صورة للإحتلال البريطاني تثير غضب غارم
أثارت صورة نشرتها قيادة القوات السعودية ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، سخرية واسعة وموجة سخط وغضبط بين اوساط اليمنيين، جراء ما عكسته من استباحة سافرة للسيادة اليمنية واستخفاف باليمنيين.
وسخر سياسيون وناشطون يمنيون على مواقع ووسائط التواصل الاجتماعي في اليمن من نشر القوات السعودية صورة تظهر ضباط سعوديين يستقبلون قوات بريطانية اثناء وصولها الى مطار الغيضة بمحافظة المهرة، شرقي البلاد.
جاء نشر القوات السعودية لصورة استقبال ضباطها القوات البريطانية الواصلة إلى مطار الغيضة الاحد، في محاولة لامتصاص موجة الاستنكار والغضب التي تعتري المشهد اليمني جراء وصول قوات بريطانية إلى محافظة المهرة.
وفي حين حاولت القوات السعودية تعميم رسالة مفادها أن القوات البريطانية الواصلة إلى المهرة تحت اشراف التحالف”، ارتد نشر الصورة عكسيا بإثارة سخط اليمنيين بصورة اكبر، باعتبارها اكدت استباحة التحالف للسيادة اليمنية.
سياسيون وناشطون يمنيون علقوا على نشر القوات السعودية صورة استقبال ضباطها القوات البريطانية الواصلة إلى محافظة المهرة، بقولهم: “هل المهرة اليمنية تابعة للسعودية حتى يتم استقبال الاجانب من قبل ضباط سعوديين؟”.
وعلق أخرون: “ما هي الدواعي الحقيقية اصلا لتواجد قوات سعودية في محافظة المهرة، فلا حوثيين فيها منذ ما قبل بداية الحرب وحتى اليوم”. وزاد أخرون: ” هذا التجمع للقوات السعودية والامريكية والبريطانية في المهرة احتلال صريح”.
في المقابل، رد سياسيون وناشطون بسخرية على نشر صورة استقبال ضباط سعوديين قوات بريطانية بالمهرة، وقالوا: “لماذا لايُسمح للرئيس هادي باستقبال قوات اجنبية تزور السعودية أسوة بما تقوم به المملكة في الاراضي اليمنية؟”.
وطالب عدد من اعضاء مجلس النواب رئيس المجلس الشيخ سلطان البركاني بزيارة عاجلة لمطار الغيضة الدولي في محافظة المهرة، والوقوف على حقيقة وصول قوات بريطانية اضافية إلى المطار التحقت بقوات سابقة متواجدة في قاعدة عسكرية داخل المطار.
مصادر برلمانية، نقلت عن عدد من أعضاء مجلس النواب، انهم بصدد رفع رسالة استجواب للحكومة بشأن تقارير وصول وحدة اضافية من القوات البريطانية الخاصة إلى محافظة المهرة تضم 40 جنديا، حسب ما اعلنته صحيفة بريطانية مطلع الاسبوع الجاري.
المصادر أوضحت أن “هذا الاستجواب من صميم مهام المجلس ويلبي مطالبات شعبية عبرت عنها شخصيات مجتمعية وقبلية، بما فيهم مشايخ محافظة المهرة، ولجنة الاعتصام السلمي، الذين اعلنوا احتجاجهم على تدفق المزيد من القوات الاجنبية إلى المحافظة بذرائع واهية”.
وأكدت إن “شرعية الحكومة باتت على المحك، باعتبارها ملزمة باحترام الدستور اليمني والحفاظ على سيادة الجمهورية اليمنية وبصورة اكبر في المحافظات المحررة والواقعة تحت سلطتها، دون أي تفريط بالسيادة الوطنية ونشر قوات اجنبية تحت أي ذريعة أو مبرر”.
منوهة بأن “الحكومة لم تجب حتى اليوم اجابة واضحة ومؤكدة ورسمية بشأن انباء تشييد قواعد عسكرية اماراتية في جزيرتي ميون وسقطرى، رغم توجيه رئيس البرلمان رسالة استفسار رسمية بهذا الشأن ورد الحكومة بأنها شكلت لجنة لتقصي الحقائق وبانتظار تقريرها”.
وعقدت لجنة الاعتصام السلمي في محافظة المهرة، المناهضة لتواجد قوات التحالف في المحافظة، اجتماعا استثنائيا الاثنين، برئاسة الشيخ على سالم الحريزي للوقوف على وصول قوات بريطانية للمحافظة. واكدت أن مبررات وصول هذه القوات باطلة واهدافها احتلال”.
وفقا لبيان صادر عن لجنة الاعتصام السلمي في المهرة فقد أكدت اللجنة أن “المبررات المعلنة لوصول القوات البريطانية إلى مطار الغيضة باطلة ومجرد ذرائع زائفة تحمل أجندة احتلالية”. مطالبة بـ “سرعة رحيل قوات الاحتلال لأراضي المهرة” في اشارة إلى القوات الاجنبية كافة.
وأطلق سياسيون وناشطون يمنيون هاشتاقا#احتلال_بريطاني_بالمهرة عبرت جميع منشوراته وتغريداته على مواقع التواصل الاجتماعي عن الغضب من استباحة الاراضي اليمنية من جانب القوات الاجنبية وصمت الحكومة حيال هذه الاستباحة المستمرة من دول اجنبية عدة.
وخاطبت الناشطة ابتسام الزنداني البرلمان بقولها: “الى مجلس النواب اليمني عليكم ان تحققوا في دخول قوات وجنود بريطانيين وامريكيين الى محافظة المهرة اليمنية وتكشفوا الحقيقة للشعب. اذا لم تقوموا بهذا فعدمكم خير من وجودكم وسكوتكم يعني الرضى وتلك قمة الخيانة”.
مضيفة: “هذا من صلب واجباتكم واذا تخليتم عنه سقطت شرعيتكم”. الامر الذي شدد عليه مئات السياسيين والناشطين اليمنيين في تناولاتهم لما نشرته صحيفة “ديلي إكسبرس” الاحد، عن ان “قوات بريطانية وصلت مطار الغيضة في محافظة المهرة اليمنية ضمن مهمة منسقة مع القوى الكبرى”.
وزعمت الصحيفة البريطانية إن ارسال وزارة الدفاع البريطانية هذه التعزيزات العسكرية لقواتها المتواجدة في مطار الغيضة يأتي “لملاحقة منفذي هجوم مميت منسوب لايران، اسفر عن مقتل اثنين من طاقم سفينة “ميرسر ستريت” الاسرائيلية قبالة سواحل عمان، الاسبوع الماضي.
الصحيفة البريطانية ذكرت الأحد، أن “وحدة من القوات الخاصة البريطانية تتألف من 40 فردا، وصلت إلى مطار الغيضة بمحافظة المهرة في اليمن، مساء أمس (السبت)؛ لاستطلاع المنطقة والتهيئة لاستقدام قوات جديدة الى المنطقة لتأمين الملاحة الدولية”. حسب تعبيرها.
وبيّنت “ديلي إكسبريس” أن وحدة القوات الخاصة البريطانية التي وصلت إلى اليمن، السبت، تضم وحدة حرب إلكترونية متخصصة”. من دون أي تفاصيل أخرى اضافية عن طبيعة المهام المنوطة بها في اليمن، ومرتكزات زعم انطلاق الهجوم على السفينة من المهرة.
لكن مصادر مهتمه بالشأن اليمني، وعلى اطلاق بخلفيات تعزيز وزارة الدفاع البريطانية لقواتها المتواجدة منذ العام الماضي في المهرة، أفادت بأن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن “الوحدة البريطانية التي وصلت المهرة متخصصة بجمع المعلومات وتنفيذ الاغتيالات”.
وأوضحت ان المملكة السعودية أبرمت مطلع العام الجاري اتفاقا عسكريا مع وزارة الدفاع البريطانية لتنفيذ اعمال امنية في محافظة المهرة اليمنية المحاذية لسلطنة عمان تحت عنوان “تعزيز امن وسلامة الملاحة الدولية ومكافحة تهريب السلاح والمخدرات”.حسب ما اعلن حينها.
المصادر ذاتها أكدت أن “قائمة من القيادات المهرية المعارضة لتواجد القوات السعودية في محافظة المهرة قد شملها قرار التصفية الأمنية السعودية البريطانية قبل نهاية العام الجاري 2021م”. منوهة بوثائق منشورة صادرة عن الاستخبارات السعودية باسماء المطلوب مراقبتهم واحضارهم.
يشار إلى أن التواجد العسكري البريطاني الامريكي في محافظة المهرة يمتد بصورة رسمية إلى العام الماضي، وقد اعقبته اعلانات سعودية مكثفة عن هجمات غير معروفة المصدر أو نوعها قبالة ساحل المهرة. ما اعتبرته لجنة الاعتصام السلمي في المهرة بأنه “مجرد ذرائع فقط للتواجد العسكري الاجنبي بالمحافظة”.