من هوامش الذكريات القريبة …
الشيخ عبد المنان السنبلي
في معرض حديثنا عن معوقات إنضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي، قال لي صديقي الخليجي ذات يوم و هو يجادلني مغروراً :
إن اليمنيين بحاجة إلى مائة عام تأهيلاً حتى يلحقوا بركب الخليجيين..
فقلت له : هل لديكم البردّوني و الزبيري و الفضول أو ما يعادلهم فكراً و أدباً؟! قال : لا..
فقلت له : هل لديكم الشوكاني و بن الأمير و الهمداني و بن الوزير و العمراني أو ما يجاريهم علماً ؟! قال : لا..
فقلت له : هل لديكم سد مأرب و عرش بلقيس و قصر غمدان ؟! قال : لا.. فقلت له : فبما سبقتمونا إذاً ؟!
إنكم أنتم من يحتاج إلى آلاف السنين حتى تلحقونا فكراً و أدباً و علماً و حضارةً، فإذا كان بناءكم للأبراج و المدن بإيدٍ أجنبية يُعَد مصدر فخرٍ لكم، فقد بنينا بإيدينا قبل عشرة آلاف سنة مدينة إرم ذات العماد التي لم يُخلق مثلها في البلاد و كذلك بنينا ممالك معين و سبأ و أوسان و حضرموت وشبام حضرموت لاحقاً و حميَر…
يا صديقي إنكم بما إمتلكتموه و توفر لكم من إمكانيات مادية ضخمة لستم إلا لحظة عابرة من عمر الزمان، و لا يمكن لهذه اللحظة أن تتجاوز عظمة و مجد حضارةٍ عمرها آلاف السنين !!
ثم أنشدت له هذه الأبيات للشاعر محمد أحمد منصور :
أُكنُّ للجار حُباً رغم جفوتهِ
و لن أضيق، و عندي الصبرُ و الجلَدُ
و إن تجاهل تاريخي، أشرت إلى
شمس الضحى حيث مجدي ظل يَتقِدُ
فقل لمن يطلب البرهان عن حسبي
فالسدُ و العرشُ برهانٌ و مستندُ
قد إتخذنا على هام السُّهى وطناً
و فتيةً أن يروموا شأونا.. قعدوا
” أم الحضارة صنعاء ” لا يشاركها
في مولد المجد من تاريخها بلدُ
و أول الملك فوق الأرض في سبأٍ
خط الجلالةَ فيه الواحدُ الصمدُ
و عظّم اللهُ عرشاً فوق تربتنا
في ملك بلقيس فأشتدت به العُمُدُ
و بارك الله في الدنيا حضارتنا
فلم يفز بالمعالي غيرنا أحدُ…