العدو يخدم شعار أنصار الله أكثر مما يسيء له ,
بقلم / عبدالحميد يحيى
لم تُخطئ المسيرة في تحديد العدو الرئيسي، مُذ بدأت خطوتها الأولى قبل أكثر من 14 عامًا في مران؛ وهي تشير إلى أمريكا وإسرائيل ببنانها، وتهتف بالموت لهما في شعارها.
كذا لم يُخطئ العدو في تعرّفها، وإدراكه لخطورة ما تحمله المسيرة من منهجٍ قرآني، يعرف -كونه أهل كتاب- بأنه يُشكل خطرًا بالغًا على وجوده، وعلى خططه الرامية لإخضاع شعوب المنطقة، واحتلالها احتلالاً ناعمًا تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.. ولهذا لم يُمهل العدو قائد المسيرة الأول، وذهب إلى مسقط رأسه بقرية مران، غير آبهٍ بأن يُهلك الحرث والنسل -عبر أدواته القذرة حينذاك- في سبيل الظفر بذلك الرجل وإخماد مشروعه.
صحيح أن أمريكا وإسرائيل لم تظهرا بجلاءٍ حينها وراء عملية قتل الرجل الأول في المسيرة، ومحاولة إجهاض مشروعه القرآني المعادي لهما والخطر عليهما، والذي تكرر حتى وصل إلى ست حروبٍ معلنة، إلا أن الزائر خلالها وبعدها لصعدة كان يجد على بقايا الجدران المهدمة عبارة تقول: (هذه جرائم أمريكا وإسرائيل).. في الوقت الذي كانت فيه الدولتان تتعمدا عدم الظهور في الحرب، حتى لا تستفز بقية الشعب وتُسخطه عليها، وتمنحه دليلًا مجانيًا على مصداقية المشروع القرآني الذي أعلنه ذلك القائد، السيد حسين بدر الدين الحوثي.
ظل الكثيرون يسخرون -كما البعض اليوم- ممن أسموهم بالحوثيين، بأن صالح ومحسن يقودان الحرب عليهم، فيما “الحوثيون” يشخصون بأبصارهم نحو أمريكا وإسرائيل، وكأن الصرخة التي تصدح بها حناجرهم تُصرّ على البحث عن أمريكا وإسرائيل في ثنايا كل عدوان يشنه النظام آنذاك عليهم -رغم أن تحديدهم للعدو الرئيسي لم يمنع من مواجهتهم لأدواته، تماما كما هو حاصلٌ اليوم-..
غير أن الساخرين لم يدركوا حينها، ولا بعدها، أن أولئك القوم يحاولون بألا تنحرف بوصلة العداء نحو غير العدو الحقيقي؛ فتموت القضية، وينجو القاتل حتى من أنامل تشير إليه، بل ولا تتعزز حتى لدى الضحية السخط عليه، وينجح القاتل بعدها في إغراق الضحية في صراع الثأر من أدواته القذرة كي تنسى قضيته تمامًا.
اليوم، وقبل العدوان على اليمن بأسابيع، اضطر العدو الحقيقي إلى كشف القناع صراحةً عن وجهه، إذ لم يعد التخفي مهمًّا بعد سقوط جميع عملائه المحليين، وبعد أن صارت شريحة واسعة من الشعب تؤيدُ أنصار الله، خاصة بعد أن قادوا الثورة الشعبية، وبعد أن صار الأخيرين يُحكمون القبضة على كل شيءٍ كان الأمريكان والصهاينة يعتبرونه حقًّا لهم.
* * *
(صار “الحوثيون” يشكلون خطرًا على أمن إسرائيل)
قالها “نتنياهو” من داخل أمريكا، بعد الثورة الشعبية باليمن، وقبل أسابيع من العدوان عليه.
(نحن نقف مع السعودية في مواجهة المتمردين “الحوثيين”)
قالها “جون كيري” قبل أيام من داخل السعودية.
* * *
لم تُخطئ المسيرة يومًا في تحديد العدو.. ولم يُخطئ العدو يومًا كذلك في تحديد المسيرة والمنتمين إليها كعدوٍ بالغ الخطورة عليه؛ لذا راح الأمريكي -كقائدٍ للعدوان- ينتقم من كل اليمن؛ بعد أن يأس بأن تكون له يومًا.