حتى وهم يكذبون لايستطيعون إخفاء تفاهتهم أو ترتيب أجنداتهم بشكل لائق.
كتبه:محمد عايش
14 شهيداً في مجزرة سعودية جديدة اليوم في حمام جارف بمحافظة صنعاء…
والمبعوث الأممي ولد الشيخ ليس في أجندته، وهو يزور صنعاء هذين اليومين، إلا بندان على رأسهما “إطلاق المعتقلين”!!!!
بات الأمر كله لدى المجتمع الدولي منحصرا في إطلاق سراح “ناصر منصور هادي”!!
وطز في القتل المستمر لليمنيين ليل نهار..
طز في استباحة اليمن بالطول والعرض بآلاف الطلعات والغارات الجوية على مدى عشرة أشهر وعلى مدار الساعة.
السعودية لا تريد إيقاف الحرب، تعرف القوى الدولية ذلك جيداً، ولكن إذا كان لابد من مسرحية سياسية مصاحبة للحرب، هي “المفاوضات”؛ فلتكن مفاوضات، ولكن مفاوضات في اللي مالهش لزمة وليكن مثلاً “إطلاق المعتقلين” لأن هادي يتوسل السعودية ليل نهار أن تبدأ وقبل كل شيء بالعمل على إطلاق سراح شقيقه،
وإذا تجاوزت هذا الطلب فإلى طلب آخر لذر الرماد على العيون: حصار تعز، وهذا هو الموضوع الثاني والأخير في أجندات ولد الشيخ، وفقط لا غير!!
ولماذا حصار تعز؟
ليس لأنه كارثة بحق المدنيين، فمن يقتل 14 امرأة ورجلا وطفلا من المدنيين بضربة واحدة، وقبلها 70 مدنيا في عرس، و90 في…..، و80 في…، لا يهمه أمر مدنيي تعز ولا غير تعز، وكذاب أبوه وأمه هو ومن يناصره حين يتحدث عن الحصار والمدنيين.
يضغطون في موضوع “حصار تعز” لأنه يخفف عنهم الحرج قليلا أمام حلفائهم في “المقاومة” الذين ينتظرون منهم نجدتهم طوال عشرة أشهر ولم يفعلوا، وثانياً للتغطية على جرائم السعودية الأكثر بشاعة بحق اليمن بكلها، حصاراً وقتلاً.
صعدة حولتها الوحشية السعودية إلى مدينة ومحافظة كانت هنا..
مليون بني آدم.. مليون بشر.. مليون روح حية.. لا يستطيعون حتى إيقاد النار لإنضاج طعامٍ إن توفر، يعيشون في الكهوف وأماكن النزوح، ومن يتحدى القصف أو يعجز عن النزوح فإنه يصبح هدفا للقصف بعد ثوان من إشعاله عود ثقاب في منزله في المساء.
لهذه الدرجة صارت صعدة والحياة في صعدة.. لكن المبعوث؛ لا يتبنى، بل ويرفض، أي حديث أو إشارة إلى الجحيم المهول في صعدة، ولو إلى جانب موضوع حصار تعز ولإسقاط الحرج فقط أو لكي يقال إن الأمم الوقحة أمم منصفة..!
لست مع مقايضات سخيفة من نوع صعدة مقابل تعز، أو تعز مقابل صعدة، كلها بلادي، وكلهم مدنيون، وكلهم مطلوب رفع الضرر عنهم فوراً، بإيقاف الحرب ورفع كل حصار وإيقاف كل قتل من صعدة إلى تعز؛ ولكني لا أستطيع أن لا أشعر بالغثيان تجاه من يتورطون، من أي طرف، بحسن نية أو بسوئها، بعصبية أو بدونها، في التعامل مع الجحيم الذي يعيشه اليمنيون بالتجزئة، والتجزئة الهادفة للتغطية على الجرائم بحق الضحايا عبر التمييز بينهم وانتقاء “الجزء” لتبرير مايحدث بـ”الكل”.
وهناك ملاحظة مهمة: ولد الشيخ يضع بند “المعتقلين” قبل حتى موضوع “حصار تعز”..!
حتى وهم يكذبون لايستطيعون إخفاء تفاهتهم أو ترتيب أجنداتهم بشكل لائق.