لا تقتلوا مستقبلا لن تعيشوه ..!!!
بقلم /
حمير العزكي
يذكر منظرو – مايسمى – الربيع العربي في حديثهم عن السبب الأبرز في شبابية – الثورات – العربية والمتمثل في فشل النخب السياسية الحاكمة والمعارضة في انتاج مشاريع وطنية واقعية وبناءة بالإضافة الى شيخوخة الأفكار والوسائل والبطء الكبير في التعاطي مع المتغيرات بسبب أعمارهم التي تتجاوز في أغلبها الستينات
في كل المجالات الانسانية هناك ما يسمى الإعتزال والذي يمنح فرصة الخروج المشرف من المجال والحفاظ على النجاحات والانجازات التي حققها في مشوار الحياة قبل مواجهة الاخفاق الذي تفرضه العلاقة العكسية بين العمر والقدرات .. الا في مجال السياسة وبالذات في الوطن العربي فالسياسي يعتبر الاعتزال حكما بالاعدام ونهاية كارثية ومرجع ذلك ما تحققه السياسة لرجالها من نفوذ وسلطة وثروة بطرق غير مشروعة تنتج الأزمات في عنفوان استخدامها وفي سبيل تحقيقها والحروب في شيخوخة ممارستها وفي سبيل الحفاظ عليها.
ولايختلف الحال في اليمن كثيرا عن غيره من الاقطار العربية فمنذ نهاية السبعينات وحتى اليوم مازالت النخب السياسية ذاتها أحزابا وشخصيات و عائلات ورؤية وخطابا وخططا … نشأت العلاقة فيما بينها على مبدأ التقاسم والمنافع المشتركة والإستغلال المتبادل .. وكم افرزت هذه العلاقة من أزمات عاصفة حتى انجازاتها التي حققتها سرعان ما تتحول الى قنبلة موقوته ونواة لحروب طاحنة .
وحين برز الى الساحة مكون انصار الله الشاب قيادة ورؤية وعزيمة ظهر البون الشاسع بينه وبين بقية النخب السياسية والذي فسر تجاوزه لكل تلك القوى ليظهر جليا التفاوت في تنفيذ الاتفاقات بين السرعة في اجتياز الخطوات والمراحل والتباطؤ والتثاقل والركود عند البند الأولى
وأخيرا يمتلك الشباب قدرة كبيرة في الانتاج والابداع والتفكير والاستيعاب والتعامل مع الواقع على العكس تماما من الشيبات الذين تسيطر عليهم حالة التشبع وما يترتب عليها من تصلب في الأراء وتخشب في التحركات
فلا تأخذوا أعمار غيركم ولا تقتلوا مستقبلا ليس لكم حظ منه.