عليهم في البداية كتائب عبد الرقيب عبد الوهاب، و كلفوا بالسيطرة على المدينة من الجهة الغربية.
اعاق الاصلاح “فصيل المجلس العسكري” ممارسة قيادة اللواء لمهامهما، و دفع بنائب رئيس المجلس العسكري، العميد يوسف الشراجي لقيادة الجبهة، و تهميش قيادة اللواء.
و شكل اللواء كاستنساخ للواء 17 مشاة المتمركز في باب المندب، و الذي يساند انصار الله.
3 – اللواء 22 مدرع، و هو استنساخ للواء 22 مدرع التابع لقوات الحرس الجمهوري، و مقره الجند، شرق مدينة تعز.
و عين هادي في قيادته العميد صادق سرحان، و هو رئيس المجلس العسكري التابع للمقاومة، و الموالي لـ”علي محسن”.
و تم التجنيد في اللواء من مناطق شرعب و شمال مدينة تعز، بهدف السيطرة على شارع الستين شمال المدينة، و الوصول إلى الطريق الرابط بين مدينة تعز و العاصمة صنعاء عبر مدينة القاعدة لقطع امدادات أنصار و قوات الحرس الجمهوري و الأمن الخاص.
لم يتمكن اللواء من فتح جبهة شمال المدينة، و أصبح معظمهم متواجدين في حي عصيفرة معقل صادق سرحان، و بعضهم نقلوا إلى الضباب لمساندة الشراجي، الذي عينه هادي لاحقا قائدا لمحور تعز.
و لا يزال مجندي هذا اللواء يتصرفون كمليشيات و يرتبطون بـ”صادق سرحان” الموالي لـ”علي محسن”.
و يسيطر مجندي هذا اللواء على مبنى محافظة تعز، و يحضرون كمليشيات مسلحة، منذ السيطرة عليها في اغسطس من العام الماضي.
أبرز الصراعات بين الفصائل
بدأت الصراعات بين فصائل المقاومة تظهر إلى السطح، في اغسطس من العام الماضي، عقب سيطرة الفصيل السلفي، على عدة أحياء شرق المدينة، من حي النقطة الرابع و حتى أطراف صالة و قرب القصر الجمهوري شرق.
و ظهرت الصراعات بشكل واضح عقب السيطرة على الأحياء الغربية من المدينة، و أبرزها بين الفصيل السلفي و فصيل الاصلاح، و ابرز تلك الصراعات.
1- مواجهات حي المسبح بين فصيل الاصلاح و كتائب الموت، في سبتمبر من العام الماضي، و الذي قتل فيه القيادي الإصلاحي محمد حسين، و هو عضو الامانة العامة و مسئول التوجيه و الارشاد في الحزب، و كان عضو مجلس نواب سابق عن الاصلاح.
و جاء الخلاف على خلفية نهب سيارة من شرق المدينة عقب السيطرة على عدد من أحيائها أدعى محمد حسين أنها تابعة له، و رفض هاني السعودي قائد كتائب الموت تسليمها، و تم استدعاء السعودي إلى حي المسبح لحل القضية، و حصلت مشادة تطورت إلى اشتباك مسلح قتل فيه السعودي و حسين و عدد من مرافقيهم.
2- انشقاق أبو الصدوق عن فصيل “حماة العقيدة” السلفي، الذي يقوده أبو العباس، و وقوع اشتباكات بين الطرفين في سبتمبر من العام الماضي، و خرج عدد من المسلحين السلفيين المواليين لـ”أبو الصدوق” بمسيرة مسلحة في شارع جمال، مطالبين بعزل أبو العباس من إمارة الجماعة و مبايعة أبو الصدوق بدلا عنه.
و يعد هذا الانشقاق اختراق للفصيل السلفي من قبل الاصلاح، الذين يرتبط بهم أبو الصدوق، و هي رسالة للامارات الداعمة لـ”أبو العباس” و التي صعدت ضدهم و اتهمتهم بافشال معركة تعز، و طلب المكافأة قبل الدخول في المعركة، و ذلك على خلفية فشل قوات هادي في جبهة كرش – الشريجة.
3 – محاولة اغتيال أبو العباس، من قبل قيادي سلفي من فصيل أبو الصدوق، يدعى “حمدي الشرعبي”، و الذي رمى بقنبلة على أبو العباس في حي الجمهوري، في إبريل الماضي، بعد اشتباكات مسلحة، غير أنه نجا منها، و نقل الشرعبي إلى مستشفى الروضة، بحي الروضة بحجة معالجته، و تم تهريبه من قبل فصيل الإصلاح.
و هذه الحادثة وترت العلاقة بين فصيلي الاصلاح و السلفيين، و ظهرت تداعياتها في المواجهات اللاحقة.
4 – مواجهات بير باشا بين السلفيين و الاصلاحيين، على خلفية محاولة مسلحي الاصلاح السيطرة على المجمع الحكومي لمديرية المظفر في حي بير باشا، الذي يسيطر عليه السلفيين، نهاية ابريل الماضي.
5 – مواجهات حي عصيفرة بداية مايو الجاري، بين السلفيين و الاصلاحيين، على خلفية السيطرة على جبل الله وأكبر، غرب جامع السعيد، و قتل فيها، حمزه المخلافي شقيق قائد مليشيات الاصلاح، حمود المخلافي، و ابو الحارث رزيق ابن عم قائد كتائب حسم السلفية، عدنان رزيق.
