في الواحدة ظهراً فكروا بسعير الحديدة واستشعروا به ، من سيستمع لأنين الأطفال والمرضى ، إني الآن أتعثر بشكل غامض لمجرد أن أتذكر مالذي يجب على الفلاحون والعمال فعله ، حتى اللحظة لم يحصلوا على فتوى شرعية تجيز لهم شرب الماء في نهار رمضان ، حتى من تلك الفتوى التي يتم تصميمها بطريقة تليق بمصالحهم .
الكهرباء في الحديدة ليست ترفاً ، بسبب الحر المئات منهم غادروا الحياة والبقية يتأهبون للموت حراً ، ما يحدث إحدى مآلات الحرب ، وأشبه بتعذيب يومي متعمد.
ما من كلمات لتوصيف حد المعاناة التي ينزفها التهامي اليوم لأتمكن من كتابتها ، غير أن السياسة ساقطة حين يمتد فجورها لابتزاز حياة الناس ، أصابعهم الآن تشير نحوكم أيها المرتزقة والساسة والعسكريون كما أردتم أن يفعلوا ، لكن ليس كما تظنون ، إنها تشير إليكم لتخبركم: أنكم ساقطون ، والساقط لا يراه الناس ، ولا نرتجي منه أن يأخذنا في نزهة يومية ، أو يشتري لعباً وهدايا لأطفال الحديدة المرضى ، من تبقى منهم يتأمل الخير فيمن لازال به عرق ينبض بالضمير ليعشوا الشهر في غبش كهرباء لا تنقطع ، وأن يكونوا بمنأى عن اللوحة التراجيدية التي ترسمها أدوات السياسة بألوانها الرديئة والسوداء .
تغيرنا كثيراً بسبب هذه الحرب اللعينة ، لا ندري من أين بدأت وكيف ستنتهي ..؟؟! لن أفكر بالإفطار كوسيلة للتضامن والتعبير مع أصدقائي التهاميين ، لكني أول يوم رمضان لم أعد أدري كيف سأكون عادلاً في توزيع ألمي وأنا أصغي للصرخات المدوية التي تصلنا من الحديدة وتعز وعدن ، كيف سيمضون شهرهم ، غير أن ما أشعر به حقاً هو أن ألمي يتفاقم ..
a.alnageeb@yahoo.com
___________________________________
موقع #هنا_تعز جاهد إعلاميا و #أنشر و #شارك موقعنا حتي يصل صوتنا السماء ويرعب العدو قناة موقع #هنا-تعز بالتلجرام http://ⓣelegram.me/hunataiz