فتحي بن لزرق: صنعاء المحاصرة تطعم “الجنوب الثري
”
أثبتت 6 سنوات من الحرب في اليمن أن الادعاء بأن الغالبية العظمى من أبناء الشمال متمسكون بالوحدة اليمنية بسبب ثروات الجنوب ومصالحهم فيه، كانت أكذوبة كبرى.
6 سنوات من الحرب حوصرت فيه 90٪ من أراضي الشمال وقصفت لكنها استقرت أمنياً وعاش الناس ولم يمت أحد من الجوع، اشتغلوا وكسبوا وتكسبوا وخزنوا ورقصوا وفتحوا الأسواق التجارية والمولات وظل حالهم على ما هو عليه.
6 سنوات من الحرب أثبتت أن مقولة أن الشماليين سيموتون جوعاً إذا انفصل الجنوب كانت كذبة كبيرة للغاية.
6 سنوات و90% من الشمال بلا مرتبات، لكن الناس اشتغلت وتمكنت من خلق فرص عمل جديدة.
6 سنوات من الحرب قدمت لنا شمالا مستقراً نسبياً وجنوباً تعصف به الحروب الأهلية والصراعات والفوضى والأزمات المتلاحقة والصراعات الدموية.
6 سنوات من الحرب وغازنا من مأرب ودوانا من صنعاء المحاصرة وقطع غيارنا منها وكل ما عجزنا عن توفيره في عدن طلبناه من صنعاء.
6 سنوات لم نصدر فيها للشمال حتى قرن بصل واحداً فيما خضارنا وفواكهنا وأكلنا وشربنا يأتي من الشمال.
6 سنوات أثبتت فيها الأحداث أن الانفصال ليس خطراً على الشمال بل هو خطر على الجنوب ذاته الذي غرق في صراعات دموية ليس لها أول ولا آخر، وهو لايزال في إطار اليمن الواحد فكيف سيكون حاله إذا انفصل؟
هذه حقائق..
ما أكتبه أعلاه حقائق دونتها الأحداث خلال سنوات مضت.
6 سنوات من الحرب أثبتت أن ثمة عصابة مشكلة من الشمال والجنوب هي من نهبت البلاد والعباد، أما الشعب فلا حول له ولا قوة، وأن الانفصال ليس خطراً على الشمال بقدر ما هو خطر على الجنوب ذاته.
6 سنوات أثبتت أنه ومثلما كانت هناك عصابة مستفيدة من اختلالات الوحدة، فإن عصابة أخرى اليوم هي فقط المستفيدة من شعارات الانفصال.
بقلم – فتحي بن لزرق