بيان لاتحاد الإعلاميين اليمنيين بمناسبة ٣ مايو اليوم العالمي لحرية الصحافة
في اليوم العالمي لحرية الصحافة .. “الحرب السعودية على الصحفيين والإعلاميين اليمنيين ” ما تزال مستعرة
اتحاد الإعلاميين يدين استمرار الحرب السعودية على الصحفيين والإعلاميين ويشيد بإطلاق عدد من الصحفيين في صنعاء
يأتي اليوم العالمي لحرية الصحافة، والسعودية -التي تشن حربا عسكرية عدوانية على اليمن- تحتل المركز 170 في حرية الصحافة، إذ يعد النظام السعودي من أخطر الأنظمة في العالم التي تمثل خطورة على حرية الصحافة والإعلام ، ففي الداخل السعودي يتم اعتقال كل ما ينتقد تصرفات العائلة الحاكمة وسجنه، كما وضعت المملكة السعودية الصحفيين والإعلاميين اليمنيين في قائمة أهدافها العسكرية وشنت هجمات جوية على منازلهم وعلى مقار أعمالهم وارتكبت تصفيات تفوق أي تصور ، وعمدت إلى قطع رواتب الصحفيين العاملين في المؤسسات الإعلامية والصحفية الرسمية كذلك خلال ستة أعوام من عدوانها على اليمن.
وفيما يحل الثالث من أيار/ مايو -اليوم العالمي لحرية الصحافة- لهذا العام 2021 -والعالم يحتفل به كيوم سنوي حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونسكو)، وهو يوم (إعلان ويندهوك)، ففي الفترة بين 23 نيسان/ ابريل و3 أيار/ مايو عام 1991، نظم الصحفيون الأفارقة حلقة دراسية تحت إشراف منظمة اليونسكو في ويندهوك عاصمة ناميبيا من أجل تنمية صحافة إفريقية مستقلة، إثر ذلك أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب قرار رسمي عام 1993 يوم الثالث من مايو/ أيار، يومًا عالمياً لحرية الصحافة، ويحتفل الصحفيون بهذا اليوم لتذكير الأنظمة والحكومات بالكف عن تقييد حرية التعبير، وللتذكير بالصحفيين الذين فقدوا حياتهم بسبب مواقفهم الوطنية وانحيازهم للحقيقة والحقوق -فإن أكثر من 74 صحفيا وإعلاميا فقدوا حياتهم بسبب الغارات الجوية التي شنها تحالف العدوان السعودي الأمريكي على منازل الصحفيين ومقرات عملهم خلال ستة أعوام.
ولا تزال الحرب على الصحافة في اليمن مستمرة، واتحاد الإعلاميين اليمنيين إذ يعرب عن قلقه بشأن استمرار الهجمات السعودية على الصحفيين ووسائل الإعلام بشكل عام في اليمن، فإنه يدين الصمت الأممي تجاه استمرار التحالف السعودي الأمريكي وأتباعه في قطع مرتبات الصحفيين العاملين في مؤسسات الاعلام والصحافة، ومحاولة فرض إملاءات على الصحفيين والإعلاميين والضغط عليهم لاتخاذ مواقف تنافي الحقيقة والواقع مقابل حصولهم على مرتباتهم المتوقفة منذ العام 2016/م.
كما ينوه اتحاد الإعلاميين اليمنيين بأن الحرب على الصحافة والاعلام مستمرة منذ بدأت الحرب التحالفية التي تقودها “أمريكا والسعودية بمشاركة الإمارات ودول أوروبية عديدة وعربية” على اليمن في 26 مارس 2015، إذ تعرض الصحفيون للاستهداف المباشر من الطائرات الحربية التابعة للتحالف الذي يشن الحرب العسكرية على اليمن بقيادة وإشراف أمريكي ، وقد تعمد تصفية الصحفيين وإعلاميين خلال ستة أعوام في اليمن، على خلفية مواقفهم الوطنية وأدوارهم التي قاموا بها في كشف الفظائع والانتهاكات والجرائم المروعة التي حدثت في اليمن.
