آراء وتقاريرالأخبارتراث يمنيفيسبوكياتقلم لايساومقهوة تعزية

لماذا تقتل اسرائيل المدنيين من الجو؟ : تحليل نفسي وسلوكي في ضوء نظرية ماسلو

.
د. عبدالله بدوي
تعتبر نظرية “هرم الاحتياجات” للعالم النفسي أبراهام ماسلو من النظريات الرائدة في تفسير الدوافع السلوكية للأفراد، حيث تقدم إطارًا لفهم كيف تنبع الدوافع من حاجات متدرجة تبدأ من الاحتياجات الفسيولوجية الأساسية مثل الطعام والأمان، وصولاً إلى تحقيق الذات.
في سياق التحليل النفسي والسلوكي لتصرفات الجيش الإسرائيلي، سنستند إلى هذه النظرية لفهم الأسباب التي تدفع الجيش إلى استهداف المدنيين والبنية التحتية بشكل مكثف في مواجهاته مع قوى المقاومة في فلسطين ولبنان ، خاصة في ظل الفشل المتكرر في المواجهات المباشرة.

1. الهروب من المواجهات المباشرة
يشير علماء النفس إلى أن أحد مظاهر الجبن هو تجنب المواجهات التي تتطلب شجاعة مباشرة واستبدالها بإجراءات غير مباشرة تحمي من الأذى الفعلي. يُلاحظ هذا في اعتماد الجيش الإسرائيلي على القصف الجوي بدلاً من الاشتباكات البرية. يقول الله تعالى في سورة الحشر: {لا يقاتلونكم جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ}، مما يعكس ميل الجبناء للتحصن وتجنب الاشتباك المباشر، وهو ما يتبناه الجيش الإسرائيلي لتجنب الخسائر الميدانية المباشرة.

2. استهداف المدنيين والأهداف السهلة
يُعبر استهداف المدنيين عن “العدوان الإزاحي” أو “التنفيس العدواني”، حيث يُوجه العدوان للأهداف الأسهل بدلاً من مواجهة الخصم الرئيسي. وفقًا لفرويد، يُستخدم هذا السلوك كوسيلة لتفريغ الإحباط والغضب على فئات غير مقاومة كالنساء والأطفال. ويُعزز هذا السلوك قول النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: “لا تقتلوا وليداً ولا امرأةً ولا شيخاً فانياً”، مما يشير إلى أن استهداف المدنيين ليس من شيم الشجعان، بل يعكس خوفًا وتجنبًا للمواجهات الفعلية.
3. الترويج لانتصارات إعلامية وهمية
يلجأ الجيش الإسرائيلي إلى تضخيم انتصاراته إعلاميًا لتعويض شعوره الداخلي بالنقص، وهو ما يُعرف بـ”التعويض النفسي” في علم النفس. وذُكر في القرآن الكريم هذا النمط من السلوك في قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}، حيث يُصور الظالمون أفعالهم المخادعة كإنجازات لإخفاء حقيقتهم الضعيفة، مما يعكس محاولات الجيش لتضليل الداخل الإسرائيلي والمجتمع الدولي حول مدى قوته.

4. الخوف من الخسائر البشرية المباشرة
يسعى الجيش الإسرائيلي لتقليل خسائره البشرية، مما يعكس “استجابة دفاعية” وفقًا لفرويد، وهي رغبة في حماية النفس وتجنب الاشتباكات التي قد تُسفر عن خسائر. يُشير القرآن الكريم في سورة الجمعة إلى هذا النوع من السلوك في قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوْا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}، حيث يرتبط الخوف من الموت بهذا الجبن.

5. التأثير السلبي على الروح المعنوية الداخلية
أدى اعتماد الجيش الإسرائيلي على القصف وتجنب المواجهات المباشرة إلى تراجع الروح المعنوية لدى الجنود، مما ينعكس في شعور بعدم الأمان والثقة. ووفقًا لإبراهيم الفقي، يُساهم الخوف في تآكل المعنويات الداخلية، مما يجعل الجيش غير قادر على الأداء الفعال في ساحات القتال.

ختاماً: تعكس تصرفات الجيش ٩الإسرائيلي الحالية علامات ضعف نفسي وسلوكي معروفة في الدراسات العلمية، وهي مدفوعة بعدم القدرة على مواجهة المقاومة والخوف من المواجهات المباشرة.
وتكشف محاولات الجيش تبرير أفعاله عبر خلق انتصارات وهمية والترويج لأخبار مزيفة عن عجز واضح حيث يعكس هذا النمط السلوكي ضعفًا داخليًا يبتعد عن مبادئ الشجاعة الحقيقية.
________
المصادر:
1. القرآن الكريم.
2. فرويد، سيغموند. “التحليل النفسي للسلوك العدواني.”
3. الفقي، إبراهيم. “قوة التفكير الإيجابي وتأثيره على الروح المعنوية.”
4. ابن حجر العسقلاني. “شرح صحيح البخاري.”

موقع إسناد الالكتروني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com