حرص “رئيس مجلس القيادة الرئاسي” الموالي للتحالف، رشاد العليمي، على تقديم خطاب اتسم بالغموض وتجنب الصراحة، فيما يخص وحدة اليمن وسيادته على أراضيه، امام القمة العربية الـ32 في مدينة جدة السعودية.
حيث اكتفى العليمي في كلمته، على الإشارة إلى مصطلحات فضفاضة، تعتمد على فهم المستمع تجاه الوحدة اليمنية، وعلى عكس ما تعود عليه “هادي” من الحديث على “وحدة اليمن وسيادته” ولو من باب الشكليات. كان خطاب العليمي حريصاً على عدم تقديم جمل واضحة حول ضرورة الحفاظ على وحدة اليمن وسيادته وسلامة اراضيه.
ويبدو أن خطاب العليمي قد تم صياغته بعناية من قبل خبراء سياسيون، بحيث يتضمن الاعتماد على السياقات الايحائية بأن المتحدث يقصد “الجمهورية اليمنية” التي لم ترد سوى مرة واحدة في خطاب العليمي.
ويأتي خطاب العليمي بالتزامن مع جملة من التحديات برزت من جهة الولايات المتحدة وبريطانيا تهدد وحدة اليمن، والذي كان من المفترض أن يتصدر العليمي للتصدي لها باعتباره رئيس “الحكومة المعترف بها دولياً” بحسب التعريفات الأمريكية والبريطانية.
بينما يشهد الوضع الميداني والسياسي انتعاشاً مشبوهاً من الثلث الأول من مايو الجاري، للقوى الموالية للإمارات التي تحمل لواء تقسيم اليمن برعاية أمريكية بريطانية.
وباستثناء الاتهامات الموجهة لمن وصفهم “الحوثيين” والاشادة بالنظام السعودي المستضيف للقمة العربية، كان اللافت في خطاب العليمي، استخدام اسم “الجمهورية اليمنية” لمرة واحدة خلال الخطاب، للاعتراف بسيادة الكيان الصهيوني، على القدس الغربية، حيث قال نصاً ” كما تؤكد الجمهورية اليمنية، التزامها الكامل بدعم حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية” في إشارة واضحة للاعتراف بحق “إسرائيل” على القدس الغربية، وبما يؤكد صحة التسريبات التي تحدث عنها الإعلام الصهيوني، حول وجود عمليات تنسيق بين “الحكومة” الموالية للتحالف والكيان الصهيوني، خصوصا أنه لم يسبق للجمهورية اليمنية، أن أعلنت أي موقف يعترف بسيادة “إسرائيل” على أي شبر من أرض فلسطين.