بالدليل القاطع السعودية هي التي احتجزت خاشقجي واغتالته
ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين وأتراك قولهم إن التسجيلات تتضمن دليلا واضحا على أن فريقا أمنيا سعوديا احتجز خاشقجي لدى وصوله إلى مقر القنصلية، ثم قتله وقطع أوصاله هيئة علماء السعودية تدعو الوقوف امام البغي وشركات ومستثمرين يرفضون الاسثمار في السعود.
وأوضح المسؤولون أن التسجيلات الصوتية، على وجه الخصوص، تقدم “بعضا من أبشع الأدلة وأكثرها إقناعا حول مسؤولية الفريق السعودي عن وفاة خاشقجي”، بحسب الصحيفة.
وتنفي السعودية صحة المزاعم بشأن تورطها في اختفاء خاشقجي قبل عشرة أيام.
واشتهر خاشقجي، الذي ساهم بمقالات في واشنطن بوست، بانتقاداته لبعض السياسات السعودية في الفترة الأخيرة.
وكان يعيش في منفى اختياري بالولايات المتحدة منذ مغادرته السعودية العام الماضي.
“قلق” سعودي
وقال السفير السعودي في لندن محمد بن نواف لبي بي سي إنه يشعر بالقلق بشأن مصير خاشقجي، لكنه فضل عدم التعليق على اختفائه قبل نتائج التحقيق في الحادث.
واستطرد معقبا على سؤال بشأن اختفاء الصحفي بصورة غامضة: “نشعر بالقلق بشأن جمال. ثمة تحقيق جار، ومن السابق لأوانه التعليق قبل أن نرى نتائج التحقيق النهائية”.
وفي الولايات المتحدة، أعلنت وزارة الخارجية أن سفير الرياض لدى واشنطن غادر إلى السعودية، وأنه من المتوقع أن يعود بمعلومات بخصوص الحادث.
وتطالب تركيا الرياض بالكشف عن تسجيلات كاميرات المراقبة في يوم زيارة خاشقجي للقنصلية السعودية في الثاني من الشهر الحالي.
وتحدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المسؤولين السعوديين من قبل، مطالبا إياهم بإثبات صحة روايتهم بشأن اختفاء الصحفي.
وأعلنت أنقرة الخميس موافقتها على طلب الرياض تشكيل فريق تحقيق مشترك بشأن القضية
هيئة علماء السعودية: جريمة خاشقجي مدبّرة
دعت هيئة علماء السعودية إلى “الوقوف بوجه البغي”، في إشارة إلى ممارسات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وذلك تعليقاً على قضية إخفاء الصحفي السعودي الشهير، جمال خاشقجي.
جاء ذلك في بيان نشرته الهيئة، وصفت فيه حادثة اختطاف وقتل خاشقي بـ”الجريمة التي تعبّر عن الوجه القبيح للفاعل والمدبّر والآمر لها”.
وأكّدت أن ما حدث مع خاشقجي “مخالفة لجميع الأديان والشرائع”، مشدّدة على أن هذه “الجريمة خرجت عن مقتضيات الأعراف والمروءات”، على حدّ وصفها.
وقالت الهيئة: إن “على العلماء والدعاة والكتّاب والجمعيات الشرعية الدعوية بالسعودية الوقوف في وجه البغي الذي طال الأبرياء من العلماء، لا لشيء سوى أنهم رفضوا مداهنة الطغاة وقالوا كلمة حق”.
وكشفت قناة “الجزيرة”، ، أن خاشقجي قُتل من قبل فريق اغتيال سعودي مكوّن من 15 شخصاً، داخل مكتب القنصل العام السعودي، محمد العتيبي.
ومنذ صعود بن سلمان إلى سدة الحكم في السعودية، زجّ بالمئات من نشطاء في حقوق الإنسان ودعاة وصحفيين بالسجون، ومنع أي صوت معارض له.
وواجهت السعودية إدانات دولية وحقوقية واسعة؛ بسبب حملات الاعتقالات المتواصلة لها، كان أبرزها من ألمانيا وكندا، وأدّت إلى تدهور العلاقات بينها وبين الأخيرة.
شركات وشخصيات عالمية تضع قضية خاشقجي فوق عقود الرياض المغرية
وذكر الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون، أمس الخميس أن مجموعته “فيرجن غروب” ستعلق محادثاتها مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي بشأن استثمارات مقررة حجمها مليار دولار في مشاريع المجموعة في الفضاء.
وقال برانسون إنه سيعلق عمله في إدارة مشروعين سياحيين سعوديين بمشروع “نيوم” الاقتصادي، الذي تبلغ كلفته 500 مليار دولار، كما ستعلق مجموعته محادثاتها مع صندوق الاستثمار السيادي السعودي حول استثمار بمليار دولار في شركات المجموعة.
كما أعلنت مؤسسات ورموز إعلامية مقاطعتها مؤتمر مستقبل الاستثمار المقرر عقده في السعودية خلال الشهر الجاري، والذي يجتذب نخبة قطاع الأعمال وكبار مستثمري “وول ستريت”، إضافة إلى تعليق شخصيات عامة بريطانية وأمريكية شراكات اقتصادية مع السعودية على خلفية القضية ذاتها.
وأعلنت “أوبر” انسحابها من المؤتمر، ويعد موقف الشركة الأمريكية ذا أهمية بالغة، كون السعودية ضخت استثمارات بقيمة 3.5 مليار دولار في الشركة منذ 2016.
كذلك ذكر المذيع الأمريكي أندرو روس سوركين في شبكة “سي إن بي سي”، والذي يعمل أيضا صحفيا اقتصاديا بنيويورك تايمز، أنه لن يحضر مؤتمر السعودية الاستثماري.
وأفادت المتحدثة باسم صحيفة “نيويورك تايمز” إيلين ميرفي بأن الصحيفة قررت الانسحاب من رعاية المؤتمر. وقالت صحيفة “فايننشال تايمز” إنها تراجع مشاركتها في الحدث كشريك إعلامي.
كما قرر الملياردير ستيف كيس أحد مؤسسي “إيه أو إل”، أن ينأى بنفسه عن السعودية، قائلا إنه لن يحضر المؤتمر. وأنهت “هاربور غروب”، وهي شركة أمريكية تقدم خدمات استشارية للسعودية منذ أبريل 2017، أمس الخميس عقدا مع السعودية حجمه 80 ألف دولار في الشهر، وقال عضوها المنتدب ريتشارد مينتز “لقد أنهينا العلاقة”.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول في