فأين تذهبون
بقلم / اشواق دومان
سميرغانم، فنان الكوميديا المصري في إحدى مسرحياته، يتعجب من ابنه الذي ضرب صديقه بعد أن أكل عليه الشوكلاته، يعني (ابن سميرغانم) سارق ومقاتل، ومع هذا يتهم صديقه المسروق والمضروب بمافيه، ويسبقه بالشكوى، مسرحية يجسد فيها(ابن سميرغانم) نفسية النهاب في تبريره لمرضه، وتلونه، وتحايله، ومحاولته تضليل الرأي العام، للفت انتباه العامة لفاعل آخر، هو(في الواقع) بعيد، كل هذا ليكمل هذا (الولد) مشواره الظالم في ضرب ونهب غيره!!
مأساة-ملهاة وبنفس الفكرة والسيناريو، يجسد بنوسعود ومؤيدوهم، ويؤدون بتراجيديا مبكية، مضحكة، يؤدون دور بطل المسرحية الصغير، ويقولون كماقال (بالمشابهة) حين قال ﻷبيه شاكيا: انا أكلت حتة، وانا كلت حتة، وانا ضربته على وشه، وانا ضربته على وجه.
فتظهر لناعقدة نفسية في هذا الولد الصغير تسمى عقدة العظمة أو اﻷناالمتضخمة، التي نرى ملامحها، في رؤيتها اﻵخرين من البشر كأنهم حشرات يجب إبادتها، مادامت تقف في وجوههم، كمايجسدون عقدة ومرضا نفسيا آخرهو مرض استعطاف واسترقاق اﻵخرين، بتظاهرهم بالمظلومية، محاولة منهم لتعويض، وتجميل، التشوه القابع في نفوسهم!!
ويتم بين العقدتين التهام اليمن-كل اليمن-أرضا وإنسانا، والفاعل والمفعول به واحدفي تناقض عجيب لموقع الكلمة في الجملة العربية، وكسر قواعدالنحو واللغة، بل وتهكم بقواعد وحقوق اﻹنسان، واستهزاء بمشاعر،وعواطف، وأفكار وعقول العامة، لتصبح الفاعل البعيد هي إيران!
فهي من تقصفنا بصواريخ أمريكية وإسرائيلية!! وهي من تدير وتمول العدوان علينا بمليارات سعو إماراتية، وكذلك هي من تربي، وتدلل داعش وأخواتها، وتستقدمهم من أصقاع اﻷرض، ليعيثوا في اليمن فسادا!!!
وبنو سعود،وحلفهم، وتحالفهم، و مؤيدوهم، وأذيالهم المتحركة، ممن يضللون الرأي العام، هؤلاء أبرياء، أنقياء، رحماء حتى على المكفوفين، الذين لم يسلموا من طياري، وطائرات، وصواريخ إيران العدوانية، الغازية علينا!! والمكفوفون من رفع الله عنهم الحرج في كتابه العزيز، ﻷنهم من المندرجين تحت فئة الضعفاء من بني آدم…
ولهذا سنقول للعدوان، ومؤيديه، ومبرريه: إن استطعتم أن تضللوا بهيم البشر ممن لديهم الاستعدادا لمذهبي، والطائفي، والمناطقي،ﻷن يصابوابنفس أمراضكم، نقول لكم (أولا)من الله:فأين تذهبون؟؟ ونقول لبهيم البشر:فإنها لاتعمى اﻷبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.