أصغر شهيد لم يتجاوز عمره شهر قصفته طائرات العدوان”
مجزرة تلو أخرى، يتكرّر الموت اليمني بأبشع الصور. تعلو صرخات ضحايا المجازر وذويهم، يحاولون لفت نظر العالم، وأممه المتحدة لضرورة وقف ما يتعرضون له.. لكن، لا حياة لمن تنادي. ضحايا مجازر “طوق صنعاء”، نموذج مخيف عن حرب الإبادة وبشاعة الإجرام الذي يتعرض له اليمنيون كل مدى أكثر من عام ونصف.
تُعيد مجزرة (جبل أيوب) إلى أذهان اليمنيين ذكريات مروّعة لمآسٍ سابقة. المجزرة التي نفّذتها مقاتلات التحالف السعودي في القرية الواقعة بمديرية بني الحارث بصنعاء، الثلاثاء 16 أغسطس/آب، ليست إلا حلقة من سلسلة حلقات عنف دموية تتعرض لها البلاد منذ أكثر من عام ونصف على يد آلة القتل الوحشي السعودي.
وإن جرت العادة بأن يحتل (خبر المجازر) صفحات الأخبار واهتمام وسائل إعلام محلية، وصفحات الناشطين، ليصير طي النسيان بعد أيام، فإن خذلاناً غريباً يتجلى في قضية ضحايا ما عادوا يشغلون أياً كان، وفي مقدمتهم الأمم المتحدة وأمينها العام الذي شطب المملكة من القائمة السوداء لقتل وتشويه الأطفال في اليمن.
المجزرة سببت سقوط 4 شهداء (تفاصيل كاملة في تقرير آخر)، بالإضافة إلى 12 جريحاً معظمهم من النساء والأطفال. كان أصغرهم عمره شهر فقط، هو إبراهيم صالح محمد محسن العابد.
في عيني والد “الشهيد إبراهيم”، يمكن اختصار الحكاية، الطفل الذي غادر الحياة قبل أن يتم شهره الأول، قتل في غارة للطيران السعودي، الذي يقصف اليمن منذ أكثر من عام ونصف. الأب الذي يعرّف عن ابنه، باسم “الشهيد” ليبقى الراحل حيّاً.
تزامنت المجزرة مع أخرى مماثلة في نهم، راح ضحيتها 26 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال.