وشهد شاهد من أهلها
……..
انتقدت وسائل إعلام تركية معارضة إصرار قيادات النظام التركي وعلى رأسهم رجب أردوغان ووسائل الإعلام التابعة له على التركيز على أن هوية منفذ التفجير الانتحاري في حي السلطان أحمد بمدينة اسطنبول سورية بدلا من التركيز على أنه إرهابي متطرف من تنظيم”داعش” وتجاهل أنه من مواليد السعودية.
وأكدت وسائل الإعلام أن أردوغان وأركان نظامه يحاولون من خلال ذلك إخفاء حقيقة تنظيم “داعش” الإرهابي وترسيخ قناعات لدى الشعب التركي بأن “سورية هي مصدر البلاء الذي يستهدف تركيا” وليس تنظيم “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية التي دعمها نظام أردوغان.
ونشرت صحيفة “يني شفق ” التابعة للنظام التركي صورة لمجموعة من المواطنين السوريين الذين تجمعوا شمال مدينة عفرين مقابل الحدود التركية وقالت “إنهم يحتفلون بالعملية الإرهابية في اسطنبول” علما أن صحيفة راديكال المستقلة نشرت الصورة قبلها بساعات وقالت إنها صورة قبل وقوع التفجيربيوم وهي لمواطنين يحتجون على الحملة العسكرية على محافظات جنوب شرق تركيا.
ولم تعتذر الصحيفة على الفضيحة التي وقعت بها وهو ما اعتبره معارضون أتراك جزءا من تعود الإعلام الموالي لحكومة أردوغان على الكذب دائما ليس فقط في موضوع سورية بل في كل المواضيع الداخلية والخارجية.
وانتقد الصحفي التركي فهيم تاشتكين إعلان نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش أن هجوم اسطنبول هو انعكاس للحرب بالوكالة في سورية على تركيا وقال “إن حكومة حزب العدالة والتنمية كانت تتهم المعارضة التي تصف ما يجري في سورية بالحرب بالوكالة بأنها تؤيد الحكومة السورية ولكنها اليوم بدأت تستخدم هذه العبارة نتيجة عدم تحقق أهدافها بأن ما يجري في سورية هو ثورة”.
وأوضح تاشتكين في تصريح لصحيفة بيرجون أن استخدام كورتولموش لعبارة الحرب بالوكالة هو بمثابة اعتراف منه بأن حكومة حزب العدالة والتنمية هي أحد الوكلاء في الحرب مشيرا إلى أن هذه الحكومة مسؤولة عما آلت إليه هذه الحرب القذرة.
وشدد تاشتكين على أن الخطوات التي تتخذها الحكومة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي هي خطوات ظاهرية تهدف إلى التخفيف من ضغوط المجتمع الدولي بينما أنها بالحقيقة تواصل استخدام “داعش” كأداة للتلاعب والاستغلال.
وحمل الحزب الشيوعي التركي حكومة حزب العدالة والتنمية مسؤولية الهجوم وقال “إن حكومة حزب العدالة والتنمية لطخت يدها بالدماء ولا بد أن تحاسب على جرائمها”.
من جهة أخرى أعلن وزير داخلية النظام التركي أفكان آلا توقيف أحد المشتبه بهم في الهجوم الانتحاري لافتا إلى أن “التحقيق متواصل بدقة وبشكل مكثف”.
ودعا الوزير التركي بعد لقاء اليوم نظيره الألماني توماس دي ميزيير دول العالم إلى ما سماه “تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ومنع المتطرفين من السفر إلى تركيا” وهو ما أثار انتقاد عدد من المعارضين الأتراك الذين دعوه إلى الالتزام بما قاله ومنع تسلل الإرهابيين إلى سورية.
في حين أعلن دي ميزيير أن عناصر التحقيق لا تشير إلى أن التفجير كان يستهدف السياح الألمان بعدما كانت ألمانيا طلبت من رعاياها تفادي الأماكن المكتظة والمواقع السياحية مؤقتا.
بينما أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن “10” ألمان قتلوا في التفجير وأصيب “7” آخرون لا يزالون يتلقون العلاج في مستشفيات اسطنبول.
في سياق متصل دعا الكاتب الصحفي الفرنسي فيليب جيلي نظام أردوغان إلى إعادة تقييم التهديدات ضد بلاده و” التخلي عن كراهية سورية وحكومتها والتي لا يجب أن تستمر لأنها ليست سياسة حكيمة”.
وقال جيلي في مقال بصحيفة لو فيغارو الفرنسية اليوم “إن أردوغان اعتمد سياسة أكثر غموضاً تجاه “داعش” وواجهه بطريقة ناعمة بينما سلك طريق القسوة نحو الأكراد وحاربهم بقوة “لافتا إلى ان التسلط وعدم تناسق المواقف دفع أردوغان إلى ركوب موجة خطيرة .
وأضاف جيلي “إن تعامل أردوغان مع تنظيم “داعش” بمواقف حازمة هو موقف غير سار بالنسبة له إلا أنه ما زال لديه وسيلة للخروج من الفخ الذي أوقع نفسه فيه بنفسه وهو حشد صادق في المعركة ضد الإرهاب ونبذ الأوهام وتقديم التنازلات”.
.المصدر
وكالات