تعز مقتل عمار صقر المرتزق الذي قام بالهجمات على الصراري والقاعدة أخلت يديها من أبين لتبسط ذراعيها في تعز “
أصبحت جولات الحرب على التنظيمات المتشددة في جنوب اليمن، في عناوين الإعلام إنما تعني أفكاراً سعودية (ودول التحالف) بنقل المجاميع من المتشددين إلى الشمال بعد تصاعد حدة المعارك والخسارات المتلاحقة في نهم وجبهات ما وراء الحدود.
دلت التطورات المتزامنة والمتوازية في آن، على أكثر من اتجاه بما يعطي تصوراً حول “انعطافة” جديدة تقودها الاستراتيجية السعودية إزاء مسارات الأحداث في اليمن جنوباً وشمالاً، وتذكر بانعطافات سابقة ولا تفترق عنها في الأهداف والنتيجة.
في آخر تلك الانعطافات، هدد تحالف السعودية، تنظيم القاعدة وتشكيلاته بالحرب الضروس، حال عدم الانتقال إلى “تعز”، وهو ما نجم عنه تصدر العناوين في الإعلام الخليجي وبعض الوكالات العالمية، عن معركة مفتعلة ضد التنظيم في أبين، ومقتل العشرات بضربات جوية.
وقال مصدر أمني في أبين، إن المئات من العناصر المتشددة، تم نقلهم إلى جبهات تعز، وخاصة نواحي الشمايتين وحيفان والصلو، في الأيام الماضية، بعد تهديدات لعناصر التنظيم بالتصفية من قبل قيادة التحالف، حال رفض تلك التوجيهات.
المصدر ذاته أضاف، أن المئات فعلاً اضطروا للانتقال إلى خط التربة، ووصلوا إلى مناطق جنوب محافظة تعز، وتم توزيعهم على عدد من الجبهات، رفقة تعزيزات ضخمة كانت أهمها باتجاه “رأس هيجة العبد” الطريق الشهير الرابط بين تعز ومحافظة لحج.
وفيما حققت فصائل المرتزقة الموالية للعدوان في الجبهات الغربية تقدماً ميدانياً، الخميس 18 أغسطس/ آب 2016، أكد مصدر ميداني في مدينة تعز، وجود انتشار واسع لعناصر من تنظيمي داعش والقاعدة في عدة مناطق وأحياء، بالتزامن مع احتدام المواجهات التي تخوضها قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية في 3 مناطق.
ودارت معارك عنيفة في عدة أحياء ومناطق بالجهتين الشرقية والغربية بمدينة تعز، فيما واصل الطيران تحليقه المكثف في الأجواء.
وذكر المصدر، أن عناصر متشددة من القاعدة وداعش ترتدي الأزياء والشعارات الخاصة بالتنظيمين انتشرت في عدة أحياء ومناطق تخضع تحت سيطرة فصائل تحالف العدوان السعودي المسماة (المقاومة). ورجح المصدر، أن هذه المجاميع المتطرفة تم استقدامها خلال اليومين الماضيين من محافظة أبين.
وقال، إن المواجهات تركزت بين الجانبين في منطقتي “ثعبات” و”حسنات” و”الجحملية” بمدينة تعز تخللها قصف مدفعي متبادل بالكاتيوشا والهاون.
أوامر شخصية من الظواهري
وكان مسؤول عسكري في وزارة الدفاع اليمنية، الأربعاء 17 أغسطس/آب، إن القيادي في القاعدة، وأمير التنظيم في صنعاء، صقر عمار، قتل في معارك شهدتها مديرية الصلو بتعز. وأعلن، منذ أشهر، مقتل صقر عمار، إلا أن المسؤول أشار إلى أنه أصيب قبل 5 أشهر، وتم نقله إلى السعودية لتلقي العلاج.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر هويته، أن صقر عمار، قاد الهجمات على قرية “الصراري” في صبر/ تعز، ومعارك صبر والصلو والجحملية. وقال، إنه وصل قبل شهر إلى تعز بأوامر شخصية أصدرها أمير التنظيم أيمن الظواهري لقيادة معارك صبر وغيرها.
تعزيزات وطوارئ في التربة
وخلال الأيام القليلة الماضية، ومع إحراز الجيش واللجان تقدماً في حيفان، أعلنت الفصائل الموالية للعدوان، الطوارئ في مدينة التربة مركز مديرية الشمايتين، جنوب محافظة تعز، في ظل استمرار تدفق التعزيزات من مختلف الأسلحة إلى المدينة لدعم المرتزقة.
وقال سكان ومصادر محلية، في التربة، إن اجتماعات مستمرة تنعقد بين قيادات الفصائل الموالية للعدوان ومن مختلف التشكيلات (كتائب أبو العباس، حسم، الزناقل، وغيرها…) وتسلك تعزيزات مستمرة الطريق البديل القادم عبر الصحى، بعد انقطاع طريق “هيجة العبد” جراء تفجير عبارات ما أدى إلى توقف الحركة هناك بشكل تام.