قصتي مع أم الشهيد”
كتبته:رند الأديمي
في الطريق وفي باصات النقل العام بالتحديد جلست بجانبي أمرأة ولم يلفتني لها سوي تنهيدات متواصلة و أهات متتالية كانت تطلقها وبصوت جهوري
كانت تردد” حسبي الله ونعم الوكيل”
أثارتني تلك الزفرات وكأن مايجيش في صدرها اشبه ببركان يلفظ نيران حسرة والألم …وبفضول مني يكسوه حزن همست في أذنيها لها “خير اللهم أجعله خير”
رفعت غطاء عينيها وهي مملؤة بالدموع لأفاجاء بعينين كجمرتين تنطلق منها شرارة كل أحزان العالم وبنقاب قد أغرقته الدموع
نظرت لي قائلة “أنا أم الحسين أم الشهيد”
وأسترسلت قائلة والدموع كانت تتسابق لتسرد بدلا عن شفاها
قالت”
أبني قتلته شظية في فج عطان وأنا الأن وحييدة وأرملة أم لأطفال أيتام………. ولا أعرف أين أذهب؟ ولمن أجيء ؟
أبني رحل من غرفتنا الصغيرة بعد أن كان يعولنا ويبيع حبات البطاطا ليطعمنا
كانت تبكي ويبكي معها طفليها بنفس الوقت ويمسحا دمعيهما بأصابعهم بعنفوان وأسترسلت قائلة”
أبني أنا فخورة به ولكني أشتقت له
واااه من الشوق
هزتني كلماتها وكأن زلزالا مر من علي خافقي ….. لأجيبها “لقد أصطفاه المولي ياسيدتي وهو في سماءه و في نعيم فلا تحزني”
وبعد تنهيده أخري وهي ترفع رأسها المهزوم قالت لي “لم يعلم بنو سعود أنهم لم يقتلو قيادي أو أنهم لم يستهدفو معسكر بل قتلو أبنا لي كان يسمر الليل ليقطع حبات البطاطس ليبيعها صباحا ويطعمنا الأن هم قتلو أسرة بأكملها أولادي لازالو يفتشو عنه في غرفتنا الضيقة….. لازالو يسمعو خطي الجيران فيهبو قائلين الحسين جاء ”
أنا كل يوم أبحث عنه بالطرقات أناظر كل البشر فأري حسينا فيهم وهو لايراني
لماذا أنا لأأري سوي ولدي؟ لماذا لا أسمع صوتا سواه لماذا لااستطيع أن أنسي وأواصل مسيرة مثلي كمثل أمهات الشهداء؟
ذهب وأخذ عيوني وعيون أخوته الصغار
وقلبا كان ينبض في أعماقي أفتش عنه الأن ولا أجده
مهزومة أنا ومتعبة مليئة بالشيخوخة وأنا في عز شبابي
كل يوم أفز من نومي أبحث عنه ربما كان موته كابوس أو وشاية فأفيق علي حقيقة صادمة هي تلك أنني” أم الشهيد الحسين”
وأشتم ملابسه لأنام مجددا
أود أن أموت أود أن ألتحق به فدليني علي الطريق”
هكذا أختتمت سلسلة همومها وبدأت كل التساؤلات الوجودية تعيث في خاطري لقد أبكتني لدرجة أنني شعرت أنني ضئيلة متفزلكة بلاجدوي
وودت لو أني أستطيع أن أحمل حزنها علي كاهلي…… وودت أن يكون بأستطاعتي فعل شيء لأمهات الشهداء
وودت لو أنني أملك القرار والقوة لأزرع بدل الدموع بساتين ورد
حتي عبارات المواساة في تلك المواقف أشبه بتنظير سخيف أحمق من برج عاجي وتقفز الكلمات هربا من هول الموقف لتحتمي بالصمت ..الصمت فقط
سأحاول أن أكتب حتي يملني القلم عن كل ألم هو خلف الصوت والصورة
وسأحاول أن أسخر قلمي للرثاء الرثاء فقط