سلطنة عمان “تنسحب تدريجيا من مجلس التعاون الخليجي”
تبدو سلطنة عمان اكثر الدول في منطقة الخليج هدوء، فقد نأت بنفسها عن الحربين المفتوحتين في كل من اليمن وسوريا، وحافظت على علاقات قوية مع ايران، وابقت على سفارتها مفتوحة في دمشق، واستضافت المفاوضات السرية الامريكية الايرانية التي تكللت باتفاق تاريخي.
وبحسب “رأي اليوم” ذكر احد المسؤولين العمانيين الكبار في الدولة في حوار خاص معها لم تذكر اسمه، ان السلطنة تملك ارثا حضاريا يعود الى آلاف السنين، ولهذا ربما يكون من غير الملائم ان تحسب على هذا التجمع او ذاك، وتنجر الى حروب وتحالفات غير مدروسة تهدد استقرار المنطقة.
ما لم يقله هذا المسؤول ان السلطنة تحاول تدريجيا الابتعاء عن مجلس التعاون الخليجي، ولكن دون الخروج منه، وتقليص انشطتها فيه، والتزامها بسياساته الى ادنى درجة ممكنة اذا تعارضت مع سياسات السلطنة في اقامة جسور من التعاون مع جميع الدول في المنطقة، وتطور هويتها ككيان مستقل، مثل معظم الدول العربية الاخرى، وتركز على دور الوسيط في صراعاتها، وهذا ما يفسر عدم مشاركتها في التحالف العربي الذي اسسته المملكة العربية السعودية بقيادتها لخوض العدوان على اليمن، وكذلك انسحابها من منظومة دول اصدقاء سوريا، وكذلك التحالف الستيني بزعامة امريكا للقضاء على “داعش” في سوريا والعراق.
وقال هذا السياسي العماني: ان تطوير هذه الهوية المستقلة بدأ بقوة عندما رفض السيد بن علوي وزير الخارجية اقتراحا سعوديا قبل ثلاث سنوات بتطوير مجلس التعاون الخليجي الى اتحاد، على غرار الاتحاد الاوروبي اثناء مشاركته في منتدى “حوار المنامة”، وتصدى من موقع المشاركين لنزار مدني وزير الدولة السعودية للشؤون الخارجية، الذي اوحى في مشاركته من على منصة الندوة، ان هناك موافقة من قبل دول الخليج (الفارسي) على هذا التوجه الجديد الذي تبناه الملك السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز.
كما نأت السلطنة ايضا بنفسها عن الخلاف القطري من ناحية، والسعودية الاماراتي البحريني من ناحية اخرى، حول مسألة الاخوان المسلمين، وهو الخلاف الذي ادى الى توتر بين الطرفين ونتج عنه قرار بسحب السفراء من الدوحة.
ويتحدث مسؤولون عمانيون بمرارة عن هذه الهجمة الاعلامية التي يتعرضون لها هذه الايام من قبل اجهزة، وصحف، ومحطات تلفزة، ووسائط التواصل الاجتماعي، في دول خليجية متعددة، ويستغربون صدورها، مثلما يستغربون شراستها، ويعتقدون انها مقصودة وموجهة من دول، ولكنهم يؤكدون على عدم السماح للاعلام العماني بالرد عليها حفاظا على علاقات الاخوة.
ولوحظ ان الاعلام العُماني يصف ايران بالدولة “الشقيقة” وليس “الصديقة”، ومن المؤكد ان هذا التوصيف يثير حساسية لدى دول عديدة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.