كما قتل تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي خلال الأعوام الستة “74 صحفيا وإعلاميا ” استهدفهم بالطائرات في منازلهم ومقار أعمالهم بشكل متعمد ومركز على الصحافة وحرية الكلمة والموقف.
وفي هذه المناسبة فإن اتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين استمرار صمت الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والاتحاد الدولي للصحافيين تجاه ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان وحصار من قبل التحالف الأمريكي السعودي وحلفائهما منذ أكثر من ستة أعوام تجاه ما يتعرض له قطاع الإعلام والإعلاميين في اليمن من استهداف مباشر وغير مباشر تندرج تحت الانتهاكات التي يجرمها القانون الدولي باعتبارها أعيان مدنية وصحافيين وإعلاميين يكفل لهم القانون الحامية ويعتبر استهدافهم جريمة حرب لا تسقط بالتقادم.
ويدعو الاتحاد الإعلاميين اليمنيين بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة 3 مايو، كافة المنظمات والهيئات الحقوقية والصحافية والإعلامية “الحُرة” في مختلف بلدان العالم إلى إدانة هذا الصمت واعتباره وصمة عار في جبين حرية الرأي والتعبير.
وترزح قوى تحالف العدوان إلى هذا الصمت المعيب، حيث تستمر في رفع وتيرة العدوان والحصار بحق قطاع الإعلام والإعلاميين اليمنيين، ويعتبر نفسه في مأمن من المساءلة القانونية خصوصا وأن المتصدر للدفاع عن جرائم قوى التحالف في اليمن هي الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد بلغ اجمالي الانتهاكات التي ارتكبتها قوى التحالف بحق قطاع الإعلام والإعلاميين 584 انتهاكا، حيث بلغ عدد شهداء الإعلام الوطني 74 شهيدا فيما بلغ عدد شهداء الإعلام الحربي 290 شهيدا.. بينما بلغ عدد جرحى الإعلام الوطني 25 جريحا.
وفي ما يخص المنشآت الإعلامية وملحقاتها فقد بلغ عدد المنشآت الإعلامية التي تم استهدافها استهدافا مباشرا مما أدى إلى تدميرها 23 منشأة إعلامية، واستهداف 30 برجا للبث والإرسال الإذاعي، واستنساخ 6 قنوات ومواقع إلكترونية.. وإيقاف بث 8 قنوات، وحجب وتشويش 7 قنوات، واختراق 3 مواقع إخبارية.. فيما توقفت صحيفتان رسميتان عن الصدور، ومنع 143 من الصحافيين العرب والأجانب “بحسب معلومات صادرة عن وزارة الإعلام”، كما عمد أتباعه إلى نهب مؤسسات صحفية مثل صحيفة الجمهورية في تعز التي قاموا ببيع معداتها في سوق سوداء، وكذلك صحيفة أخبار اليوم في عدن.. إضافة إلى إيقاف المئات من الحسابات على فيس بوك وتويتر ويوتيوب تابعة لمؤسسات إعلامية أو إعلاميين أو ناشطين وحقوقيين.
وقد أدى استمرار الحصار الجوي والبري والبحري المفروض من قبل قوى التحالف على اليمن إلى وفاة عدد من الإعلاميين بسبب عدم استطاعتهم السفر للخارج منهم الفقيد الزميل محمد يحيى المنصور رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ والذي توفي بسبب عدم استطاعته السفر للخارج لتلقي العلاج.. كما حالت قوى تحالف العدوان دون زيارة ممثلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية للدخول إلى اليمن؛ وذلك بهدف التعتيم على الانتهاكات التي ترتكبها قوى التحالف والحد من تأثير الرسالة الإعلامية الوطنية والإنسانية على المجتمع والرأي العام الدولي.
