“لايصدق “بالصور :الأسرى الأطفال لدى الجيش واللجان حكايات مؤلمة عن أسماء السماسرة وطريقة إجترارهم الى خطوط النار
استطلاع / رند الأديمي.
جريدة السلام السويدية
هنا في عاصمة الجمهورية اليمنية صنعاء-قمت بزيارة إستطلاعية مقصودة، إلى أحد مراكز الإيواء لأفتش في أزقته المريحة والمجهز نفسياً لقاطنية ،وجدته، يزدحم بعشرات الأسرى المجندين من قبل التحالف الناقم على اليمن ،
-يتجاوز عدد الوافدين الى هذا المركز 68 أسيراً وكلهم مادون سن الخامسة عشر.
سكن مريح وفصول دراسية وفريق خبراء نفسيين يهتمون بهم يحاولون جمعهم من اشلاء لإعادة بنائهم التي تبعثرت.
-الأطفال هنا في المركز مندهشون،.والصمت يملئ أعينهم،وقد غلف ذلك الإندهاش آلامهم ومعاناتهم بالطمأنينة والإستأناس وقربهم من أهلهم وذويهم .
-حاولت في هذة الجولة الإستطلاعية فتح ذاكرتهم لمعرفة سرهم وأسرارهم ، فكانت قلوبهم محشوة بقنابل الآلم والإنكسار والخيبة التي تجر خيبة،
ومن البداية نبدأ الحكاية، وسنرمز إلى النزلاء بحروف فقط رأفة منا بمشاعرهم وأهلهم المخدوعين،
-نقف إلى جانب الطفل الأسير الذي يبلغ من العمر14عاماً “م.ح”
ويبدأ حكاية معاناته بثمن قربة الدم التي تجاوزت ال 35 ألف ريالاً هي ثمن قربة الدم لتعتق روحه من الموت نتيجة ما يعانيه من تكسرات الدم” ولم يعلم أن مصيره كان الموت الحتمي في معركة لاناقة له فيها ولا جمل ، أو يقع أسيراً في يد الجيش واللجان الشعبية ،
تربع على وجهه الإصفرار وألالم تعتصره وهو يتحدث إلينا حاول بإختصار أن يحكي قصته ودمعته على خديه ،. بأن أمه ذات كانت تحتطب لتجمع القليل والفتات لأجل علاج تكسرات دمه ،
ثم أصيبت بمرض الصرع وفي أحدى الأيام قامت إلى التحطيب حتى سقط الفأس على قدميها فلم تستطع الحركة،.
وعلى لسان الأسير يقول : كنت أنا وهي لوحدنا أنا مصاب في تكسرات الدم ولا أتحمل الوجع، وأمي طريحة الفراش،ضاقت الدنيا أمامي بوسعها، فلم يكن الذهاب للجبهة إختيارياً بل كان إجبارياً أواجه به قدري مع الموت وقدري مع المرض ،.لم أذهب الى الجبهة مرفهاً،.فأنا لا أعرف شيء عن الحرب ولكن كان مقصدي هو المال لاغير،.
قريتي معزولة في (القفر) محافظة إب وكل الأطفال معي ذهبوا ليلقوا نفس مصيري،.
وهناك في القفر منادي الموت يتجول بإستمرار ليقنعنا للذهاب
مستغلاً أوضاع الناس الفقيرة ،
أبناء قريتي نصفهم قتلهم التحالف السعودي،. والناجيين هنا كما تروهم،.
وهنا لم يستطع الطفل الأسير أن يكمل حكايته وغادرنا ليسعف نفسه بقليل من الدم لتبقى حياته
والإعتذار كان شعاره .
-أنتقالنا بعد ذلك إلى لقاء آخر، كان مدمعاً بعد مأتم وعزاء ،مع أحد الأسرى “ع.أ ” لا يتجاوز 15 عاماً،.بعد خمسة أعوام من خروج والدهم من السجن ،.تفاجىء الأب بنبأ ذهاب أولاده لجبهة الحدود وبصورهم محروقين ،.فندبت الأم والأب و لم يعد لديهم أولاد
أقاما مراسيم العزاء لم يناما الوالدان من ذلك اليوم الذي رأيا فيه صور جثث أولادهم المحروقة،
حتى جاء والد الطفل الأسير قبل أيام إتصالاً من رقم غريب،..وكانت المفاجاءة سماع صوت ولده “ع.أ ” قائلا:يا أبي أنا لم أمت ولا أخوتي ماتوا إننا أسرى عند أنصار الله فهم يكرموننا وأنا بخير،..
