الحوثيون ينسحبون من ميناء الحديدة، والأمم المتحدة،ترحب والسفير البريطاني يؤيد والشرعية تشكك
.
جريدة السلام – عبدالرزاق الباشا
بينما يبحث المبعوث الأممي إلى اليمن السيد (مارتن غريفيث) عن السلام الوهمي في اليمن فقد ،.وجد ضالته في الحديدة، حتى يجني من وراء مساعيه جائزة (نوبل للسلام) حيث بدأ مشواره من إتفاقية ستكولهوم الذي مر عليها اكثر من خمسة أشهر تقريباً وعدم تنفيذها،..والتي كانت غامضة لايعرف خيوط لعبتها إلا من حاكها بإحتراف ،.وهاهي تنكشف اليوم ويتم تنفيذها على أرض الواقع،..
وكعادته قبل كل جلسة لمجلس الامن يقوم (غريفيث) برحلته المكوكية
بصورة مفاجئة وغير مرتقبة إلى اليمن ليفتتح أول مأدبة إفطار رمضانية في صنعاء ،.ليقنع العالم أن كل شيء على مايرام ،وأنه سعى و مازال يسعى وسيظل يسعى،..على الرغم أنه لايوجد أي شيء على أرض الواقع سواء،إقتتال يومي وضحايا يمنيين ،وأمراض متفشية ونقص في الدواء، وإنقطاع مرتبات ،.ويزداد الحال أسواء من وقت إلى آخر،نتيجة المماطلة الأممية لحسم الموقف .
**وبعد لقاء (غريفيث) قيادات حوثية في صنعاء ومغادرتها،.أعلن الحوثيون أنهم سينسحبون من ميناء الحديدة والصليف ورأس عيسى،
وأشار المكتب السياسي (لانصار الله) في بيان رسمي، إلى أن هذه الخطوة الأحادية تعكس جديتهم على تنفيذ إتفاق ستوكهولم والحرص على إنجاح مساعي السلام، وتحقيق الأمن والإستقرار وتجنيب الشعب اليمني وأبناء الحديدة ويلات العدوان وتداعياته الإنسانية وآثاره الكارثية،..وطالب البيان الأمم المتحدة بضرورة الضغط على طرف العدوان لاتخاذ خطوات مماثلة بما يسهم في تنفيذ اتفاق ستوكهولم وتحقيق السلام،حسب البيان.
**وكان أول من بارك ورحب بذلك الإنسحاب الأحادي- الأمم المتحدة-
في بيان لها بإنها ستشرف على عملية إعادة الانتشار الأحادي الجانب
ولم يذكر البيان أي خطوة مماثلة من جانب القوات الموالية للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا التي يتوقع أن تترك أيضاً مواقعها على مشارف مدينة الحديدة في مرحلة الإنسحاب المبدئية، قبل تنفيذ مرحلة ثانية ينسحب فيها الطرفان لمسافة أبعد.
وأشار رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار(مايكل لوليزغارد) إلى أن هذه الخطوة العملية هي الأولى على أرض الواقع منذ إبرام اتفاق الحديدة في ديسمبرالماضي،..وأن من شأن هذا الإنسحاب،أن يسمح للأمم المتحدة القيام بدور قيادي في دعم مؤسسة موانئ البحر الأحمر وإدارة الموانئ وأن يحسن من عمليات تفتيش المنظمة الدولية للشحنات.
**من الجانب الآخر قال رئيس اللجنة الحكومية التابع للشرعية في لجنة التنسيق المشتركة لإعادة الإنتشار في الحُديدة اللواء (صغير بن عزيز) إن أي عملية أحادية لإعادة الانتشار في محافظة الحديدة غرب اليمن دون رقابة وتحقق مشترك، تعتبر تحايلاً على تنفيذ الإتفاق ومسرحية هزلية كسابقتها.
حتى جاء الرد على ذلك التصريح من قبل رئيس الوفد الحكومي على لسان وزير الخارجية البريطاني (جيرمي هنت) إن بدء إنسحاب الحوثيين من موانئ الحديدة تحت إشراف الأمم المتحدة، “بوادر مشجعه لإنهاء أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
كما سخر السفير البريطاني لدى اليمن( مايكل أرون)، من الانتقادات الموجهة لخطوة الحوثيين الأحادية للإنسحاب من موانئ الحديدة تنفيذاً لعملية إعادة الانتشار وفق ما خرجت به تفاهمات السويد.
وقال السفير (آرون )في تغريدة على حسابه بموقع تويتر ” يبدو أن المتهكمين اليمنيين الذين ينتقدون كل ما يفعله الطرف الآخر (أي الحوثيين) حتى لو كان إيجابياً،
*******
ولهذا يرى بعض المراقبين السياسيين أن الإنسحاب الحوثي من ميناء الحديدة والصليف ورأس عيسى ،.من عدة زوايا.
