أبعاد توازن الردع الخامسة ومدلولاتها
عمليةٌ هجوميةٌ جديدةٌ هي الأولى من نوعها وتمثل عملية توازن ردع حقيقية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وهي عملية توازن الردع الخامسة التي اشتركت في تنفيذها وحدة الطيران ووحدة القوة الصاروخية استمرت لساعات ما يجعلها عملية واسعة وطويلة استهدفت أهدافاً حسَّاسة في العمق السعودي وشملت الرياض وأبها وعسير.
توقيت هذه العملية أتى بعد يوم واحد من مسيرات الشعب اليمني المليونية التي خرجت فيها الحشود في ما يزيد عن عشرين ساحة، طالب فيها المشاركون القيادة والجيش بالرد القاسي على استمرار الصلف العدواني بجرائمه البشعة تجاه الشعب اليمني بقصفه وحصاره واحتجاز المشتقات النفطية واستمرار حظره لمطار صنعاء وعلى تدخله السافر في معارك مأرب، كما جاءت هذه العملية المباركة بعد تصريح قوي لرئيس الاستخبارات العسكرية اللواء أبو علي الحاكم، مما جعل من هذه العملية ترجمة عملية لتوجّيـهات القيادة وتنفيذا لمطالب الشعب وهو ما يكسبها المشروعية المطلقة في حق الرد وحق الدفاع النابع من الإرادَة الشعبيّة الثابتة والواضحة والمعلنة أمام العالم بمختلف وسائل الإعلام.
أهداف هذه العملية تمثلت بمنشآت عسكرية مشروعة، مطارات حربية وقواعد عسكرية ينطلق منها الطيران الحربي للعدوان وغرف إدارة العمليات والسيطرة والتحكم ومنصات ووحدات الرادار والرصد إضافة إلى أهداف عسكرية أُخرى لم يكشف عنها الناطق الرسمي ولا العدوّ السعودي، وتم إصابة الأهداف إصابات مباشرة بدقة متناهية خلال زمن العملية الذي استمر من مساء السبت وحتى صباح الأحد، وتم تنفيذُ العمليةِ بصاروخٍ بالستي نوع (ذو الفقار) وخمسَ عشرةَ طائرةً مسيرةً منها تسعُ طائراتٍ مسيرةٍ نوع صماد 3 استهدفت مواقعَ حساسةً في عاصمةِ العدوّ السعودي الرياض.
وستّ طائراتٍ مسيرةٍ نوع قاصف 2k استهدفت مواقعَ عسكريةً في مناطقِ أبها وخميسِ مشيط وكانت الإصابة دقيقةً بفضل الله حسب تصريح الناطق الرسمي العميد يحيى سريع.
في هذه العملية المباركة تم تلقين النظام السعودي أقسى درس في لحظة لم يكن يتوقعها انعكست أول نتائجها بتوقف حركة الطيران في معظم مطارات العدوّ السعودي، وهو ما يدل على حالة الهلع والرعب الذي خيم على نظام الرياض؛ بسَببِ الصدمة التي ظل يتلقاها طوال ساعات العملية، وجعلته متخبطا كما بدا واضحًا عليه في تصريحاته.
فشل أنظمة الدفاع الجوي للعدو السعودي في التصدي للطائرات المسيرة وعدم تمكّنها من رصد الطائرات إلا وهي على مسافات قصيرة من أهدافها دفع القائمين عليها إلى إيقاف الرصد الآلي والاعتماد على الرصد والتحديد والإطلاق اليدوي لصواريخ منظوماتهم الدفاعية وهو ما زاد من فاعلية العملية بصواريخ منظوماتهم؛ كون تحويل منظومات الدفاع الجوي من النظام الآلي إلى النظام اليدوي يستلزم تفعيل خاصية الاستشعار الحراري للصواريخ وهو ما يجعلها تتجه نحو أول مصدر تستشعر حرارته وتستهدفه ونظراً لانخفاض المستوى الحراري للطائرات المسيرة فلا تستطيع الصواريخ اكتشافها إلا بعد انفجارها بهَدفِها فتتجه أغلبها لتستهدف الطائرة المشتعلة، وهو ما ضاعف من تدمير الأهداف المقصوفة بالطائرات المسيرة.
تم تنفيذ العملية على مراحل متتابعة وخلال ما يقارب العشر ساعات، وهو ما أكّـده أعلام العدوّ السعودي الذي ظهر التخبط والتضارب في أوله لعدم قدرته على تحديد نوعية سلاح الهجوم هل هو طائرة مسيرة أم صاروخ، الأمر الذي يعكس تدني كفاءة قوات دفاعه الجوي المستأجرة هذا من جهة، ومن جهة أُخرى فطول زمن العملية يعكس ثلاث حقائق هامة:
الحقيقة الأولى هي …………….للمتابعة انقر على الرابط التالي
✍️منير الشامي