الأخبارشاهدقلم لايساوم
اليمن سنة ثالثة – عدوان !
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي .
بامتياز ومع مرتبة البطولة والشرف ها هي اليمن قد اجتازت عامها الثاني – عدوان بنجاحٍ تام رغم صعوبة الظروف وعناء المرحلة وبصورة تستحق أن يقف لها العالم كله إجلالاً وتقديرا وأن يرفع لها قبعة الإحترام . لقد قلنا لكم منذ اليوم الأول أنكم قد تتغلبوا علينا في ميادين كرة القدم وماراثونات العَدْو والجري، أما ميادين القتال فنحن أسيادها وأهلها على مر التاريخ، فلم تصدقوا وظننتم أنها لن تكون لكم إلا نزهةً أو رحلة صيدٍ قصيرة، فهل وجدتموها بعد حولين كاملين فسحةً ونزهة كما ظننتم بالأمس أم كيف يا ترى ؟! نعم تعرضنا للقصف والقتل والتدمير والحصار والتجويع المنظم، لكن هل فتَّ ذلك كله من عضدنا أو أوهن من عزائمنا وإصرارنا على التحدي والصمود شيئا ؟! في الواقع لقد أرادوه (السادس والعشرين من آذار) أن يكون يوماً لإخضاعنا وإذلالنا وهزيمتنا إلى الأبد، فاستطعنا أن نجعل منه يوماً وطنياً وعيداً خالداً سنظل نحتفل به كل عامٍ بذكرى إنتصاراتنا وانعتاقنا وتحررنا الكامل من التبعية البغيضة والإرتهان للأجنبي وتأكيد حقنا الكامل في الكرامة والإستقلال والسيادة على أرضنا المعطاءة الكريمة، فلا السعودية ولا إيران ولا أمريكا ولا أي أحدٍ بعد اليوم يمتلك حق الوصاية على شعبنا ووطننا أوالتدخل في شئونه أو تقرير مصيره ! لقد أرادوه أيضاً أن يكون يوماً استعراضياً بإمتياز أمام عدوهم المصطنع – إيران يُظهِرون من خلاله المدى الذي وصل إليه مخزونهم الضخم من الآلة العسكرية الحديثة وحجم النفوذ واللوبي الدوليين الذي يمتلكونه ويتمتعون به بفعل ضخهم للأموال الضخمة وتقديمهم الرشا على مستوى الدول والمنظمات الدولية والافراد، أرادوه كذلك ولكن على حساب من ؟! أعلى حساب إيران ؟! لقد أرادوه للأسف الشديد أن يكون على حساب أمن وسلامة واستقرار جارهتم اليمن وشعبها العظيم غروراً منهم وظناً أن هذا الطريق هو الأقصر والأسهل لإرعاب وإخافة إيران، فهل كان لهم ما أرادوه ؟! في حقيقة الأمر لقد تحطمت جميع طموحاتهم الجوفاء هذه على صخرة الصمود والبطولة اليمنية الصلبة وتلاشت أحلامهم وأمانيهم وذهبت أدراج الرياح، فأصبح هذا اليوم السادس والعشرين من آذار 2015 هو اليوم الذي بذر فيه السعوديون وأعراب الخليج بذرة زوالهم الأولى وسقوط إمبراطورياتهم الكرتونية المزيفة ! نعم مضت سنتان كاملتان من القصف والقتل والعدوان على الشعب اليمني وما حملته وخلفته من مآسي وغَبن وظلم لكنها وبرغم ذلك كانتا مقياساً ومعياراً حقيقياً لمعرفة من هو الطرف الأشد بأساً وأكثر قوةً وأعظم نفيرا ؛ السعودية وحلفاءها أم اليمن العظيم ؟! فمن أراد أن يعرف ذلك فلينظر إلى أول ظهورٍ للعسيري في يوم العدوان الأول وحالة الغرور والإنتشاء والصرامة التي كانت بارزةً عليه وبين آخر ظهور له وإلى أي مدىً برزت عليه حالة الإحباط والإنهيار المعنوي والنفسي وكيف أن منسوب الثقة والغرور لديه قد تدنى شيئاً فشيئاً على مدى العامين الماضيين حتى وصل إلى نقطة التخبط الصفرية . عندها فقط سيعرف الفرق بكل سهولة ! هكذا وبكل إصرارٍ وثباتٍ وصبرٍ وإصرارٍ على النصر تتأهب اليمن وشعبها العظيم لدخول سنتها الثالثة – عدوان ، والتي بلاشك ستكون سنة التخرج والحسم ودخول مرحلةٍ جديدةٍ من التحرر والانعتاق والبناء، فهنيئاً لها ولشعبها اليمني العظيم هذا الإنجاز الذي سيسطره التاريخ باحرفٍ من نور والمجد والخلود للشهداء، ولا نامت أعين الجبناء ! #معركة_القواصم
