الإمارات تحول المنشأت الحكومية في حضرموت الى مراكز إعتقال “أسماءالمراكز الحكومية “
كان مخطط الاستحواذ والسيطرة على محافظة حضرموت معد مسبقاً ، وشرعت بتنفيذه بعد التدخل في اليمن بمزاعم حماية الشرعية ، وعملت على تحقيقه تحت مسمى ” إقليم حضرموت ” أو ما يسمى بإقليم الدوم الجنوبي والذي يضم محافظات حضرموت وشبوه والمهره.
اجراءات الفصل بدأت من خلال قطع الطريق الساحلي الذي يربط بين محافظتي شبوه وحضرموت ، عبر جنود ومجموعات مسلحة جندتهم الإمارات تحت مسمى ” قوات النخبة الحضرمية والشبوانية ” ، ومن ثم السيطرة على منشئات النفط والغاز بالمحافظتين والاستحواذ عليهما بحجة أنها تدفع رواتب الموظفين في المحافظتين.
ولكي تعزز الإمارات سلطتها على المحافظتين فقد حولت مطار الريان وصحراء حضرموت الى معسكرات تدريب ، وتمكنت عبر هذه المجموعات المسلحة من السيطرة علی مثلث العين الإستراتيجي وميناء النشيمه النفطي وموانئ اخرى في طور الانشاء تقع شرق بئر علي وتشكل حزام أمني رسمي بين حضرموت وشبوه .
وكشفت مصادر أمنية لوكالة العهد اليمنية أن الامارات استكملت تدريب وتجهيز أكثر من 15 عشرة ألف مقاتل من أبناء محافظتي شبوه وحضرموت ، مستغلة ظروف المعيشة السيئة للمجتمع في المحافظتين ، منهم 6 الف ينتمون الى محافظة شبوه .
وكان نائب رئيس شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان المقرب من دوائر الحكم في الإمارات اعترف في تغريدات سابقة له بما أسماه دولة اليمن الجنوبي، مطلقا على عاصمة اليمن صنعاء وصف «شنعاء».
وكان تقرير نشره موقع «ميدل إيست آي» البريطاني في مارس من العام الماضي قال ” إن مصلحة دولة الإمارات تقضي بتقسيم اليمن إلى شمال وآخر جنوبي ” ، ولكن بعد توسع الصراع الاماراتي السعودي في الآونة الأخيرة فإن الامارات تمكنت من التفرد بمحافظتي شبوه وحضرموت رغم أنف محمد بن سلمان .
وبالرغم من الخلاف الحاصل بين الامارات و”الفار” عبدربه منصور هادي فقد تقاسمت موارد نفط المحافظة معه ، إذ تستخرج شركة «بترومسيلة» النفط من منطقة مسيلة في حضرموت بمعدل 47 ألف برميل يوميا، وتنقلها إلى مرفأ الضبة لتصديرها.
وإلى جانب السيطرة على السلطة في المحافظة وثرواتها المختلفة ، عملت الامارات على تنفيذ سياسة كبت الأصوات السياسية ، ومنع الفعاليات السياسية بشكل نهائي بالمحافظة ، كما لو أنها تمارس سلطتها في دبي أو أبو ظبي .
وأفادت مصادر محليه بالمحافظة أن الامارات تمنع أي فعاليات جماهيرية بالمحافظة ، وتعمل على تكميم الأفواه ومنع النشاطات السياسية والفعاليات الشعبية ، بذات الطريقة التي تحكم فيها دول الخليج شعوبها .
ووفقاً للمصادر فقد منعت الامارات عدد من الفعاليات الشعبية ، حتى الفعاليات الخاصة بما يسمى ذكرى الاستقلال ، بمزاعم الوضع الأمني بالمدينة ، لكنها بالمقابل تنظم الفعاليات الخاصة باليوم الوطني للامارات وفعاليات أخرى تخص الامارات بالمحافظة نفسها .
وفي سياق متصل .. كشفت مصدر أمني لوكالة العهد اليمنية أن القوات الإماراتية بالمحافظة ارتكبت مئات الجرائم بحق المواطنين بالمحافظة ، وحولت المراكز الحكومية الى مراكز إخفاء قسري واعتقال .
وحسب المصدر فإن المئات من جرائم الاعتقال والاخفاء القسري والخطف والتعذيب للناشطين والدعاة والشيوخ مشيراً إلى أن القصر الجمهوري في المكلا ومطار الريان ومعسكر خلف تحولوا إلى مراكز اعتقال لمئات المعتقلين وسط تقارير كشفتها منظمات حقوقية عن عمليات تعذيب وصلت إلى حد القتل.
وأكد المصدر أن هناك أكثر من 500 حالة اعتقال تعسفي وإخفاء قسري لنشطاء سياسيين بالمحافظة ، منذ سيطرتها عبر قوات النخبة الحضرمية وبقيادة وإشراف إماراتي وأمريكي ، مضيفاً أن بعض المعتقلين تعرضوا للتعذيب حتى الموت .
وكانت منظمة سام للحقوق والحريات ومقرها جنيف دانت في أوقات سابقة حوادث الاختفاء القسري والتعذيب التي يتعرض لها النشطاء في هذه المحافظة، وقالت إن ” الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري طالت ناشطين سياسيين واجتماعيين في بمدينة المكلا محافظة حضرموت وأن ممارسات التعذيب والعقوبات القاسية للمدنيين تعد جرائم مخالفة للاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة الموقعة عليها الجمهورية اليمنية وتستوجب محاسبة مرتكبيها والمتسببين فيها كجرائم ضد الانسانية بموجب ميثاق روما” ، في تأكيد واضح لما ذكره المصدر للوكالة .
سكان محليون أفادوا لوكالة العهد اليمنية أن عمليات الاعتقال والإخفاء القسري بحق النشطاء السياسيين والمشائخ بالمحافظة ومن يشك برفضه للتواجد الإماراتي ، تتم بأوامر مباشرة من قيادة القوات الاماراتية بالمحافظة .
وأضاف السكان أن مهمة الاعتقال والإخفاء تنفذها الإمارات عبر ما يسمى بقوات النخبة الحضرموت وبعض فصائل الحراك المواليه لها ، مضيفين أن القصر الجمهوري بمدينة المكلا عاصمة المحافظة ومطار الريان ومعسكر خلف بات مراكز اعتقال لمئات المعتقلين حسب تعبيرهم.