وبحلول اليوم العالمي لحرية الصحافة يعيش آلاف الصحافيين والإعلاميين اليمنيين وضعا اقتصاديا صعبا؛ حيث أدى استمرار الحصار والعدوان ونقل البنك المركزي إلى عدن إلى توقف صرف مرتبات موظفي الجهاز الحكومي منذ أكثر من أربعة أعوام، وتسريح المئات من العاملين في المؤسسات الإعلامية ونزوح العشرات منهم ولجوء عدد كبير إلى الخارج أو إلى أعمال مهنية غير الصحافة والإعلام.
إن هذه الجرائم والانتهاكات المرصودة والموثقة تؤكد أن التحالف السعودي لا يأبه لقواعد الحرب المتعارف عليها ولا يأخذ في عين الاعتبار القانون الدولي الإنساني والاتفاقية الدولية الخاصة بسلامة الصحفيين والإعلاميين واستقلاليتهم، التي تجرم استهداف الصحفيين ووسائل الإعلام، وتتعامل معها كأعيان مدنية لها حرمتها في الحرب والسلم.
إن اتحاد الإعلاميين اليمنيين وهو يجدد إدانته واستنكاره لهذه الانتهاكات، فإنه يدعو زملاء المهنة وهم يحتفلون باليوم العالمي لحرية الصحافة للعمل سويا باتجاه إعمال آليات المساءلة تجاه مرتكبي هذه الجرائم ومن يتستر عليها. وحتى لا تمر هذه الانتهاكات دون عقاب يؤكد الاتحاد مجددا على ما يلي:
1- تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للنظر في الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان الأمريكي السعودي والانتهاكات التي يمارسها بحق الصحافة والإعلام في اليمن ، وإحالة المتورطين إلى المحاكم الدولية المختصة.
2- مطالبة الأمم المتحدة واليونسكو بالعمل على اتخاذ مواقف صريحة وواضحة تجاه هذه الجرائم التي تنتهك القوانين الدولية.
3- الضغط على تحالف العدوان السعودي الأمريكي لرفع الحظر المفروض على الطيران وفتح مطار صنعاء أمام المرضى والمسافرين، والسماح للصحفيين اليمنيين والدوليين بالسفر وحرية التنقل من وإلى اليمن، وتأمين الحماية اللازمة لهم.
4- يطالب اتحاد الإعلاميين اليمنيين ، الأمم المتحدة بالضغط على دول التحالف السعودي الأمريكي الذي يشن الحرب على اليمن بإطلاق مرتبات الصحفيين والإعلاميين ، وإلزام الحكومة التابعة للرياض بصرفها فورا إذ أن أكثر من ألف وخمسمائة صحفي وإعلامي حرموا من مرتباتهم منذ العام 2016 بعدما قرر “هادي”بدعم من التحالف نقل وظائف البنك المركزي إلى عدن وقرصنة نظام السويفت وفرض حصار غاشم على البنك في صنعاء.
5- يدعو الاتحاد إلى العمل على إطلاق الأسرى والمحتجزين والمخفيين ، وعقد صفقة تبادل شاملة بين مختلف الأطراف ، ويشيد بالدعوات الإيجابية التي أطلقتها اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى بهذا الخصوص ، ويؤكد على ضرورة أن تستجيب بقية الأطراف لهذه الدعوات وإنجاز تبادل للأسرى والمعتقلين.
6- يشيد اتحاد الإعلاميين اليمني بمبادرة حكومة الإنقاذ في صنعاء في الإفراج عن عدد من الصحفيين والإعلاميين ، ويقدر توجيهات الأخ مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى بالإفراج عن معتقلي الرأي ومن حبسوا على خلفيات نشاطات صحفية وإعلامية ، ويعتبرها مبادرة إيجابية ومهمة ، ويطالب الأطراف الأخرى بإطلاق الصحفيين المخطوفين والمخفيين وإعادتهم إلى أسرهم.
صادر عن:
المكتب التنفيذي لاتحاد الإعلاميين اليمنيين
الاثنين / 21 /رمضان / 1442/هـ
الموافق 3 مايو 2021م
الجمهورية اليمنية – صنعاء