ليت أيامنا كلها عدوان ! بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي . وفي لحظةٍ لم أعد أدري أأرقب طوفان البشر أم أتخيل سيول المطر ! حتى أنني ظننت أنني في موسم الحج الأكبر لولا علمي المسبق بإستحالة نقل الكعبة أو تَغيُّر مواقيت الحج ! هكذا كان شعوري وأنا أتأمل المشهد الإسطوري اليوم في الحرم السبعيني المقدس ! حضرت التظاهرة كما وعدت بالأمس، و لم أكن أعلم حقيقةً أنني سألقى هناك اليمن على هيئتها الحقيقية وهي تنفض من على وجهها العربي المليح غبار الحزن والألم مسفرةً عن تاريخٍ مشرقٍ يختزل في وجنتيهِ جمال ورونق آلاف السنين ! فوالله لو كنت مكان سلمان أو عبدربه أو أيٍّ من الذين لا يزالون يصرون على شرعيته المزعومة ورأيت ما رأيت اليوم في السبعين، لأعتزلت السياسة، هذا إن لم أعتزل الحياة ! ووالله ثم والله لو حضر سلمان أو أحد حكام دول العدوان هذا المشهد، لما وسعهم إلا أن يتمنوا لو أنهم خدّامٌ لمثل هكذا أسود لا حكامٌ على غيرهم من النعاج، ولكنها أمانيُ وأحلام النعاج في الأسود ! أي طوفانٍ بشريٍ هذا الذي رأيت ورآه العالم اليوم ؟! وأي شعبٍ يمنيٍ صامدٍ هذا الذي لايزال ينبض بالحياة بعد سبعمائة وعشرين يوماً من القتل والتدمير والحصار ؟! لقد رأيت هناك تُبَّعاً وبن معدي كرِب وسيف بن ذي يزن وعبدالمطلب بن هاشم وعمار بن ياسر والطفيل ورأيت الأنصار جميعاً – أوسهم وخزرجهم . رأيتُ كذلك بلقيس وأروى وسُميّة وخولة . رأيتهم جميعاً وهم يهتفون مهللين ومكبرين : بالروح بالدم نفديك يا يمن .كما رأيت أيضاً سلمان وقد أرسل طائرات الحقد لترقب له الموقف عن قرب، فإذا بإحداهن وقد عظم عليها الأمر لهول ما رأت من شموخ اليمانيين وإصرارهم على التحدي تعض أصابع الندم والحسرة لفداحة ما ضيّع وفرط سلمان وتصرخ صرخةً ملأ الآفاق صداها وكأنها أرادت أن تقول لسلمان : ثكلتك أمك يا أبا جهل .. أبمثل هؤلاء التبابعة العظام تستفرط وتُفرط ؟! ولمصلحة من أيها الأحمق المُطاع ؟! ثم تريد بعد هذا كله أن تدخل صنعاء ؟! ثكلتكم الرجولة والعروبة أيها المستعربون الجدد ! كيف تظنون أنكم بدون اليمن يمكن أن تكونوا عرباً أو حتى كاملي العروبة ؟! لكنهم العبيد على ما يبدو لا يعشقون سوى العيش مع العبيد، أما الأحرار فلا يطيقون البقاء معهم ولو كانوا من بني جلدتهم ! و تصرخ أخرى قائلةً : عُد يا هُبَل من حيث أتيت، فلم يعد لك اليوم مكانٌ على هذه الأرض أن تُعبَد فيها . عُد ْ.. فإن أهلها ما خُلقوا إلا أحراراً لا يعبدون إلا الله وحده لا شريك له . في المقابل لم يغب عن المنصة أحد، فكل المستهدَفين كانوا هنالك، فكّأن كل واحدٍ منهم وهو يرمق طائرات العدو يريد أن يقول لكل غاديةٍ ورائحةٍ منها : ها أنا هنا في وطني وبين شعبي، فاقصفي أو لا تقصفي فإني لا أخافك ولا اخاف مُرسليكِ ! أما الزعيم فقد آثر هذه المرة إلا أن يكون بين صفوف الجماهير فكان حضوره هذا الكرنفال المليوني يُعَدُّ بحد ذاته كرنفالاً آخرا ! أنه بلاشك قمة التلاحم والوحدة في أبهى صورها وأحلى حلتها بين كافة مكونات الشعب اليمني ومختلف فئاته ! في الحقيقة لا أخفيكم سراً أنني وأنا أتلفت يمنةً ويسرةً أترقب هذا (التسونامي) اليمني الشعبي الفريد والعظيم قد حدثت نفسي قائلاً : إن كان هذا العدوانٍ الغاشم قد صنع في نفوس هذا الشعب هذه الهمة والحماسة والإصرار على الصمود والبقاء والوحدة في فترةٍ وجيزةٍ لم تتجاوز اليوم الأول من السنة الثالثة بعد، فليت أن أيامنا كلها عدوان ! عاشت اليمن وعاش الشعب اليمني العظيم والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار والخزي والعار للغزاة المعتدين وأزلامهم ولا نامت أعين الجبناء . #معركة_القواصم