انسحاب قوات اماراتيه من مناطق تمركزها في المهرة بسبب الغضب الشعبي في المهرة
تشهد محافظة المهرة الحدودية، أقصى شرق اليمن، توترا منذ الأسبوع الماضي، عقب عودة الاحتجاجات الشعبية إلى مركز مديرية المسيلة، بعد شهرين من تعليق اعتصام مدينة الغيضة عاصمة المحافظة.
و أمام تصاعد الغضب المجتمعي انسحبت قوة اماراتية كانت تتمركز في مدينة الغيضة، باتجاه ساحل محافظة حضرموت المجاورة، نهاية الأسبوع الماضي، و هو انسحاب جزئي يهدف إلى ايهام المجتمع المحلي الذي يغلي بغياب التواجد الاماراتي من المحافظة.
و صباح السبت 23 سبتمبر/أيلول 2018، منع قبليون في مديرية المسيلة عمليات انشائية في منطقة “طوف شجر” من استكمال انشاء علامات اسمنتية في المنطقة.
وقالت مصادر محلية ان العلامات الاسمنتية، تأتي ضمن المشروع السعودي لمد أنبوب تصدير النفط السعودي إلى ميناء تعتزم السعودية انشاؤه في منطقة نشطون الساحلية بالمحافظة.
و أثارت الاستحداثات العسكرية السعودية في محافظة المهرة المجتمع المحلي، الذي يؤكد رفضه المستمر للتواجد العسكري السعودي في المحافظة، والذي بدأ بالدفع بقوات سعودية إلى المحافظة خلال العام 2017، قبل أن تبدأ في العام 2018، باستحداث مواقع عسكرية في عدد من المديريات، قام الأهالي بإيقاف انشاء بعضها و منع قوة سعودية من المتمركز في احد المواقع في مديرية المسيلة.
و أفادت مصادر محلية ان مهندسين و خبراء سعوديين و أخرين أجانب وضعوا علامات لإنشاء الأنبوب انبوب نقل النفط السعودي قبل أشهر، من المنطقة الحدودية في الخراخير بمحافظة حضرموت، مرورا بعدة مديريات في محافظة المهرة، وصولا إلى منطقة نشطون الساحلية.
و حسب المصادر بدأ فريق الانشاءات بوضع علامات اسمنتية من منطقة الخراخير و حتى مديرية المسيلة منذ الشهر الماضي، لكنهم اصطدموا صباح السبت بقبليين يمنعون استكمال تلك العلامات في منطقة “طوف شجر” بالمسيلة.
و تقوم السعودية بهذه الاجراءات على الأرض دون وجود غطاء قانوني يتيح لها ذلك، و تسعى لتنفيذ مخططاتها بنشر قوات عسكرية استقدمتها إلى المهرة، و نشرتها في عدة مواقع مستحدثة على طول المنطقة التي يفترض أن يمر بها الأنبوب طبقا للمخط الهندسي، و تقوم تلك القوات بمنع اقتراب الأهالي من المناطق التي سيمر بها الأنبوب، و هو ما أثار المجتمع المحلي، الذي عبر عن غضبه بالاحتجاجات و منع الفرق الفنية و الهندسية و القوات العسكرية من استكمال بعض تلك الاجراءات.
و اعتبر مصدر في لجنة تنظيم الاعتصام بمحافظة المهرة، إن أي قرار يصدر عن حكومة هادي تحت إكراه التحالف السعودي، أو استجابة لرغباتهم و أطماعهم التوسعية هو عمل منعدم لا قيمة له و لا يترتب عليه أي آثار قانونية.
و يرى أبناء تلك المناطق أن الاستحداثات السعودية في مناطقهم أصبح مصدر ضرر للسكان، كونها تقيد حركة السكان و تنقلاتهم بسلاسة، و تفقد حيواناتهم المرعى و الصيادين من مصدر دخلهم الوحيد من البحر.
و انتشرت العلامات الاسمنتية على امتداد يصل إلى قرابة “20” كيلو متر في المنطقة الصحراوية بمديرية المسيلة، ما أثار غضب الأهالي الذين اكتشفوا الاستحداثات نهاية الأسبوع الماضي، ما جعلهم يتوافدون إلى منطقة “طوف شجر” لمنع الاستحداثات.
يرى مراقبون أن الانسحاب الاماراتي من محافظة المهرة، جاء تفاديا للغضب الشعبي، و محاولة لإيهام المجتمع المحلي بأن الامارات لم يعد لديها أي تواجد في المحافظة، في حين أن مصادر عسكرية تؤكد أن قوات اماراتية لا تزال متواجدة في مدينة الغيضة، و لا يزال قائد القوات الاماراتية متواجدا في الغيضة.
و أشاروا إلى أن هذا الانسحاب يهدف إلى ابقاء الغضب المجتمعي موجها نحو القوات السعودية. منوهين إلى أن قوات الواجب المدعومة اماراتيا و التي تعمل تحت ادارة شرطة المهرة ما تزال منتشرة في عدة نقاط بالمحافظة، و هذه القوات تتلقى توجيهاتها من قيادة القوات الاماراتية عبر قيادة شرطة المحافظة، عوضا عن أن هذه القوات تتسلم مرتباتها عبر القيادة الاماراتية.ء