خطة كيري وخارطة طريق معدلة وطاولة مفاوضات جديدة
بقلم الحسين الجنيد
خطة كيري
وخارطة طريق معدلة
وطاولة مفاوضات جديدة
ثلاثة عناوين يتم تسويقها حالياً
ويشاع أن هناك حراك دولي
لصناعة السلام في اليمن
لو سلمنا بجدية مساعي المجتمع الدولي
بهذا الاتجاه ..
ينبغي علينا على الأقل معرفة الكيفية
ومدى واقعية تطبيقها
اذا ما كانت هناك خارطة طريق معدلة عالجت اشكاليات ونقاط اختلاف الأطراف
سواء أكانت بعنوان خطة كيري
أو بطاولة مفاوضات جديدة
فما هو مصير المرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والقرار الأممي 2216) التي يذيّل بها المجتمع الدولي كل تصريحاته في أي حديثٍ له عن حل الأزمة اليمنية؟
علماً أن التسريبات التي تحدثت عن تفاصيل خطة كيري المعدلة في مجملها مبنية على رؤية جديدة سقطت فيها قداسة تلك المرجعيات!
وفي نفس الوقت هناك سؤال مهم ينبغي طرحه:
كيف سيتم التعاطي مع مسألة العدالة الانتقالية؟
والتي تعتبر الخطوة الأولى للبدء في المرحلة القادمة على اعتبار أن ما بعد تطبيق أي اتفاق سيتم انجازه، سيكون مرحلة ماضوية!
من جهةٍ أخرى
في حال انجاز أي اتفاق شامل ومرضي للجميع
ماهي الضمانات التي ستكفل تنفيذ هذا الاتفاق؟
فلا ضامن دولي لأي طرف سيكون محل إلتزام،
في ظل صراع القوى الدولية فيما بينها على خارطة النفوذ سواء كان على مستوى المنطقة أو على مستوى العالم، مما سيجعل ضمانات هذه الدول خاضعة للمقايضة فيما بينها، والذي سيؤدي إلي حتمية انهيار هذا الاتفاق.
أيها السادة
إن حديث المجتمع الدولي عن صناعة السلام في اليمن هو نكتة سامجة، والغبي هو من يروج لها.
في حين أن حقيقة المشهد ليست بحاجة للكثير من عبقرية التحليل السياسي، أو رؤية عميقة لما يجري خلف الكواليس.
فقط يكفي أن نقرأ الجولة المكوكية لسلمان في منطقة جنوب الشرق الأسيوي ومحيطه وعقده لتحالفات جديدة من دول هذه المنطقة لاستقدام قوات جديدة مستأجرة لعل وعسى تحقق ما عجز تحالف السعودية العشري عن تحقيقه.
فيما يقوم نجله محمد ولي ولي العهد بجولته المكوكية في مناطق الفيتو لمنحهم فرصة جديدة للقيام بمحاولات أخرى يمكن أن يكتب لها النجاح.
وطبعاً لن تتوانى هذه الدول عن منح العدوان المزيد من الفرص، طالما والسعودية لا زالت قادرة على الدفع.
وبعيداً عن كل هذا الضجيج
خطة النظام العالمي الجديد تسير وفق ما هو مخططٌ لها، وما يدور في المنطقة ليس سوى افرازات لصراع الدول العظمى على مساحات النفوذ، وحجم الاجور التي ستحصل عليها من مرور سفن التجارة العالمية في طرق الملاحة الدولية الواقعة في مساحات النفوذ.