قهوة تعزية :ملحمة بائعي الارواح
بقلم مصطفى المغربي
في تعز أرى شبابا في مقتبل العمر بالمئات والألوف يموتون كل يوم .. ليصبحوا خبرا (عاجلا) بقنوات ومواقع الاصلاح تنبح مات البطل .. مات البطل .. مات البطل .. ليذهب دون عودة أو ذكر ليصبح منسيا لديكم بعد أيام بل ساعات بل دقائق لتأتي روح شابا أخر كمثيل سابقتها .. لماذا تتجارون بالموت ..؟ أيها الاوساخ يا بائعي الارواح .. الى أين ترجرون هؤلاء الشباب في مقتبل اعمارهم ..؟ أيها الاوساخ يا بائعي الارواح .. هل تذهبون بهم الى الجامعات .. ليخدموا بعدها وطن؟ أيها الاوساخ يا بائعي الارواح .. هل تذهبون بهم الى المعامل و المصانع .. ليصنعوا وطن؟ أيها الاوساخ يا بائعي الارواح .. هل تعلمونهم العلوم و الحياة .. ليتقدموا بوطن ؟ أيها الاوساخ يا بائعي الارواح .. اذا كنتم تنشدون وطن .. فالماذا تذهبون بهم لمحارق الموت جماعات والمئات .. وشتى بالعشرات .. أذا جميعهم ماتو فكيف تنشدون وطن دونهم .. ألا تبة اياديكم الدامية والسنتكم الكاذبة .. أيها الاوساخ يا بائعي الارواح … لقد أصبحت شوارع وازقة ومشافي تعز تأن ألما من دماء وجروح وارواح هؤلاء الشباب .. أيها الاوساخ يا بائعي الارواح .. بعد ذهاب أرواح هؤلاء الشبان لم ولن تعد تعز تعز ولم ولن تعد الحالمة حالمة فقد أصبحت مدينة الاشباح والارواح .. أيها الاوساخ يا بائعي الارواح .. أرحموا صيحات الامهات و نياح أخوات شبابا تسوقونهم للموت في مقتبل العمر .. أيها الاوساخ يا بائعي الارواح .. أرحموا طفلة صغيرة ليس لها سوى أبيها الشاب الصغير فهي لا تعلم ان ابيها قد هامت روحه بين ارواح بعتموها للسعودي بثمن بخس .. أستمروا ببيع بثمن وبلاثمن لهذه الارواح فلن تحصدوا الا شر تزرعوه في نفس أطفال يتموا ونساء رملت وأمهات ثكلت ألا تبت أياديكم أيها الاوساخ .. ياسماسرة أسواق نخاسة الارواح … ==============================
بقلم / مصطفى المغربي ١٨ نوفمبر ٢٠١٦ م ———————