عطوان : هل يُلوّح نِتنياهو بالتدخّل في اليمن بعد تحذيره من منصّات صواريخ إيرانيّة في مَدخل البحر الأحمر تُهدِّد كيانه؟
لنَدع المُظاهرات والاحتِجاجات اللبنانيّة جانبًا، ليس لتَراجُع زخًمها قليلًا بعد نُزول الجيش إلى الشّوارع والميادين لإزالة الحواجز، وإنّما لأنّ عُنصرًا جديدًا دخَل على الخَط يتمثّل في إرسال دولة الاحتلال الإسرائيلي طائرةً مُسيّرةً حلّقت ظُهر (الخميس) فوق الجنوب اللبنانيّ (قُرب النبطيّة) وجَرى التصدّي لها بالدّفاعات الأرضيّة وإجبارها على الهَرب.
هذه ليسَت الطّائرة المُسيّرة الأُولى التي تُرسلها الدولة العبريّة لاختراق الأجواء اللبنانيّة، ولكنّها الأولى التي لم يتم إسقاطها على غِرار ثلاث أو اربع طائِرات أُخرى تجرّأت على هذا الاختِراق في الأسابيع الأخيرة.
الجيش الإسرائيليّ اعترف أنّ صاروخًا مُضاد للطّائرات جرى إطلاقه باتّجاه هذه الطّائرة وادّعى أنّه لم يصبها، بينما قالت قناة “الميادين” المُقرّبة من “حزب الله” أنّ الطّائرة أُصيبَت وسقَطت فِعلًا.
بغَض النّظر عن صحّة الرّوايتين من عدَمها، فإنّ حالة من التوتّر تتصاعد حاليًّا على أكثر من جبهةٍ، ومن يُتابع الصّحف العبريّة في اليومين الماضيين، وما نَقلته من تصريحات على لِسان إفيف كوخافي، رئيس الأركان، وتُوحي بأنّ الحرب قد تكون وشيكةً على أكثر من جبهةٍ، يلمِس حالةً من القَلق والتوتّر، خاصّةً إذا علمنا أنّه جرى إعلان حالة طوارئ في هذا الجيش مُنذ الأحد الماضي.
الجِنرال كوخافي تحدّث عن احتمالات الانزلاق إلى حربٍ على أكثر من جبهة، ووصف الموقف على هذه الجبَهات، سواء في الشّمال مع “حزب الله”، أو في الجنوب مع قِطاع غزّة، أو الشّرق مع الحشد الشعبي العِراقي، أو حتى الجنوب في اليمن، بأنّه مُتوتّر، والهُدوء خاصّةً على الجبهة اللبنانيّة مُضَلِّل ويتّسم بالغُموض.
***
هُناك عدّة اعتبارات عسكريّة وسياسيّة يُمكن أن تكون الأسباب الرئيسيّة لهذا القَلق: