عودة الإحتجاجات للمهرة بعد توقفها مايقارب شهرين وحكومة هادي تستخدم التحالف كعصا تفريق
عادت الاحتجاجات الشعبية إلى محافظة المهرة الحدودية، أقصى شرق البلاد، بعد شهرين من تعليق الاحتجاجات، اثر التوصل إلى اتفاق بين المحتجين من جهة، وقيادة القوات السعودية في المحافظة من جهة أخرى.
و أكد الشيخ سالم الحريزي، القيادي في المجلس الأعلى لأبناء المهرة و سقطرى، عودة الاحتجاجات في المحافظة. محذرا من تحويل سواحل محافظة المهرة إلى معسكرات سعودية.
و أمس الأحد قال مصدر في لجنة الاعتصام أن الاعتصام قد يعود بعد انتهاء المهلة المحددة لتعليق الاعتصام. مشيرا إلى أن الاتفاق الذي تم التوصل اليه قبل شهرين مع القوات السعودية تعرض لكثير من الخروقات.
و خلال الشهرين الماضيين، عمدت القوات السعودية إلى استحداث “16” موقع و نقطة تفيش مستحدثة في مديريات محافظة المهرة، ما أثار غضب المجتمع، خصوصا في مديرية المسيلة، التي منع فيها الأهالي، القوات السعودية من نقل أفراد إلى موقع مستحدث الأسبوع الماضي، بعد قرابة اسبوعين من منعهم استكمال انشاء الموقع.
و تشهد مديرية المسيلة منذ الأسبوع الماضي اعتصاما في مركز المديرية، يطالب برفع الثكنات العسكرية من المديرية، و التي ضيقت على الأهالي، خصوصا الرعاة الذين منعوا من الرعي في محيط المواقع المستحدثة و عرقلة تناقلاتهم من قبل القوات السعودية.
و ارجع الشيخ الحريزي عودة الاحتجاجات إلى دعوة لجنة الاعتصام، التي رفعت تعليق الاعتصام الذي استمر شهرين، بعد الخروقات التي تمت خلال الشهرين الماضيين للاتفاق السابق.
و أشار الحزيزي، والذي اقيل من منصبه كوكيل لمحافظة المهرة لشئون الصحراء، إلى أن أبناء المهرة سيستخدمون كل الوسائل السلمية لمواجهة تجاهل السعودية و السلطة المحلية لمطالب أبناء المحافظة. مشددا على موقفه المؤيد لأبناء المحافظة في احتجاجهم السلمي.
و باتت المواقع السعودية منتشرة في محافظة المهرة، البعيدة عن الحرب التي تشهدها البلاد،، حيث تنتشر عشرات المواقع العسكرية السعودية في سواحل المهرة، و التي حولت إلى ثكنات عسكرية، ما أعاق عمل الصيادين، حيث تنتشر المواقع السعودية على طول سواحل المهرة من الدمخ و حتى حوف.
و بدأت الاحتجاجات في مديرية المسيرة بشكل رسمي، اليوم الاثنين، بعد اعتصام رمزي في مركز المديرية الاسبوع. حيث قدم إلى الساحة الواقعة خلف معسكر سعودي بالمديرية، من مديريات حوف و شحن و الغيضة و حصوين و قشن و سيحوت و المسيلة.
و أكد الشيخ الحزيزي، أن الاعتصام في المسيلة يأتي اعتراضا على تواجد القوات السعودية في سواحل المهرة. مشيرا إلى أنها أصبحت مركز للقوات السعودية.
و تقوم السعودية بمسوحات و دراسات في سواحل المهرة قرب ميناء نشطون لإنشاء ميناء نفطي، لنقل نفطها عبر البحر العربي، بعد أن قامت بمسوحات سابقة لإنشاء أنبوب نفطي يعبر الأراضي السعودية إلى أطراف محافظة حضرموت، مرورا بعدة مديريات في المهرة، حتى ميناء نشطون.
و يتم كل ذلك بمباركة السلطة المحلية في المهرة و حكومة هادي، و اللتان تستخدمها السعودية كعصا غليظة لقمع الاحتجاجات الشعبية الرافضة للتواجد السعودي.
و كانت الاحتجاجات السابقة قد اتخذت من احدى الساحات في مدينة الغيضة عاصمة محافظة المهرة مقرا لها، و نادت بإخراج الثكنات العسكرية من المحافظة، غير أنها علقت لمدة شهرين بعد توقيع الاتفاق مع القوات السعودية، لكن الخروقات التي قامت بها القوات السعودية، خصوصا في مديرية المسيلة، أدت إلى عودة الاحتجاجات بعد انتهاء فترة تعليقها، و لكن هذه المرة في مديرية المسيلة.