ألم يحن الوقت لكي يستسلم سلمان “؟
عندما تجد الضربات المؤلمة تنزل بقوى العدوان على اليمن الواحدة تلو الاخرى على الرغم من التفوق الجوي لدى هؤلاء باحدث الطائرات المدمرة والمجهزة باكثر الصواريخ الموجهة والقنابل الذكية تطورا، وعلى الرغم من الحشد الواسع لجيوش متعددة يمكن تصنيفها من الاوائل في امتلاك التقنية العسكرية والتدريبية ، وكذلك العدد الهائل من القوى المحلية والاقليمية الخليجية او من المرتزقة ممن تجمعوا من اقاصي الارض تحت اسماء شركات امنية وعسكرية خاصة او على شكل مستشارين عسكريين تابعين لدول كبرى وعريقة ، يمكن ان تستنتج ومن خلال هذا الصمود اللافت والغريب لدى ابناء اليمن وجيشه ولجانه الشعبية ان هناك سراً مقدساً او قدرة إلَهية تقف الى جانب هذا الشعب الجبار المؤمن بالله وبالوطن .
اذا تكلمنا عن النتائج التي خلفها صاروخ التوتشكا الاخير الذي اصاب قاعدة العند الجوية في محافظة لحج الجنوبية من الناحية العسكرية ، لوجدنا ان خسائر التحالف فاقت الخسائر التي يمكن ان تصيب جيشا باكمله خسر معركة كبرى لها امتداد واسع في الزمان والمكان، فالاصابات بلغت المئات بين قتيل ومصاب، من العديد الغزاة اصحاب الجنسيات المختلفة الافريقية والخليجية والاجنبية ممن هم تابعون لشركة ” بلاك ووتر” الاميركية او غيرها من شركات المرتزقة الامنية والعسكرية العالمية ، بالاضافة للخسائر الضخمة في العتاد والتجهيزات العسكرية والتي توزعت بين احدث الطائرات كالاباتشي الاميركية والتايفون المتطورة والتي هي من انتاج اوروبي مشترك وتستعملها بريطانيا وفرنسا والمانيا وتمتلك عددا ضخما منها المملكة العربية السعودية ، وغير ذلك من الصواريخ الموجهة ومخازن الاسلحة والقنابل والذخائر والاليات المدرعة والمصفحات وغيرها .
من الناحية الميدانية ، يمكننا ربط هذه الضربة الصاروخية الاستراتيجية والتي اصابت قاعدة العند الجوية بالضربات السابقة بصواريخ مماثلة في صافر جنوب شرق مأرب وفي باب المندب وفي ناحية تداويل شرق مأرب ، وذلك من ناحية توزع هذه الضربات وتركزها على النقاط والقواعد الاساسية التي كانت تشكل نقاط ارتكاز اساسية وقواعد تجّمع وانطلاق لعمليات هجومية ، اولا للتقدم الى مدينة تعز من اتجاه باب المندب عبر العمري والوازعية ، وايضا من اتجاه قاعدة العند التي تم قصفها مؤخرا باتجاه مداخل المدينة الجنوبية الشرقية من نواحي كرش والشريجة ، وايضا كانت تشكل في الوسط الشرقي لناحية مأرب قواعد انطلاق للتقدم اولا باتجاه صنعاء عبر صرواح وحيث كانت قاعدة صافر التي تم قصفها بالصاروخ الباليستي الاول في هذه السلسلة الاستراتيجية ، وكانت ايضا قاعدة تداويل شرق مأرب هدفا للصاروخ ما قبل الاخير ، والتي كانت تشكل قاعدة انطلاق للتقدم باتجاه صنعاء عبر جدعان ومفرق الجوف الذي يشهد حاليا اعنف معارك المواجهة البطولية من قبل الجيش واللجان الشعبية ووحدات انصار الله .
من ناحية اخرى ، فالضربة الاخيرة لها معاني استراتيجية تمثلت بما يلي :
– الاستعلام الناجح والدقيق في رصد الاهداف الاستراتيجية المهمة والخطيرة ومعالجتها وقصفها في الوقت المناسب وفي التوقيت المثالي للمعالجة عند تجمّعها وتحضّرها قبل انطلاقها في العملية الهجومية مباشرة .
– ان القوة الصاروخية التي يمتلكها الجيش اليمني ولجانه الشعبية تتطور وتنمو ولقد فشلت طائرات العدوان في ايقافها حتى الآن بالرغم من الجنون الذي تمارسه في القصف وفي التدمير .
– هذه القوة الصاروخية الدقيقة تدل ، بالاضافة للالتزام والاصرار العنيد بالدفاع عن الارض وعن العرض والحق ، فهي مؤشر لافت في تطور المستوى التقني والتسليحي العسكري لدى الجيش واللجان الشعبية .
واخيرا … لا يمكن لِاي مراقب او لِاي باحث عسكري او استراتيجي الا ان يستنتج ان هذه الضربات الصاروخية الناجحة والمركزة ، بالاضافة الى التقدم الملفت والسيطرة الواسعة في كامل الميدان اليمني وعلى كامل المواقع الحدودية مع السعودية ، اصبحت كافية لاعلان هزيمة قوى العدوان على اليمن ، واصبحت كافية ايضا لكي يعلن هذا التحالف المجرم استسلامه وانسحابه من الميدان اليمني الى غير رجعة ، كما ان هذه الانتصارات للجيش واللجان الشعبية اليمنية ولانصار الله تعطي رسالة واضحة لقوى العدوان مفادها : ” إنكم فشلتم ولن تستطيعوا الانتصار على اليمن … فاذهبوا الى المفاوضات والى التسويات السلمية لانكم خسرتم وخسئتم ” .