لطالما وضعت الكثير من الدول و المنظمات الدولية على رأسها عصبة الأمم أقنعة الانسانية على وجووهها و تغنت بإسم الطفولة و حقوق المرآة و حرية التعبير و الوقوف مع الأقليات و الشعوب الفقيرة المعدمة … ومناهضتها جرائم الحرب التي يعمد فيها لقتل الاطفال و النساء بالاسلحة المحرمة و غير المحرمة … الخ ,, ولطالما تغن الحقوقيون والحقوقيات و الناشطون والناشطات عرب و أجانب بهذه الشعارات ولكن في اليمن سقطت كل هذه الاقنعة وللتذكير : * سبق أن ندد امين عام الامم المتحدة بجريمة إستهداف طيران التحالف عرس منطقة واحجة في ذباب التي سقط على اثرها مئات النساء والاطفال … * ثم لحق ذلك تنديده بجريمة قصف عرس سنبان … * كما سبق له طلب التحقيق في جريمتي قصف مخيم المرازيق في حجة و سكن موظفي وعاملي المحطة البخارية في المخأ .. * كما سبق أن قلق المذكور من جريمة إستهداف طيران التحالف لسوق مديرية نهم … * ولحقه قلقله و تنديده لجريمة قصف سوق مستبأ في حجة .. كل تلك الجرائم غيض من فيض قضى فيها ألآف الاطفال والنساء و كان يكتفي بان كي مون بالتنديد و القلق و طلب التحقيق … العجيب لم تحرك عصبة الامم ساكنا تجاه كل جرائم الحرب تلك وغيرها من جرائم الحرب التي ثبت ضلوع تحالف السعودية فيها حيث تم قصف علاوة على الاسواق و صالات الافراح ومخيمات النازحين ايضا منازل مدنين آمنين سقط على اثرها مئات الاطفال و النساء في صعدة و تعز وصنعاء !! ثم يأتي بان كيمون من أيام فقط بتصريح يؤكد فيه إدراج السعودية وحلفائها بقائمة سوداء لتورطهم في جرائم حرب تسببت بقتل وتشويه اطفال يمنين نتيجة استخدام أسلحة محرمة حسب قوله…. الامر من كل ذلك لم يبقى هذا التصريح الذي لم يعكس أصلا بقرار أممي ليومين فقط … حتى سمعنا بإستبعاد السعودية و تحالفها من القائمة السوداء التي لم يجف حبر القلم الذي كتب فيه عليها … اذا لماذا صرح أمين عام الامم المتحدة بإدراج السعودية وحلفائها في القائمة السوداء لمرتكبي جرائم الحرب ضد الاطفال….? و هل صرح بذلك ليستبعدها بعد ساعات فقط من تصريحه? وهل هذا الاستبعاد من تلقاء نفسه …? من المؤكد أن الوبي الصهيوني الذي اصبح حليفا رئيسيا للسعودية ساعد الاخيرة في استبعادها من تلك القائمة … أم أن المال الذي أستطاعت به السعودية شراء كثيرا من الدول العربية والغربية أيضا كحلفاء لها في حربها على اليمنين من الممكن أن يكون هو ذاته أستطاعت به شراء ضمير الامم المتحدة كما سبق أن أشترت ضمائر الاعلام العربي و العالمي وضمائر منظمات إنسانية وحقوقية … في الحقيقة إن صمت الضمير العالمي تجاه كل الجرائم التي ارتكبتها السعودية في حق أطفال و نساء اليمن بحد ذاته لا يقل جرما عن تلك الجرائم … بل و بذلك لا يعد ما تمارسه الامم المتحدة صمتا فحسب فقد وصل الامر للتستر على تلك الجرائم بغطاء أممي … فالثابت و من خلال تصريح امين عام الامم المتحدة بإدراج السعودية في القائمة السوداء لمرتكبي جرائم قتل وتشويه للاطفال … ثم العودة عن ذلك بإستبعادها من هذه القائمة هو تستر سافر وواضح على جرائم السعودية ضد اطفال اليمن وليس صمتا مريبا كما كان قبل ذلك … فمهما كانت تهديدات السعودية للامم المتحدة سواء بإيقاف الدعم المادي للمنظمات التي تعمل تحت مظلتها أو وقف التعامل معها … ليس مسوغا أن تتخلى عصبة الامم عن ضميرها الانساني تجاه أطفال اليمن الذين أزهقت السعودية أرواحهم دون جريرة او ذنب يذكر سوى الحقد الاعمى على الشعب اليمني أرضا و انسانا …