* فهناك من رسم المشهد التخبطي لدى القوى السياسية داخل الشرعية من حيث الصدمة التي لحقت بهم من هذا الإنسحاب الأحادي من قبل الحوثيين بموافقة أممية وتأييد بريطاني،.. بأن ممثلي الشرعية لم يدركوا شروط وإتفاقية السويد،وأنهم يفتقرون إلى الحس السياسي وأسلوب التحاور والحوار والمغزى من إتفاقية (ستوكهولم) التي أخذت ونقصد هنا (الشرعية) مقلباً لم تدركه إلا عند التنفيذ على أرض الواقع والذي لم يدركه إلا القليل ،.وخاصة بعد الإجتماع الأخير في عدن بشأن تنفيذ إتفاق إعادة الإنتشار في الحديدة ،بين الوفد المفاوض للشرعية وكبير المراقبين الدوليين الجنرال (الدنماركي لوليسغارد)،…الذي وصف الإجتماع (صادق دويد) عضو الفريق المفاوض للشرعية بالإيجابي
الذي لخص نتائج الاجتماع بالنقاط التالية .
النقطة الأولى: إطار زمني محدد لتفعيل UNVIM ( آلية التحقق والتفتيش).
النقطةالثانية: الإطار الزمني لإزالة الالغام والمظاهر المسلحة.
النقطة الثالثة: آلية الإشراف على واردات الموانئ.
النقطة الرابعة : الإطار الزمني لاستكمال المرحلة الاولى.
* وهناك من رأي إن الانسحاب الحوثي الذي يهدف إلى السلام لا يتحقق بإعلانات أحادية الجانب، وإنما بحسن النية والتعاون والالتزام بالإتفاقات والمرجعيات التي قامت عليها، وأنه من المخجل أن يتواطئ ممثلوا الأمم المتحدة مع الحوثيين للتغطية على إخلالها بمسؤوليتها تجاه القرارات الأممية.( 2216) ومفهوم الإنسحاب الوحيد هو إنسحاب الحوثي لصالح الشرعية،.. عدا ذلك،.مخالفة للقرارات الأممية وخديعة غير مقبولة سرعان ما تنكشف، وتطيل فترة الحرب ولا تصنع السلام.
*هناك من قرأ الإنسحاب الأحادي من قبل الحوثيين ،بأنه مناورة حوثية جديدة تحت غطاء أممي، بعد الضغوط الدولية وتحديد يوم 15 مايو من الشهر الجاري التي حددتها الرباعية الدولية،.واجتمعت قبل أسبوع تقريباً من ذهاب غريفيث إلى صنعاء ( امريكا- بريطانيا- السعودية – الامارات) ،وأن تكون المناورة الحوثية الجديدة إنسحابا شكلياً لكسب الوقت والدخول من جديد في حكاية طبيعة الانسحاب وجديته لعدة أشهر أخرى.
*بينما قرأ آخر التصرف الذي أقدم عليه الحوثي من الأنسحاب الأحادي هي طبخة حوثية مع الامم المتحدة وخاصة وأن مجلس الأمن سيعقد في 15 مايو بشأن اليمن ويكون المبعوث الأمم (غريفيث )قد رصد آخر التطورات،.وبأن أنصار الله قد أنسحبوا من (ميناء الحديدة والصليف ورأس عيسى) من طرف واحد حسب إتفاقية السويد،.. الذي شكك فيه الطرف الحكومي ووصفه بالمسرحية المتكررة .. حتى يتسنا لمجلس الأمن إصدار قرار دولي يدين فيه الشرعية والزامها بالإنسحاب من الحديدة .
** وهنا إستنتاج أخير أقرب إلى الواقع وأرجح إلى الحقيقة من مفاضات
(ستوكهولم )والإنسحاب الأحادي للحوثيين ،من (ميناء الحديدة والصليف ورأس عيسى) بأنه تنفيذ لمخرجات إتفاقية السويد التي لم يعيها وفد الشرعية ،.حيث وأعلن الوفد الحوثي من حينه، أنه لن ينسحب وإنما سيسلمها لقوات خفر السواحل اليمنية وتكون تحت إشراف أممي لاغير .
وهذا الرأي المرجح لدى المتاعبين عن كثب لتداعيات القضية اليمنية وخاصة ماتم عليه في إتفاقية السويد وقراءات ماوراء الأحداث .
وإن كذب روايات الشرعية وتدليسها،.ليس له نهاية ،وصدقت روايات الحوثي مباشرة من بعد إنتهاء جلسات (ستوكهولم )،..والذين أثبتوا للداخل والخارج أفضليتهم في التفاوض وماذا يريدون وكيف يصلون لهدفهم وبالتالي تربع الخسران على كرسي الشرعية ولاحت بوادر النصر للحوثيين في كل النواحي سياسياً وعسكرياً واعلامياً .
والله من وراء القصد
الكاتب والاعلامي
عبدالرزاق الباشا
اليمن – صنعاء