كشف تقرير نشرته منظمة “رصد للحقوق والحريات” وفاة 58 شخصاً بحمى الضنك، وإصابة نحو 10 آلاف آخرين بالوباء، منذ منتصف فبراير/ شباط الماضي، في مديريات محافظة الحديدة، غرب اليمن.
وأورد التقرير، أن أعداد الوفيات تفوق بعشرات الأضعاف الرقم الذي أعلنت عنه. مضيفاً أن أعداد المصابين وصلت 97358 مصاباً في 26 مديرية.
واتهم تقرير المنظمة، مكتب الصحة العامة والسكان والسلطة المحلية، بالتراخي وتجاهل المخاطر الكارثية التي أصيب بها سكان المحافظة، وأن المفترض على مدير مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة إعلان الطوارئ باعتبار أن انتشار الحمى وصل لمرحلة الوباء.
وفي ذات السياق، قال مصدر طبي في قسم الطوارئ بهيئة مستشفى الثورة بالحديدة، إن 90% من الحالات التي تصل القسم هم من المصابين بحمى الضنك وتطابق ذلك مع إحصائيات المستشفيات الخاصة التي تحدثت عن وصول المئات يومياً من المصابين.
ويعاني المصاب بحمى الضنك من ارتفاع شديد في الحرارة، وآلام في المفاصل والعضلات وخلف العينين، وضعف وهزال في جسمه، كما يظهر في معظم الحالات طفح جلدي، ويؤدي نقص السوائل إلى حالات فشل كلوي، وهو ما أكدته تقارير مركز الغسيل الكلوي، مفيدةً بأن أغلب من يترددون كانت حمى الضنك هي السبب في إصابتهم بالفشل.
وطبقاً للمعلومات التي أدلى بها الخبير في الحميات الدكتور محمد هادي أمين، فإن ثلاث مراحل للحمى تظهر في الثلاث الأيام الأولى للإصابة تبدأ بالحمى العادية، مروراً بالحمى النزيفية من الفم والأنف والمستقيم، وتنتهي بالحمى الصدمة، التي تعد الطور والمرحلة النهائية للضنك التي تصيب المريض بانخفاض في نبضات القلب، وتجمع السوائل في التجويف الصدري، ودخول المريض في حالة غيبوبة، ويتحتم إدخال العناية المركزة التي غالباً ما ينجو منها المريض بصعوبة بالغة.
وعند الفحص المخبري يظهر نقص شديد في الصفائح الدموية التي عادةً ما تصل في الإنسان الطبيعي إلى مائة وخمسين ألفاً ويتناقص عددها إلى ما دون ذلك عند الإصابة بالحمى ويصاحب ذلك انخفاض حاد في كريات الدم البيضاء.
ويعد “حمى الضنك” من الأمراض المعدية وسريعة الانتشار، وينقلها نوع من البعوض يسمى “الزاعجة المصرية Egyptian Aedes” التي تستوطن وتتكاثر في المياه العذبة وتنشط، عادة، قبل شروق الشمس بساعتين وبعد الغروب بساعتين، وهي الأوقات التي تقوم فيها بنقل الوباء.