بقلم / مصطفى المغربي
لماذا هذه الحرب الاعلامية الضروس ضد أنصار الله ؟
على وجه التحديد منابر إعلامي الاخوان بإسم محافظة تعز
تحديدا دون غيرها ?
الكثيرون ممن أنخرطوا تحت مظلة مقاومة تعز وحملوا السلاح و منهم مؤيدون لعدوان التحالف بأقلامهم فقط او بألسنتهم أو في أنفسهم وهم متواجدون في شتى ربوع اليمن بكافة محافظاتها و يسوغون لذلك باسباب مختلفة منها
: أولا : اليساريون : هؤلاء يقولون أن تعز مع شرعية هادي و ضد السطو على الحكم بقوة السلاح و إن ما قام به الحوثيون ليس سوا عودة صالح للحكم ..
و أن الحوثيون ليسو سوى دمية بيد صالح يلعب بها و يستنفذ طاقاتها و رجالها وانه يستخدم هذه الحركة للقضاء على خصومه وفي ذات الوقت يلحق بها الخسائر السياسية في تعز ..
ويعدم قاعدته الشعبية والفكرية و الادارية كتكوين سياسي في مستقبل اليمن الجديد لما بعد إنتهاء العدوان تحت مسوغات تسبب الحركة الحوثية بدمار تعز و قتل و تشرد أبنائها وهو مخطط السعودية الاول ومواليهم اليساريين الذين يتخوفون من حركة الحوثيين ليست المسلحة ..
وإنما كحركة سياسية لانصار الله شريكة في مستقبل اليمن السياسي فالاحزاب السياسية اليسارية فقدت مصداقيتها في الشارع اليمني الذي لمس بحثها عن مصالحها الحزبية الضيقة ,,
والدليل على ذلك أن كثير من اليساريين وصفوها بعد قضائها على قوى النفوذ (مافيا) صنعاء بأنها حركة ثورية متجددة قابلة للترويض وسيكون لها مستقبل كبير كمكون سياسي لانصار الله كنظيره حزب الله في لبنان
و لكن بعد تقويض الحوثيين سلطة هادي و حكومة بحاح عاد اليساريون للتحالف مع بدلاء اللعبة من قادة الاخوان المزعوم وسطيتهم (الاخوان) ووصفوا الحوثيين بالانقلابيين و رفعوا عنهم الاوسمة السابقة ….
ثانيا : الاخوان ( الاصلاحيون ) : فهؤلاء دفعو بقواعدهم في تعز للمقاومة تحت شعارات مختلفة بعضها لا يتفق مع بعض فتارة يحملون شعارات يسارية دعما لشرعية الرئيس المستقيل عبدربه منصور وتارة يرفعون شعارات مناطقية كالدفاع عن تعز ضد احتلال الزيود كما يرددون و تارة شعارات عقائدية زاعمين الدفاع عن الصحابة من الحوثيين متهميهم بالمجوس الروافض ورفع شعار تأييد الروح الجديدة للقيادة الشابة للمملكة تمهيدا كما يزعمون لدخول اليمن التجمع الخليجي ..
وبوضوح هذا الحزب رفع جميع الشعارات ليعود للسلطة بأي طريق كان ..
ثالثا : السلفيون و القاعدة الذين يقاتلون ليس نصرة لشرعية هادي فهم يعتبرونه خصمهم الاكبر ( الطاغوت الاعظم ) ولكن يقاتلون ضد الحوثيين عقائديا فهم في نظرهم مجوس و روافض ويروجون لحرب عقائدية حتى انهم اطلقوا على كتائبهم مصطلح (حماة العقيدة ) و ( أنصار الشريعة ) هذا على الرغم من علمهم بأن الكثيرون ممن يقاتلونهم و المحسوبون على الحوثين هم من ابناء تعز وهم شوافع بل أسر هاشمية أغلبها متصوفة وهنا يتبين أن حرب من يطلقون على انفسهم – حماة العقيدة – في تعز خاصة تحت هذا الشعار ليس في محلة ويخالف حقيقة وواقع خصومهم من ابناء المدينة …
بل أن ما نهجه السلفيين (حماة العقيدة ) و ( أنصار الشريعة ) في تعز من تصفية عرقية لبعض اﻷسر الهاشمية وتنزيح أسر أخرى و الاخفاء القسري للكثيرين حتى الان من لم يحمل السلاح معهم يؤكد أن هذا مخطط مرسوم و مدفوع من قوى نفوذ و دول داعمة للتصفيات العرقية وليس الاقتتال الطائفي ..
فأبناء تعز جميعا يتبعون المذهب الشافعي كإخوتهم أبناء محافظة إب فلماذا تعز ولماذا لم يتكرر هذا السيناريو في محافظة إب مثلا .. ?
لنقل أن السلفيين أيضا يكفرون المتصوفه و يتبين ذلك بتفجيرهم عدة أضرحة لمشايخ صوفية في تعز .. فلماذا لم يمارس السلفيون نفس النهج مع الاحياء من المتصوفين الغير هاشميين بخلاف الاحياء من الاسر الهاشمية ? مما سبق يبدو أن أيدي المؤامرة أمتدت لمحافظة تعز تحت دواعي اخرى و لا يوجد مسوغ لشعار واحد من شعارات فصائل المقاومة سالفة الذكر … ويجب أن توجد دراسة جادة كيف ترتبت هذه المؤامرة …
ولماذا تعز بالتحديد ? فالمتعمق بالامر سيجد أن محافظة تعز هي صوت اليمن كاملا لا تنحصر بحدود الحالمة الجغرافية ..
فتعز تمتد من حضرموت الى عدن الى صعدة ومارب و الحديدة ليس لها حدود جغرافي ..
فكل محافظات الجمهورية توجد تعز ..
فتعز هي التجارة وتعز هي الوظيفة وتعز هي الاطباء و تعز هي المهن الصغيرة وهى البوفية و المطعم و البنشر والمكتبات و المهندسين والادارة المفصلية للدولة بشتى صنوفها ودرجاتها التنفيذية و الاشرافية الوسطى …
إذا لماذا تعز سؤال يجيب عن نفسة المؤامرة قتل عقل اليمن النابص فالمخطط خارجي – سعودي – نفذه إخوان اليمن حيث أختاروا مدينة تعز كون أغلبية أبنائها وتمثل نسبة كبيرة قوى عاملة ووظيفية من محدودي الدخل وهم الشعب الصامت المغلوب على أمره فليسو من حملة السلاح او مالكيه .. ولا يستطيعون تحييد القوى المتحاربة على الارض دفاعا عن مساكنهم و ممتلكاتهم … أما مستقبل هذه المحافظة فيعد غامض و لا يستطيع إبعاد الضبابية عنه سوى إستراتيجيات و قرارات القيادة السياسية لليمن بشأنها عند إنتهاء الحرب …فالاخوان نفذوا المؤامرة وذبحوا هذه المحافظة ثقافيا و إجتماعيا و سياسيا من الوريد إلى الوريد