الأمارات تنشيء لواءين عسكرين للسلفية في عدن”
قال مصدران، عسكري ومحلي، إن السلطات الإماراتية بصدد إنشاء لواءين عسكريين للمجاميع السلفية في عدن، جنوب اليمن، ما ينذر بتحول في المشهد الميداني الذي تعيشه المدينة منذ أشهر، وتصاعدت فيه وتيرة الاغتيالات والهجمات الدموية..
وقال مسؤول في وزارة الدفاع اليمنية، تحدث لوكالة “خبر” شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الإمارات قررت، مؤخراً، إنشاء لواءين للسلفيين في منطقة المشاريع في دار سعد، وأنه تم تعيين قائد لأحدهما يدعى مهران القباطي، وتم إطلاق “لواء زايد” و”لواء خليفة” على اللواءين اللذين يجري الترتيب لإنشائهما.
ووفق المسؤول، فإن هناك معارضة وصفها بـ”القوية” من قبل قيادات جنوبية للفكرة وسخط آخرين، حيث يبررون معارضتهم إنشاء تلك الألوية بكونها “على أساس ديني سنّي”، ما ينبئ بمزيد من الشحن الطائفي في المدينة.
وشهدت عدن، خلال الأيام الماضية، تصاعد مسلسل الاضطرابات الأمنية، حاصداً المزيد من القتلى والجرحى، ما يعزز الحديث القائم عن خلافات عميقة باتت تنخر جسد “السلطات” المدعومة سعودياً وإماراتياً.
وكانت سبع طائرات نقلت مسؤولين يمنيين وإماراتيين، مؤخراً، عقب مواجهات دامية شهدتها عدن، بعد أن كانت الإمارات أقرت استبدال قواتها في مطار عدن، بيمنيين خضعوا لبرنامج أقامته أبو ظبي في اريتريا.
– وثيقة اتفاق في عدن: وقف التقاتل مقابل التقاسم
وكان مسلحون يعتقد بانتمائهم لتنظيم “القاعدة”، اغتالوا الشيخ السلفي عبد الرحمن المرعي العدني، شيخ دار الحديث في منطقة الفيوش، أثناء توجهه لأداء صلاة الظهر، الأحد الماضي، وأفادت المعلومات بأن مسلحين كانوا يستقلون سيارة أطلقوا الرصاص على العدني قرب المسجد ما أدى إلى إصابته بجروح نقل على إثرها إلى مستشفى الوالي حيث فارق لاحقاً الحياة.
ومساء الخميس 3 مارس/ آذار 2016، اغتال مجهولون، رئيس عمليات اللجان الشعبية لمدينة جعار بمحافظة أبين، والتابعة لعبد ربه منصور هادي، في شارع التسعين بمدينة المنصورة بعدن. وقالت لـ”خبر” مصادر محلية، إن مسلحين يُعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة، أطلقوا وابلاً من النيران على حسين محمد الوحيشي، رئيس عمليات اللجان في جعار أبين، وشقيقه صالح، حيث كانا على متن سيارة.
وبحسب المصادر، فإن الشقيقين سقطا قتيلين على الفور، فيما لاذ المسلحون بالفرار.
– جمر الصراع يتسعَّر في عــدن: «حقل ألغام» يترقب انفجاراً
ويؤكد مراقبون أن الصراع المتفاقم في عدن، يشكل حلقات متصلة من مسلسل الاضطرابات الأمنية المتصاعدة التي تتوسع فيها رقعة انتشار تنظيمي “داعش والقاعدة”. وقال مسؤول أمني سابق لـ”خبر”، إن الغموض يلف القريب العاجل في الواقع الأمني للمدينة، التي تشهد تصاعد الخلافات بين المجاميع المسلحة التابعة لعبدربه منصور هادي من جهة، ومسلحي الحراك بقيادة شلال وعيدروس من جهة أخرى، بما يكرر الصراع الجنوبي التأريخي “الطغمة والزمرة”، وإنْ أكثر تطوراً هذه المرة.