لم يحتمل الأب أنفاسه، فغادر (القفر) وكر الخداع والمخدوعين ، مسرعاً ليلقى أولاده في صنعاء
وفي لحظة اللقاء سقط مغشياً باكياً حاضناً ولده حتى أنهمر الجميع في هذا المركز واجهشوا بالبكاء.
-قمنا بجولة قصيرة في مركز الإيواء لنلتقي “م.و” (الفقر والهروب من الواقع) ،.هكذا كانت الإجابة عند سؤالنا له وماكان منا إلا أن نقول له أكمل حكايتك ،.
حتى يقول : أنا من قرية (السدة) سرنا خلف منادي يقول (حيا على خير الموت) إلى أين لانعرف قيل لنا أنها خمسة الف سعودي ستكون مكافئتنا،.وبالرغم أني لا أعرف حمل السلاح ،.ولكن كان حلمي “بالموتور سيكل” دافعاً لأن اذهب لمواجهة المصير،.
كنت أتخيل أهلي وأنا قادماً إليهم (بالموتور) وهم يقولون ولدنا أصبح رجلاً لم أكن أحلم كثيراً سوى “بالموتور سيكل”!
فجاءة وجدت نفسي في صحراء يقال عنها (كتاف )من دون أي معرفة كيف أواجه وكيف أتصرف، وكان الموت يلاحقنا في الأرض من أمامنا،.وطائرات التحالف من السماء تقصفنا بشكل جنوني ،. حتى أنزل الله الرحمة والشفقة في الحوثيين الذي جأنا نحاربهم ولا ندري لماذا !!!فتعاطفوامعنا فيخبأونا تحت الشجر لينجو بنا
،. وأتذكر توجيهات واحد من ابناء الجيش واللجان ” الحوثيين”
كان يأمرنا بالانبطاح كلما حلقت الطائرة ،.وأستطرد حديثه قائلاً انصار الله أنقذونا كثيرا !
-وهنا بين أيدينا “عامل صغير يمني في نجران”
الحديث طال معه وكان ماعلينا إلا أن نحتصر لكم مسافاته ،.منذ دخوله نجران قبل فترة تهريباً وتم القبض عليه والرمي به على متم باص نقل جماعي إلى الوديعة ،. وطلب منه الذهاب إلى لواء الفتح حتى يعطوه المال والراتب،.فتم قطع المسافات وسط الصحراء لنصل إليه ووجدوا أنفسهم مجندين إجبارياً في مواجهة الجيش واللجان ، بعد دخولهم اللواء التابع لرداد الهاشمي ،وفي تمام الساعة 11 مساءاً تمت المواجهة( حتى واجهونا فجراً
ولكن كان خيراً كبيراً فبعد المعاناة أصبحنا الآن أحسن حالاً ونحن آسرى ! (على لسان العامل اليمني الصغير في نجران)
-وقفنا على أعتاب بوابة الإيواء ليستوقفنا حلم التعليم ل “ط.ى” وكأنه لايصدق أنه نجى من الموت أقرنائه عبث بهم الموت ،.وقصته هي ذات القصة،” الفقر والعامل الإقتصادي”
قصة الهروب من رمضاء الفقر إلى خطوط النار والغارات الحارقة
سألته :ماذا تحلم؟
هو: لاأحلم .
أنا: لماذا؟
هو: نحن لانحلم .
أنا: بماذا تفكر الآن؟
هو: أفكر أن أدرس ،أدرس فقط!
أنا: كيف تم تهريبكم؟
هو:من رداع حتى البيضاء حتى مأرب حتى الوديعة!
ختاماً:عبّر القائمون على المركز إهتماماتهم بالأسرى، فأغلب الأسرى أطفال لم يتلقو التعليم الإبتدائي،
أمّن المركز للأسرى الأطفال بإشراف اليونسيف وأنصار الله،
السكن الداخلي وفصول الدراسة والتأهيل التربوي والنفسي وفريق خبراء،.
ولا سامح الله سماسرة الموت .