رأي حول مايجري في تعز
بقلم : محسن الجمال
تعز الحالمة.. تعرف بطيبة أهلها وناسها باعتبارهم الاكثر شريحة متعلمة ومثقفة في وطننا الحبيب لكن ما بال حال تعز هذه الايام التي يريدون من باعوا دينهم وضمائرهم ووطنيتهم وانسانيتهم بأموال سعودية مدنسة تحويلها من الحالمة الى الظالمة والحارقة ويريدون تشويه سمعة أبنائهم عبر عملاء ومرتزقة وخونة ومأجورين أوفدوا اليها لينفذوا أبشع الجرائم الانسانية باسم أهل تعز وهذه المدينة الحالمة بريئة منهم.
لكننا نعلم علم اليقين أن تعز العز والثقافة والمدنية لا يمثلها أولئك الارهابيين والدواعش ففيها الكثير من الشرفاء وأصحاب الضمائر الحية ومن يحملون أخلاق الاسلام السمحاء ودعاة العلم والمدنية،
فالذي يظهر جليا على صورة الجزار الذي كان يتفنن في التمثيل بجثة أحدهم في الشارع هو المرافق الشخصي للمجرم حمود المخلافي بطل المقاولة للذبح والسحل والحرق والنهب في محافظة تعز تحت عدة عناوين باسم انه كان قناصا.. فالحديث عن القناص كان موال المواجهات حول ساحات الاعتصامات في 2011م عندما كانوا يصوبون رصاصاتهم الحية على المعتصمين العزل من السلاح.. أما في المعارك فكل من حمل السلام فهو قناص من الطرفين.. لكن في خضم محرقة تعز وحرق عدد من أهلها البعض من الابواق الناعقة من حملة الاقلام المأجورة ومرتزقة الاعلام واصحاب الصحف الصفراء تتجسد داعشيتهم تحت اقنعة عديدة لتبرير جريمة سحل وإحراق المدنيين من أبناء محافظة تعز أو غيرها من تلك الاعمال الشنيعة اللااخلاقية واللادينية رغم بشاعة ووحشية الجريمة التي أصبحت كابوسا مزعجا في المنام حيث لا يطاق تحملها يمارس بعض الاعلام التافه والمغرض تبريره لتلك الجريمة بطريقة خبيثة ولئيمة وان كان لابد فللحرب أخلاق وقيم يفترض ان يلتزم بها المحارب مهما كان انتماؤه.
فلا غرابة إذاً.. المنهجية: هي.. هي.. والخطة الأمريكية الصهيونية الممولة سعوديا وخليجيا تطبق عبر أذنابهم في وطننا فقد سحل واحرق قبلهم العديد من الجنود والمدنيين مثلما أحرق الطيار الاردني معاذ الكساسبة من قبل داعش قبل أشهر حينما تفاجأ ورأى من على طائرته بأن من تدعي انها تحارب داعش هي ترمي لهم أسلحة وعتادا فأبلغ بما رأى فتم استهداف طائرته وتم حرقه فهو نفس المنهج الذي يعامل به اليوم الاسرى والمدنيون في محافظة تعز قتلا ثم حرقا وسحبا في الشوارع بربطهم الى مؤخرات السيارات والدراجات النارية.
ان ادانة هذه الجرائم مسؤولية وطنية واخلاقية واي انسان لابد أن يكون له فيها رأي بشكل صريح وعلني ومن يصمت إزاء هذه الجريمة فليس فيه كرامة او يحمل صفات رجولة او انسان يمني يحمل هذه الهوية.
ان المجزرة التي حصلت بحق اسرة آل الرميم والتي تتكون من 23 فردا بينهم الاطفال والنساء والمسنون رجالا ونساء لم ترع ضمائرهم فتم قتلهم بالهوية إضافة لعملية الذبح والسحل التي وقعت بحق ستة أفراد من ابناء صبر ومثل هذا عمل اجرامي وحشي وفعل لا انساني ولا اخلاقي من هم دواعش ويطلقون على انفسهم بأنهم مقاومة.. جريمة تندى لها جبين الإنسانية وانها بشارة نكسة دواعش الاصلاح هناك حيث تحول الانتصار الى مذابح على طريقة داعش وهذا ما لا يتطابق مع حرية الاديان والسلم الاجتماعي، فتعز محافظة يمنية ولن تكون امارة داعشية وان عملية الذبح على رأس الاشهاد في الشارع على مرأى ومسمع الجميع في محافظة تعز تعد ظاهرة داعشية خطرة في ربوع الحالمة تعز.. فتعز ليست حمود المخلافي.. لقد تجرد المخلافي وزمرته من تعاليم الدين والمروءة والشهامة والشرف وما أقدم عليه من ذبح وسحل تنم عن حقد وكراهية أعمت أبصارهم وبصيرتهم واتضح للجميع بأن الجيش واللجان الشعبية يحاربون القاعدة وداعش في عدن وتعز وها هي الحقائق تظهر جلية مؤخرا للجميع وهذا ليس تجنيا وإنما أضحت الحقيقة على أوجها.
لقد هزم المخلافي وانهزم هو ومرتزقته في مواجهة الرجال خارج تعز ولاذوا بالفرار الى المدينة وجعلوا من بيوتها متارس وشوارعها ثكنات عسكرية ومن أهلها دروعا بشرية, لقد انكشف الستار عن هؤلاء المرتزقة وأمثالهم ممن حاولوا إشعال نار الفتنة والحقد بين أبناء الوطن الواحد وتحميلها أبناء تعز وأبناء تعز منها براء وإنما هي جريمة خدمة لمصالح حزبه وقوى دولية وأظهرت وجهها القبيح الداعشي وبات ذلك واضحا لكثير من مواطني تعز ومثقفيها والمتعاطفين معهم والمخدوعين بهم انهم امام صورة من صور داعش وليس أمام «مقاولة» كما يدعون.
انه من المؤسف ان تكون تعز العز مسرحا لمثل هذه الجرائم البشعة التي لا تخدم اليمن وأهله بل تخدم أجندة استخباراتية معادية لليمن هدفها تمزيق النسيج الاجتماعي.
الجرائم الوحشية المقززة للداعشي المخلافي وزمرته الحقيرة هي اعمال إرهابية وتنكيل موجه الى أبناء تعز ذاتهم قبل اي طرف وهذه رسالة دموية وحشية من ذلك الوغد المجرم المخلافي لأهل تعز مفادها ان من سيتجرأ على الوقوف في وجهي أو حتى معارضتي سيكون هذا مصيره.
فما حدث من جرائم بربرية هو في الحقيقة دليل واضح على الهزيمة وليس الانتصار لأن المنتصر يسعى دائماً لتجميل صورته أمام الناس وإظهار نفسه كإنسان محب للخير والسلام والتسامح ليكسب ودهم وتأييدهم وليس مجرد وحش شيطاني يهوى سفك الدماء وتقطيع أشلاء خصومه والتمثيل بجثثهم كما فعل ذلك الداعشي وزمرته.
هذه الأحداث كفيلة بأن يتحرك الشعب بكافة فئاته وأطيافه وشرائحه ويستنهض همته للقضاء على الفكر الداعشي والقاعدي وما هذه الأحداث إلا جزء يسير من مخططاتهم التآمرية.. فكيف كانوا سيعملون لو تمكن مشروعهم في اليمن وكافة ربوع السعيدة.. أفيقوا يا قوم..!!