الجريمة التي هزت تعز وعرش السماء”
كتبته:رند الأديمي
أي حرف قد يسعفني الليلة لكتابة هذة النكبه …… وياتري كيف لي أن أبدأ سطوري و تلك الفاجعة كانت في تعز ثغر اليمن الباسم
هل لي أن أبدأ ببريقه تعزية إلى قلب الأم التي شيعت من بيتها الصغير أبنا لها وزوجا قُتلا غدرا… أبنا لم يتجاوز 15 عاما شيع من أمامها بجسد ملطخ بالدماء والتنكيل ……وأي حرف في الدنيا يستطيع أحتواء هذة الفاجعة
لم يكن ذنب أبنها ” مروان عبد الكافي الجنيد” سوي أنه من صبر المسراخ تلك المديرية التي لم تهادن ولم تساوم في الوطن
مروان….كان طفل و كأي طفل هواياته هي رسم طائرات الورق ليطيرها مع الرياح والهواء….. يرسم حلما سرمديا علي ورق … يرص الأحجار ليبني بيتا وتهدمه الرياح
لم يحمل البندقيه يوما وكطفلا يافعا كان يحلم ويحلم بجامعه وبمستقبل عريض يكبر أمام عينيه
شهادته الإعدادية لم يمسك بها بعد
دفتر واجبه المدرسي يسأل عنه أين أنت اليوم لقد غبت كثيرا ؟
وحقيبته المدرسية لازلت تنتظر ساعديه الصغيرتين ليطوقهما
وفي يوما ما من شهر فبراير الحالي وقبل بضعه أيام بالتحديد ذهب للسوق لشراء مستلزمات عزاء والده الشهيد التي لم تجف تربته بعد
اختطفته المقاولة عنوة وبوسط حشدا كبير نكلت بجسده حتى سالت كل الدماء من علي جسده اليافع ورغم توسلاته وبكائه لم يتوانو عن تعذيبه بكل الطرق الوحشية وشاء الله ان يرفق بطفلا لاذنب له سوي عرقه
واصطفاه الله شهيدا تحتفل به الملائكة في سماءه
وبعد أن رأو روحه وهي تسافر بعيدا مع الريح …….لم يشبعهم ذلك لم يشفي غليلهم بعد …. أطلقو كل الرصاصات علي جسده وبحقد أسود تعالت الضحكات ليشنقوه ويمثلو بجثته
وبعد أن رحلت خطاهم التي أثقلت تربة تعز
ساد صمت مريب الكل يريد أن يطلق العنان لدمعته ولان الحزن في مصطلحاتهم هو تحوث وجريمة…….. فضل الجميع أن يعتصر الألم في فؤاده وتجنب الجميع من انتشاله علهم يلاقون نفس مصيره !
وفرغ المقاولون من هذه الوليمة البشرية وتعالت صراخهم الله اكبر… تعز اكبر ……
أما لمآذن تعز هزيمة أخري هزيمة وهي تناظر سفاحون يتاجرون بالرب يتمخترون أمام ناظريها صبحا وعشية
تلك المآذن تحمل في طياتها أنين أمهات الشهداء.. المعذبون الساكنون تحت التراب…. المعتقلون في دهاليز سجونهم… و حين ينادي المنادي “بحيا علي خير العمل” بصوت مثقل بالخذلان مثقل برائحة الدم… يهتز عرش الله
أما صوت هذه الأم قد لايتجاوز الكيلومترات ولكن بنحيب روحها صدعت السماوات والأرض معا
أخيرا لي سؤال
هل هذه هي مقاولة تعز “هل هم تعز”
هل عهدنا تعز هكذا؟
رند ألأديمي