6 – مواجهات المدينة القديمة بين فصيل “حماة العقيدة” الذي يقوده أبو العباس، و الفصيل السلفي المقرب من الاصلاح، كتائب التوحيد، الذي يقودها ابو الصدوق، في مايو الجاري، و راح ضحيتها عبد الرحمن عصيوران و وسيم عبد المؤمن.
هناك اشتباكات متقطعة تنشب بين الفصائل المرتبطة بالاصلاح و الفصائل المرتبطة بالسلفيين في عدد من أحياء المدينة، و اشتباكات بين العناصر المتطرفة و الفصليين السلفي و الاصلاحي، منها:
– اشتباكات في اطراف سوق الصميل معقل داعش، بين عناصر من داعش و مسلحي الاصلاح المسيطرين على مبنى المحافظة، على خلفية استحداث نقطة في مدخل بين سوق الصميل و مبنى المحافظة.
– اشتباك بين السلفيين و الاصلاحيين قرب بريد مديرية القاهرة على خلفية استحداث نقطة تفتيش.
– اشتباك في حي الدحي بين عناصر من القاعدة و أخرين من الاصلاح على تبة مطلة على الحي.
– اشتباكات بين عناصر القاعدة و الإصلاح على خلفية محاولة القاعدة السيطرة على سوق الزغروي وسط المدينة، و أخر بين الطرفين في حي الاجينات.
و هناك تبادل لاطلاق النار يحصل بين مسلحي الفصائل في المناطق التماس لسيطرة كل فصيل، و أخرى على خلفية خلافات على الجبايات من المناطق التجارية، و تحدث بشكل متواصل في وسط المدينة.
كما تحصل اشتباكات على خلفية نهب محال تجارية، حين يقوم عناصر من فصيل بنهب محل تجاري في منطقة تحت سيطرة الفصيل الآخر، كما حصل عند نهب محلات “شارب” وسط المدينة.
الخلاصة
– هناك حالة احتقان بين الفصائل، و التي سيكون لها تداعيات في المستقبل القريب في حال لم يتم وضع حلول من قبل حكومة هادي لتواجد هذه الفصائل على الأرض و استمراها في تسيير الأوضاع في مناطق سيطرتها.
– استمرار سيطرة الفصائل المسلحة على المرافق الحكومية، سيجعلها تطالب باستحقاقات، مقابل تسليمها، و هو ما سيعقد وضع السلطات القادمة للمدينة. و ما يشير إلى ذلك منع محافظ تعز، علي المعمري، المعين من هادي، من دخول مبنى المحافظة، و مطالبته مبالغ كبيرة، ادعوا انها ديون على المقاومة، تصل إلى المليارات.
– حصول عمليات تعسف و اعتداء على ممتلكات الأهالي من قبل بعض المسلحين، و فرض جبايات على الباعة و المحلات التجارية، و استخدام التجار الجشعين للمسلحين في فرض أسعار لبعض المواد الاستهلاكية كالغاز و الدقيق و السكر، و ذلك عبر مداهمة محلات من يخفض أسعارها لتعامله مع موردين أخرين.
– تزايد عمليات نهب منازل النارحين و الاستيلاء على أثاث و أجهزة و آلات المرافق الحكومية و الشركات الخاصة.
– استمرار الأعمال الخارجية عن القانون يشجع الشباب على الالتحاق بالفصائل المسلحة، أو تشكيل فصائل مسلحة في أحياؤهم لممارسة الجبايات على البقالات و المحال الصغيرة و ابتزاز السكان.
– ظهور عمليات الاختطاف كنوع من الابتزاز للسكان، مقابل الحصول على المال، و كذا السرقات و تصفية الخلافات عن طريق السلاح و البلطجة، كنتاج طبيعي لغياب السلطة التي تعد مظلة للجميع.
– استمرار الخلافات و الصراعات بين فصائل المقاومة، يمنح تنظيمي داعش و القاعدة فرصة للسيطرة على أحياء جديدة في المدينة و التواجد في اخرى، و استقطاب مسلحي بعض الفصائل، و مساندة فصيل على أخر لكسب عناصره.
– استمرار صراعات الفصائل، سيوفر بيئة خصبة للقاعدة و داعش في تكوين حواضن داخل الأحياء، في حال وفرت الأمن فيها.
و من هنا فإن ما حصل في مدينة عدن، سيحصل في تعز و بشكل أسوء، و سيظهر ذلك جليا عند محاولة السلطة القادمة للمدينة بسط سيطرتها، عقب التسوية القادمة، و ما يشير إلى ذلك رفض الفصائل المسيطرة على المقرات الحكومية تسليمها لما يسمى بـ”الجيش الوطني” الموالي لـ”هادي” بعد السيطرة على الأحياء الغربية للمدينة. المصدر:يمنات
_________________–
شارك وأدعو أصدقائك لمتابعة موقع #هنا_تعز المعركة الأعلامية مسؤليتك كمواطن حُر
قناة موقع #هنا-تعز بالتلجرام
http://ⓣelegram.me/hunatai