ماذا عن الدين وهل وجوده مهم لهذه الدرجه؟
بقلم / محمد الصفي الشامي
تساؤل وفكرة كانت تطرح وتمر عليّ باستمرار ، لا اخفي عليكم أني كنت أفكر بذلك ، وكنت أتساءل هل حقا سيصبح العالم أفضل بلا دين !؟ هل من يقتل يبتغي وجه الله حقاً !؟ وهل داعش تقتل حقاً لوجه الله !؟ إذا نظرنا نظرة عامة وأطلقنا حُكماً عامّاً دون أن نبحث فيما وراء المظاهر والقشور سنقول “نعم” ، إلا أن هذهِ ليست الحقيقة ، هؤلاء لم يفعلوها لوجه الله أساسا ، لان كل ذلك يتم من اجل تحقيق أهداف سياسية اقتصادية توسعية .
بإمكاننا أن نقول أنهم يستخدمون الدين غلافا أو شبكة يصطادون بها أهدافهم أن ‘صح التعبير‘ ، وعندما يتحدثون باسم الله المقدس ، تغدو الجريمة بنظرهم أيضا مُقدسة ، ليشرعنوا انتهاك المقدسات والأديان وقتل البشر واحتلال الأوطان ونهب ثرواتها . على أي حال أن عدنا إلى تساؤل هل العالم سيكون أفضل بلا دين !؟ الإجابة بالطبع “لا” ، لان هناك قتل أيضا بلا دين ‘أي لا مقدس‘ إلا انه وجد بديلا على ذلك وهي الايدولوجيا .
الشعوب الغربية في الدول الاستعمارية حالها كحال أي شعب فيها الصالحون وفيها الفاسدون ، إلا أن حكوماتهم كلها حقيرة خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالشعوب الفقيرة والبلدان النامية ، فإنها تدوس عليها من اجل مصالحها . بعيدا عن التفسيرات السطحية الساذجة ، إن فكرنا بوعي وبعقل قادر على التحليل والرصد والبحث خلف القشور ، لمعرفة جوهر الحكاية ، سنجد أن التدمير ، القتل ، الاغتصاب ، الخراب ، الدمار ، الفساد ، الذبح ، التمثيل بالجثث ، الخ…
من الجرائم البشعة التي تستهدف إنسانية الإنسان وآدميته انتشرت مؤخرا كالوباء في عددٍ من الدول التي تعرضت للغزو من قبل الجيش الأمريكي أو الغزو الغير مباشر من خلال إنشاء ورعاية ودعم وتدريب وإعداد جماعات تكفيرية كداعش وغيرها من الفصائل . سيناريوهات الاحتلال الأمريكي تكررت في عدة دول منها “أفغانستان ، العراق ، الصومال ، فيتنام ، الفلبين ” ، وبلا شك عندما يذهب جنود المارنز الأمريكي ومرتزقتهم لغزو بلدٍ ما ، هم لا يذهبون للاستحمام بل يذهبون للتدمير والهدم والقتل والخراب ، كما هو الحال كذلك مع أبنائهم من المغول “الدواعش” الذين يحملون نفس النزعات ، ولا يحترمون حق الحياة للآخرين ، ويكرهون الحضارة وكل مظاهرها ، ولا يستمتعون إلا بالدمار والخراب .
الدين بريء ولا علاقة له بهذهِ الجماعات التي تقتل البشر ، وتفصل رؤوسهم عن أجسادهم وتدمر الحضارة وتستهدف الأرض والعرض ، وتقف ورائها أمريكا ، التي تُعتبر هي أساس المشكلة في المنطقة برمتها ، ولولا أمريكا التي تدعي بأنها تحارب الإرهاب بطيرانها الحربي لم تكن لتظهر داعش ولا غيرها ، الذين يتنقلون بقدرة قادر من مدينة إلى اخرى بكل أريحية ، وكأنهم يرتدون قبعات الإخفاء . بعد أن استرسلت لكم ما سبق ذكره، ندرك من خلال ذلك ان السياسة الأمريكية العنصرية المتمثلة بلوبيات الضغط والرأسمالية لها تأثير كبير على سياسة الولايات المتحدة حول العالم عامة وداعش بالخصوص .
ولكن هل تسأل احدكم ، كيف سيكون العالم بدون السياسة الأمريكية ومشاريعها الهدامة وجماعاتها الإجرامية !!؟