الموت لأمريكا ليست مجرد خيال أنما واقع
كتبه :محمد عايش
قالت منظمة هيومان رايتس ووتش الأمريكية أمس إن أمريكا “شريك مباشر” في الحرب الجارية في اليمن عبر اضطلاعها بـ”تنسيق العمليات العسكرية”.
كنا نعتقد أن الحوثيين موسوسون وهم يتهمون أمريكا بالوقوف وراء كل شيء في هذه الحرب، والآن يسكت وساوسنا نحن الأمريكيون أنفسهم إذ يقولونها بوضوح: نعم حكومتنا طرف مباشر في الحرب.
وقبلها، منظمة العفو الدولية اعتبرت بريطانيا طرفاً في الحرب، ودبلوماسيان في وزارة الخارجية البريطانية يقولان لـ”الإندبندنت” إن هناك مخاوف جدية بإمكانية أن تتعرض بريطانيا لملاحقة بتهمة ارتكاب جرائم حرب بسبب شراكتها في حرب اليمن!
ما الذي فعلناه بالعالم كي يتطوع مع السعودية لتدمير بلادنا؟!
لم نفعل شيئا ولم يتطوع العالم أيضاً، لقد استجاب فقط لصوت المال..
لماذا في العلن تحذر بريطانيا وأمريكا من خطورة هذه الحرب ثم تشاركان فيها؟
لأن المسألة فيها مال
لماذا تحاربنا السعودية أصلاً؟
لأن لديها مالاً
هل نبالغ في اختزال المسألة كلها بالمال؟!
أبدا
واجهت مصر خطرا من القاعدة وداعش في ليبيا، حقيقيا وجادا أكثر من الخطر المزعوم على السعودية من اليمن، وحين أراد السيسي شن عمليات عسكرية هناك فشل في حشد حلفاء وفشل في استقطاب أي دعم دولي..
لماذا؟
لأنه ليس لديه مال
ولهذا السبب أيضاً عدل عن مشروعه وعاد ليبيع “أم الدنيا” وجيشها للسعودية مع بقية الباعة..
لو كانت أريتيريا شنت علينا حربا لدعم “الشرعية” هل كنا سنشاهد معظم سياسيينا وحزبيينا يهرعون إلى فنادق أسمرا كما هرعوا إلى الرياض؟!
أبداً.
نحن نواجه أكبر خزانة مال في العالم.. لذلك طبيعي أن يقف العالم إلى جانب الخزانة..
نواجه أكبر احتياطي نفطي على ظهر الكوكب، لذلك طبيعي أن يقف الكوكب إلى جانب البئر..
ومع ذلك وكل ذلك؛ يستطيع المال أن يشتري العالم، وأن يخوض حربا، و يدمر بلدا.. لكنه لا يستطيع بناء قضية عادلة أبداً.
والدليل هيومان رايتس ومنظمة العفو الدولية.. والعالم غير الرسمي الذي يحصي الخسائر الأخلاقية لهذا العدوان، ويراقب هذه الحرب باعتبارها “جريمة”، وجريمة منحطة أيضا، تستوجب الملاحقة والعقاب.
الخسائر “الأخلاقية” مثل هذه، وقبل الخسائر العسكرية؛ هي التي أخرجت أمريكا من فيتنام مهزومة وبعار تاريخي يلاحقها حتى اللحظة.
التاريخ ينصف اليمن منذ الآن، والإنسانية تنتصر لليمنيين منذ اللحظة..
لا قلق.