كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، أن وزير الدفاع و وليّ وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، أصبح مقتنعاً بضرورة إيقاف الحرب على اليمن، وبأن الأولوية لديه في المرحلة المقبلة باتت لإعادة هيكلة الجيش السعودي وبناء قوته بالاستفادة من تجربته بعدما أثبت فشلاً ذريعاً وانهياراً لمنظومته العقائدية والعسكرية وتراجعاً بسمعته، خصوصاً أن السعودية من أكثر الدول تسلّحاً في العالم.
و حسب الصحيفة، أشارت المعلومات إلى أن خطط ابن سلمان لا تقتصر على إعادة هيكلة القطاع الاقتصادي فقط، بل ستشمل القوى العسكرية الجوية والبحرية أيضاً.
و يخطط بن سلمان لتحديث سلاح الجو بمئات الطائرات الحربية الإضافية، لا سيما أن الطيران الحربي السعودي أصبح بحاجة ماسّة إلى صيانة بعد مشاركته بعشرات آلاف الطلعات على اليمن على مدار سنة.
بالمقابل يذهب «أنصار الله» و «المؤتمر الشعبي العام» إلى مفاوضات الكويت، وفي جعبتهما أوراق قوة مسنودة بالوضعية العسكرية للجيش و«اللجان الشعبية» وبالكمّ الهائل من تضحيات اليمنيين.
و بالرغم من انتهاكات التحالف السعودي التهدئة، تعوّل القوى السياسية في صنعاء على نجاحها واستمرارها.
و كان طيران «التحالف» قد استهدف أمس صنعاء وتعز وشبوة والحديدة ولحج والضالع ومأرب والجوف، إلى جانب هجمات للمسلحين في بعض المحافظات، لا سيما مأرب والجوف وفي جبهة نهم شرقي صنعاء.
و فيما تتجه الأنظار إلى الكويت التي تستضيف المحادثات اليمنية التي لم يحدد شكلها ولم يُتَّفَق على جدول أعمالها بعد، لا بدّ من طرح سؤالٍ أساسي على قوى صنعاء، وهو إذا ما كانت صيغة التفاهمات التي توافقت عليها القوى اليمنية قبل الحرب لا تزال صالحة كأساس للتفاهمات في المستقبل، أو أن المطلوب صيغ أخرى تستوعب تلك التضحيات.
و في التفاصيل الذي ستنطوي عليها المحادثات، يمكن السؤال أيضاً عمّا إذا كان حزب «الإصلاح» (الإخوان المسلمون)، سيحضر في هذه الجولة، خصوصاً أن الإمارات تضع «فيتو» أمام أي دور مستقبلي لهذا الحزب في اليمن.
و كان الإعلام الإماراتي قد بدأ باتهام بعض أعضاء الحزب الإخواني بالتواصل مع تنظيم «القاعدة» وتسهيل عملياته في المحافظات الجنوبية.
و يمكن المراقب للمشهد رؤية أن السعودية تتعاطى مع حزب «الإصلاح» بالمفرّق وليس بالجملة. فعلى سبيل المثال، يأتي تعيين الفريق علي محسن الأحمر في منصب نائب الرئيس من قبل الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي لأنه رجل السعودية التاريخي المخلص في ولائه، وليس على خلفية قربه من «الإصلاح».
أما حزب «الإصلاح»، فيتحسس من جهته وضعه الصعب في الوقت الراهن. فلا هو استطاع كسب الدعم والاحتضان السعوديين، ولا هو قادر على أن يعيد تقديم نفسه على المستوى الوطني للشعب اليمني بسبب تأييده العدوان.
و تحاول السعودية العمل على إيجاد بدائل سياسية متعددة تعويضاً عن فقدانها معظم القوى اليمنية التقليدية التي كانت تحت رعايتها. لذلك، دعت الرياض نحو عشرين قيادياً من الصف الثاني ويمثلون قوىً في «الحراك الجنوبي» لزيارتها. و حسب الصحيفة، حضر حتى الآن عشرة من القادة إلى الرياض، وعقدوا قبل يومين لقاءً مع مبعوث الأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ.
و شُدِّد ولد الشيخ خلال اللقاء على ضرورة إقامة مؤتمر جنوبي جامع لتوحيد القيادة والأهداف الجنوبية خلال شهر.
ولد الشيخ من جهته، أكد للوفد أن القضية الجنوبية هي «القضية الأكبر والأهم» بعد توقف الحرب. ومن المقرر أن تبدأ لقاءات الوفد مع المسؤولين السعوديين بداية الأسبوع المقبل، وفقاً للمعلومات.
ومن ضمن ما يمكن وضعه في خانة التغير في العمل العسكري والسياسي لـ«التحالف»، أو ربما من ضمن نتائج الخلافات بين أعضائه، طلبُ أبو ظبي من واشنطن دعماً عسكرياً لمواجهة «القاعدة» في اليمن.
قناة موقع #هنا-تعز بالتلجرام
http://ⓣelegram.me/hunatai