خلافات حكومة شرعية الفنادق تتفجر وتظهر في السطح
تتصاعد حدة الصراع بين اجنحة “الشرعية” مع اقتراب موعد تنفيذ اتفاق الرياض، الذي من شأنه ازاحة الكثير من الوجوه، وقد بلغت الساعات الماضية ذروتها، فهل نشهد مواجهة، أم فقط مجرد ردة فعل لا اكثر
في عدن، يواصل رئيس حكومة هادي، معين عبدالملك، الذي اخضعته الامارات لحماية اتباعها في الانتقالي، تفكيك شبكة ما وصفها بـ”منظومة الفساد” وهو بذلك يقصد مكتب هادي ومحيطه نظرا للخطوات التي قام بها حتى الان وإن كانت تخدم بالمقام الاول ابوظبي.
على مدى شهر من عودته إلى المدينة التي انتهت لتوها من معارك طاحنة بين الانتقالي وقوات هادي، فاز بها اتباع الامارات، وجه عبدالملك، اقوى الضربات لبطانة هادي، على راسهم نجله جلال ونائب مدير مكتبه للشؤون الاقتصادية، رجل الاعمال المعروف، احمد العيسي، بداية بإنهاء هيمنتهما على شراء الوقود وبيعها لمحطات الكهرباء وصولا إلى وقف خدمات شركة الجزيرة للمقاولات والخدمات النفطية التي تتبعهما وكانت تتكفل بتوريد الوقود للسوق اليمني، وهذه الخطوة اعادت لخزينة الدولة بحسب عبدالملك مليارات الريالات ابرزها نحو 25 مليون دولار من بيع الوقود لمحطات كهرباء عدن فقط التي تستهلك بما قيمته 40 مليون دولار شهريا وكانت الحكومة تدفع 65 مليونا مقابله.
لم تنته منظومة العيسي وهادي بعد، فلا زال ثمة الكثير، وابرزها مطار عدن الذي اصدرت حكومة هادي قرار بتعين مدير جديد له، ومن شأن هذه الخطوة اجهاض مخطط العيسي ونجل هادي اللذان ارسلا في وقت سابق معدات وتجهيزات، للاستحواذ على الخدمات الارضية في المطار، كما أن هذه الخطوة تصب في مصلحة السعودية التي طردت كافة الفصائل المحلية من المطار وبدأت اعادة ترميم تمهيدا لتشغيله، عبر شركة خاصة.
لا تزال مهام عبدالملك التي كلف بها من التحالف كما يقول كبيرة ، فشبكة المصالح التي ابرمت خلال 5 سنوات من عمر الحرب علي اليمن لا تزال معقدة كما يقول وهو في ذلك يشير إلى التحالفات التي بدأها العيسي خارج منظومة مكتب هادي الذي يتوقع الاطاحة به في اية جولة مفاوضات قادمة، واخرها اشهار الائتلاف الوطني الجنوبي في شبوة في خطوة وصفت بانها تحالف سياسي – اقتصادي مع الاصلاح خصوصا مع استئناف العيسي لتصدير نفط المحافظة التي يهيمن على الكثير من حقولها.
ثمة ما هو اخطر من العيسي ، داخل حكومة هادي، لم يخفيه حتى عبدالملك الذي يديرها وتتمثل بمنظومة الفساد في اروقة حكومته، اولها وزارة الداخلية التي قال انه حقق عائد منها يتجاوز المليار والـ300 مليون ريال خلال شهر، فهل يتجه عبدالملك للكشف عن بقية الفساد الذي يشمل نهب للنفط والغاز وتعينات عائلية ونهب منظم للمال العام، أم ان العملية فقط تستهدف خصوم الامارات والضغط عليهم للقبول بالأمر الواقع الذي فرضته الرياض في نوفمبر الماضي؟
فعليا لا شيء له علاقة بمكافحة الفساد، فكل المؤشرات التصعيدية لحكومة هادي واخرها التلويح بقانون مكافحة الارهاب وغسيل الاموال الذي اعلنها وزير المالية المقيم في عدن، وحتى اعلان رئيس الحكومة عدم علاقته بأية اتفاقيات يبرمه الجبواني مع تركيا، تؤكد بان الهدف تحجيم طموح هؤلاء بالعودة إلى السلطة لا اكثر لكن ماذا عن مواقف هؤلاء؟
على ارض الواقع ثمة تحركات عسكرية لهؤلاء الذين يقودون منذ اغسطس الماضي معركة ضد الانتقالي ويناطحون الرياض ايضا، لكن هذه القوات التي تتمركز في عدن وشبوة تظل في الاخير مجرد ورقة ضغط ولا تشكل ثقل عسكري وهي مجرد اداة لا اكثر للإصلاح الحزب القوي الذي يتخذها كغطاء لتحركاته وقد يتركها تواجه مصيرها بمجرد ابرام اتفاق سياسي يضمن فيه مصالحه في شبوة وحضرموت.
تتعدد الصراعات المحلية في جنوب اليمن، وتتسع مع اقتراب استحقاق تنفيذ اتفاق الرياض ومساعي الكل للبحث عن موطئ قدم في المستقبل، لكن يبقى الهدف من هذا كله تمكين التحالف الذي استعان لتوه بقوات امريكية لفرض اجندته بعد ان فشل في السيطرة على اتباعه الذين يتهمون منذ سنوات باستنزافه.
الخبر اليمني