سم الله الرحمن الرحيم
في ليل مطبق الظلام تعيشه الأمة العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء ، تسرح وتمرح فيه الذئاب ، وتعربد فيه عصابات الإجرام ، ويعيث فيه اﻻستبداد والظلم ، وتستباح فيه الحرمات والأعراض ، وتسفك فيه الدماء المعصومة ، وتنتهك فيه كل الحقوق وكل المقدرات ، ويأكل القوي الضعيف ، في هذا الليل ووسط هذه الأحداث العاصفة ، وعلى مقربة من الذكرى السنوية اﻷولى لبدء العدوان السعودي الأمريكي الهمجي على اليمن ، شرفت أسماعنا وأفئدتنا ، وارتقت بأرواحنا إلى سماوات الفخار والانتماء لخير أمة أخرجت للناس الكلمة التاريخية لسماحة السيد المجاهد حسن نصرالله مساء يوم أمس الثلاثاء التي أكد فيها مجددا موقفه الأخلاقي والقيمي والإنساني الراسخ والثابت منذ اليوم الأول للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن تجاه مظلومية الشعب اليمني ، وقضيته العادلة بالتصدي للعدوان السعودي اﻷمريكي الهمجي على اليمن انحيازا منه لمظلومية الشعب اليمني ، ورفضا واستنكارا للعدوان عليه ، وإدانة وفضحا للنظام السعودي المجرم وأسياده من الأمريكان والصهاينة ، ولا غرو ولا غرابة من تلك المواقف الأخلاقية والإنسانية والقيمية الشريفة والنبيلة لسيد المقاومة وحزب الله الذين صنعوا للأمة طريق المجد والكرامة والانتصار على الكيان الصهيوني ، والذين علموا أحرار اﻷمة والعالم طريق الحرية والنضال بوجه اﻻستعمار الصهيو أمريكي وأذياله في المنطقة العربية والإسلامية ، والتي بسببها يدفع حزب الله وجمهوره اليوم أثمانا كبرى ، وعلى كل المستويات .
وإننا كشعب يمني مظلوم ومستضعف وصامد بوجه العدوان السعودي الأمريكي الهمجي على اليمن إذ نثمن ونقدر عاليا ودائما هذه المواقف الرسالية العظيمة لسماحة السيد حسن نصرالله لنتقدم من سماحته بأسمى آيات العرفان والامتنان والتقدير البالغ ، مؤكدين لسماحته : “بأننا لن ننسى مواقفكم المشرفة من قضية فلسطين خاصة وقضايا اﻷمة عامة ، وإن الشعب اليمني الكريم لن ينسى مواقفكم معه ضد العدوان السعودي الأمريكي المجرم ، وصدعكم بكلمة الحق حينما خرست اﻷلسن ، والتي لأجلها كسرتم المحذورات السياسية والإعلامية في لبنان والمنطقة والعالم”.
ونعبر عن إدانتنا واستنكارنا الشديدين لقرار مجلس التعاون الخليجي اعتبار حزب الله منظمة إرهابية رغم أن معظم أنظمة هذا المجلس تمارس أعمال القتل والتدمير والإجرام بحق شعوب المنطقة وفي مقدمتها الشعب اليمني العزيز خدمة لأعداء الأمة، ونعتبر هذا القرار الأرعن خدمة مجانية للكيان الصهيوني الغاصب وأدواته من الجماعات الإجرامية في المنطقة، كما نعبر عن تضامننا الكامل مع حزب الله بوجه هذه الهجمة الأمريكية الإسرائيلية السعودية وأزلامها وأبواقها في المنطقة ، ونؤكد أنها لن تزيدنا إﻻ اعتزازا وفخرا بمواقف حزب الله وخياراته الوطنية والقيمية والأخلاقية.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
صادر عن المجلس السياسي لأنصار الله
يوم الأربعاء بتاريخ 21 جمادى أول 1437هـ
الموافق 2/3/2016م