لماذا (صنعاء بعيدة)؟!
زكريا الشرعبي “
هادي ونائبه يصلان إلى مأرب للإشراف على معركة تحرير صنعاء”.
“بن دغر يدرس قرار الاستقالة بسبب العجز المالي لحكومته”.
تأملوا في هذين الخبرين جيداً. “عملية تحرير صنعاء” لا أظن أنكم لأول مرة تسمعون هذه الجملة
ولا أشك في أنكم تعلمون ماذا تعني كلمة “تحرير” في قاموس العدوان وأي حال تعيشه تلك المحافظات “المحررة “؛
المحررة قبل عام من الآن!،نعم قبل عام من الآن.!
ندرك وتدرك دول التحالف ومرتزقتها أننا نقترب من عام ونصف من إعلان دول التحالف عدوانها على اليمن
وأنه منذ الهروب المهين لعلي محسن من صنعاء قبل ما يقارب عامين إلى ما بعد فشل تحالف العدوان في تحقيق أهدافه وإعادته،
يجري الحديث عن سيطرة وشيكة على صنعاء يتم التهديد بأنه مالم يستسلم اليمن وينسحب جيشه ولجانه الشعبية من كل الجبهات وتفتح صنعاء ذراعيها لقتلة أطفالها فإن الخيار العسكري سيكون هو الحل. يعلم العدو ذاته ألا إمكانية له في الاقتراب من صنعاء وأن لا اطمئنان له حتى فيما يعتقد أنه سيطر عليه من مدن ومناطق تختلف جغرافيتها كثيرا عن جغرافية صنعاء.
يعلم العدو أنه قد استخدم كل أدوات القوة وقيود الحصار وأن عندما يهدد بالحسم أن طائراته لم تكن تساقط علينا المن والسلوى وأن أكثر من ٢٥٠ألف غارة شنتها طائراته
لم تكن تساقط علينا المن والسلوى
لنقول أن ماكان يحدث حلاً مدنيا وأنه سيكون هناك حلا عسكريا لا تستخدم فيه القنابل العنقودية.
يدرك العدو أن صنعاء التي يتحدث عن تحريرها حد الهذيان بعيدة من كل الجوانب ليس فحسب من الجانب العسكري والسياج الناري الذي فشل في اقتحامه بقدر الحديث عن سيطرته الوشيكة عليها.
(انظر موقع المراسل نت :سري للغاية هكذا تم إفشال مخططات التحالف لاقتحام صنعاء..) لكن بافتراض أن تحالف العدوان حقق اختراقا في الجانب العسكري واستطاع أن يقتحم صنعاء –
وإن كان هذا يبدو مستحيلا مع عزم وصمود الجيش اليمني واللجان الشعبية –
ماذا سيحمل لصنعاء في اقتحامه لها،مامشروعه لأهلها؟! لقد كان هادي ومحسن وبن دغر ومن خلفهم تحكم دول العدوان في صنعاء ولفظتهم هذه المدينة عندما لم يستطيعوا أن يقدموا لها شي.
فبأي وهمٍ ستستقبلهم الآن وقد سفكوا دماء أبناءها وانتهكوا حرمة أهاليها؟!
ماذا بعد ما يطلقون عليه تحرير صنعاء؟! تلك عدن قد “حررت” قبل عام ماذا قدموا لها؟! أين أبناء عدن اليوم؟! ألم يلوذوا بصنعاء وأمن صنعاء من دمار تحريرهم؟!
ماذا سيقدمون لهؤلاء وأمثالهم الذين أحاطتهم صنعاء بأمنها وسكينتها وكانت ملاذهم الأخير بعد أن “حررت” مناطقهم؟! هل سيقدمون لهم الأمن؟!
ليأمنوا قصر المعاشيق أولا..ًهناك تشتعل نار الفوضى وعدن “المحررة” بقوات الغزو أحوج إلى مشروع أمنهم من صنعاء “المحتلة” من أبناء اليمن. هل سيقدمون لهم مشروعاً اقتصادياً ماذا قدموا لأبناء المناطق “المحررة”؟!
ومن الذي يدفع رواتب موظيفهم غير صنعاء؟!
كيف ستقبل صنعاء إذن بل كيف سيقبل أبناء اليمن كلهم بأن يسيطر خراب ما يسمى “بالتحرير” على ملاذهم الأمني والاقتصادي وكيف سيواجه أولئك الذين أقسموا لأبناء عدن
أنهم لا يملكون ألف دولار ويشكون من عجزهم المالي بعد أن أغروهم بخزائن السموات والأرض، كيف سيواجه أولئك أبناء الشعب اليمني وبأي حجة؟!
إضافة إلى هذا كله إن اقتحام صنعاء معناه تحرير أنصار الله من تبعات السلطة وأعباءها وبقاءهم تياراً مقاوما عقيدته رفض الوصاية والهيمنة والاستعمار.
وبالتالي سيواصل أنصار الله ومعهم الأحرار اليمنيون مواجهتهم لهذا الاستعمار من دون أية أعباء تثقل كاهلهم مثلهم في ذلك مثل المقاومة في جنوب لبنان بينما لن تستطيع قوات الغزو أن تصمد أسبوعاً واحداً أمام ما بعد صنعاء ولها في هذا سوابق ولذلك عليها أن تقتنع أن صنعاء بعيدة،بعيدة من كل الاتجاهات.
______________________
موقع #هنا_تعز المعركة الأعلامية مسؤليتك أنت
#أنشر و #شارك
قناة موقع #هنا-تعز بالتلجرام
http://ⓣelegram.me/hunataiz