ترجمة” السعودية ترفض رؤية جون كيري وتتطالب بالتدخل البري الأمريكي في اليمن”
إعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، عن “نهج” أو “خطة وخارطة طريق” للملف اليمني وروجت إعلامياً كـ”مبادرة”، طواه النسيان سريعاً، ولم يتبعه أي تحرك سياسي لتفعيل العمل بما اتفق. تفاصيل متسربة من أجواء اللقاء الرباعي في جدة تعيد توصيف ناتج اللقاء بالإشارة إلى “إخراج إعلامي” لغياب التوافق وانعدام الاتفاق” بعد رفض مبادرة كيري التي حملها معه إلى اللقاء.
كشفت مصادر سياسية خليجية وغربية القليل من المعلومات والتفاصيل حول ما دار في اللقاء الرباعي في جدة السعودية، يومي الأربعاء والخميس، بشأن ملف اليمن.
وقالت لنا، إن وزير الخارجية الأمريكي ذهب إلى اللقاء ولديه مبادرة، لإقناع السعوديين بالقبول بصيغة اتفاق حل شامل سياسي وأمني بالتزامن. وهو ما جاء فعلياً في تصريحات كيري للصحفيين، لكن عملياً لم ينجح كيري في زحزحة الرياض عن موقفها المتصلب والتمسك بما تضمنته رؤيتها الواردة في ورقة مقترحات اسماعيل ولد الشيخ التي رفضها وفد صنعاء في مفاوضات الكويت قبل ارتفاعها بالفشل.
ويصر السعوديون وعبر حلفائهم أيضاً -من اليمنيين- على فرض صيغة أمنية وعسكرية في الدرجة الأولى وتأخير المجال السياسي إلى وقت متأخر. وتلفت المصادر هنا إلى أن موقف المبعوث الأممي تطابق تماماً وجاء تبعاً لموقف الرياض وهو الموقف نفسه الذي كان أدى في النهاية إلى إقفال محادثات الكويت بالفشل.
تلاحظ المصادر خلو لقاء كيري/ لافروف في جنيف، يوم الجمعة من أي ذكر (معلن) للموضوع اليمني بعد يوم واحد من لقاء جدة. باستثناء ما نسب إلى لافروف من القول بأن اللقاء تطرق إلى أزمة اليمن أيضاً إلى جانب سوريا. وخلو الإعلان والتصريحات عقب جنيف من ذكر الملف اليمني يؤشر، بحسب المصادر، إلى إخفاق كيري في مهمته المتفقة مسبقاً بشأنها مع الروس لإحداث اختراق.
طبقاً للمعلومات (المتطابقة) كان الموقف الأمريكي الذي تبلغته الرياض وحلفاؤها والمبعوث الأممي خلال مداولات الكويت هو العمل على توافق حول اتفاق سياسي وأمني معاً. وفي لقاء جدة أعاد كيري القول بأن الحل على مسارين متوازيين ومتزامنين، السياسي والعسكري. لكن السعوديين رفضوا مجدداً هذه الصيغة. واكتفى كيري بالإشارة إليها في تصريحاته كاتفاق مبدأي دون أية تفاصيل أو حيثيات أخرى. وأرد من ذلك الإبقاء أمام السعوديين على الموقف نفسه من الحل.
إضافة إلى ذلك يرفض السعوديون وحلفاؤهم من اليمنيين في الرياض القبول بحكومة وحدة / توافقية. وهذا هو ثاني أهم بند في تصريحات كيري المبهمة وبتعلق أيضاً بثاني أهم وأبرز نقطة اختلاف وتباعد مع السعوديين.
وبالتوازي مع ذلك يبرز موضوع آخر ومهم بالنسبة إلى صنعاء، حيث يرفض ممثلوها تماماً الخوض في أي اتفاق أو حل يستثني مصير ووضع عبدربه منصور.
تتحفظ المصادر بدرجة كبيرة على التعليق على معلومات تحدثت عن طلب سعودي يستحث أمريكا إلى تدخل عسكري بري (عبر الحدود غالباً). لكن المرجح، بحسبها، هو أن الجانب الأمريكي أعطى رفضاً صريحاً. كما أنه يرفض طلب نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى عدن.
وبالنظر إلى مضي أكثر من 72 ساعة دون أية إشارات أو ذكر لمخرجات لقاء جدة ومن قبل أي طرف، فإن الاستنتاج يفيد انعدام أي رؤية أو اتفاق حقيقي فضلاً عن “مبادرة” أو خارطة طريق” ناجزة من أي نوع.
إلى هذا، وعلى نفس السياق، أعطى ستيفان دوجاريك، المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة في المقر الدائم، يوم الجمعة، إشارة موجزة ولافتة إلى لقاء جدة ونسبها إلى اسماعيل ولد الشيخ وما طرحه في اللقاء. حيث يتحدث ولد الشيخ عن الموقف نفسه في الكويت، ونفس موقف الرياض، بإجراءات متسلسلة للحل تقدم الأمني على السياسي.
وفقاً لإعلام الأمم المتحدة قال دوجاريك “ركز الاجتماع على البحث عن حل سياسي سلمي لإنهاء الصراع في اليمن، وعلى دور المجتمع الدولي. وتم تقديم خارطة طريق تتألف من مجموعة من المبادئ وتفاصيل الجداول الزمنية. وأصر المبعوث الخاص على ضرورة أن تجدد الأطراف اليمنية أولاً التزامها بالوقف الفوري للأعمال العدائية، وبتيسير الوصول الإنساني، والانخراط في مناقشة اتفاق واحد وشامل ومتسلسل حول الترتيبات الأمنية والتدابير السياسية”.