مخاوف أمريكية من تهور الملك ونجله في العدوان علي اليمن “التفاصيل بالداخل”
مخاوف أمريكية من تهور الأمير السعودي والملك المرجح في ضوء حروبه وتدخلاته المكلفة خلال فترة وجيزة من ظهوره على المسرح، وسط حديث أمريكي لافت عن ملك جديد في الرياض في وقت قريب.
رغم التكتم إعلامياً على مناقشات الملف اليمني خلال زيارة نائب ولي العهد السعودي إلى واشنطن وتداعيات الحرب التي جرّت السعودية نفسها إلى مستنقعها منذ 15 شهراً بدعم مباشر من الولايات المتحدة، إلا أن مسئولين وتقارير أمريكية سلطت الضوء على حضور قوي لحرب اليمن التي فرضت نفسها خلال فعاليات ولقاءات الأمير السعودي في العاصمة الأمريكية.
كلفة الحرب على اليمن
وفي هذا الصدد تنقل شبكة التلفزة الأمريكية (NBC) تخوفات وهواجس المسئولين في الولايات المتحدة إزاء الحرب السعودية المستمرة والانتقادات الهائلة التي انسحبت بالتالي على الإدارة الأمريكية ودورها من خلال الدعم والتسليح وتوفير الخدمات اللوجستية وغيرها من أوجه المشاركة.
وتقول، إن الأمير السعودي، الذي يبدو أنه فاز بالسلطة، يجتمع مع مسؤولين أمريكيين هذا الأسبوع – حيث يشعر هؤلاء المسئولون، بالقلق في حال حكمه مما يمكن أن تكون مدمرة وتضر بالأمن الإقليمي.
ومن ذلك الإشارة التي أوردها التقرير إلى أن الحرب السعودية في/ على اليمن منذ 26 مارس/ آذار 2015 “كلفت السعودية 200 مليون دولار يومياً”، علاوة على أنها “أثارت انتقادات شديدة للسعودية من قبل مؤسسات حقوق الإنسان”.
خبير سعودي
وتنقل الشبكة الأمريكية عن خبير سعودي، طلب عدم ذكر اسمه، “أن مسؤولين في مؤسسة الأمن القومي يعتقدون أن المملكة العربية السعودية على مفترق طرق، وأنه إذا لم ينجح الأمير بن سلمان في خططه ومشاريعه وحروبه، سواءً الآن، أو بعد أن يصبح ملكاً، فإن البديل هو الانهيار، وحدوث حالة من الاضطراب والفوضى تصب في مصلحة الجماعات الجهادية المتطرفة”.
قلقون من تهوره
كما تنقل عن بروس ريدل، الضابط السابق في المخابرات الأمريكية والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط، وعضو الفريق الانتقالي في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أن القيادة الأمريكية هي التي وجهت الدعوة إلى محمد بن سلمان للقيام بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة من أجل التعرف على شخصيته، التي من المرجح أن تعتلي عرش ملك المملكة العربية السعودية في القريب، بحسب ما يقدره المسؤولون الأمريكيون.
وكشف بروس ريدل، أن صحة الملك سلمان بن عبد العزيز (80 عاماً) سيئة، فيما يعاني الأمير محمد بن نايف، ولي العهد المفضّل أمريكياً، من مرض جلدي، وقد لا يعيش طويلاً، الأمر الذي جعله خارج السباق على السلطة.
كما يؤكد ريدل، أن الإدارة الأمريكية أبدت اهتماماً بالأمير بن سلمان منذ تعيينه في منصب الرجل الثالث في الحكم، لكن الكثير من المسئولين داخل الإدارة والمخابرات قلقون من تهوره.
لا تثقوا بالتزاماته
وعشية زيارته إلى واشنطن، كان مقال لهيومن رايتس ووتش نشرته في موقعها الرسمي كتبه كل من، آدم كوجل وكريستين بيكلر، يشدد “استناداً إلى سجل الأمير محمد بن سلمان (30 سنة)، الذي يبرز بسرعة مؤخراً، على واشنطن وقادة الأعمال في الولايات المتحدة ألا يثقوا كثيراً في التزامه، بالنظر إلى حرب اليمن بالخصوص وقتل المدنيين وتهديد الأمم المتحدة بوقف التمويلات على خلفية “قائمة العار” لقتل الأطفال في اليمن.
ويمضي الباحثان في شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، آدم كوجل وكريستين بيكلر، إلى القول: تعتبر الحملة العسكرية الجارية للتحالف بقيادة السعودية في اليمن كارثة بأتم معنى الكلمة على المدنيين اليمنيين. وفقاً للأمم المتحدة، قُتل 3500 مدني، على الأقل، منذ مارس/آذار 2015، أغلبهم سقطوا في غارات جوية للتحالف. وثقت هيومن رايتس ووتش وحدها 43 غارة جوية للتحالف، بعضها قد يرقى إلى جرائم حرب، تسببت في مقتل 670 مدنياً، على الأقل، منهم 200 طفل تقريباً، و16 هجمة استخدمت فيها قنابل عنقودية محرمة دولياً، ما أسفر عن إصابة 66 مدنياً وقتل 19 آخرين، على الأقل.
ورغم هذه المذابح، لم تخضع السعودية وحلفاؤها لأي مساءلة عن الهجمات غير القانونية في اليمن. الولايات المتحدة، التي وفرت معلومات استخباراتية وأشكالاً أخرى من الدعم المباشر للتحالف، هي أيضاً طرف في النزاع، لكنها لم تتخذ أي خطوات للتحقيق في هجمات شاركت فيها وتبدو غير مشروعة.
تدخلات مكلفة
بالعودة إلى تقرير (NBC) يوم السبت 18 يونيو/حزيران 2016، يبرز أن بن سلمان قام بعدد من التدخلات المكلفة جداً مالياً وعسكرياً في شؤون الدول الأخرى، بما في ذلك بالدرجة الأولى إطلاق الحرب في اليمن. مبيناً، أن هذه الحرب تكلف السعودية 200 مليون دولار يومياً وأثارت انتقادات شديدة للسعودية من قبل مؤسسات حقوق الإنسان بسبب الهجمات المستمرة التي أدت إلى سقوط كثير من الضحايا بين المدنيين الأبرياء، فيما دخلت الحرب في اليمن مرحلة الجمود حالياً.
ويقول التقرير، إن الأمير بن سلمان هو الذي دعم قرار ضخ كميات إضافية من النفط وإغراق الأسواق العالمية، ما أدى إلى انهيار الأسعار وانخفاض دخل المملكة إلى أقل من النصف، حيث أدى ذلك إلى إجراءات التقشف الحالية وتخفيض الدعم عن الكثير من الخدمات والسلع الرئيسية.