خبراء فرنسيون يحذرون من الخطة ب التي تتبع سقوط التحالف وفشله ماهي الخطة ب ؟
حذر خبراء فرنسيون من تفاقم الأوضاع في اليمن، مستنكرين حوادث الإغتيال العلنية التي باتت ترتكب في وضح النهار لرموز دينيون وصحفيون وزعماء القبائل والعشائر في البلاد، وأخرها مقتل الشيخ، شوقي الكمادي، أحد قادة حزب الإصلاح اليمني وإمام مسجد الثوار بعدن.
وأكد الخبراء الشرق القطرية أن الوضع في اليمن أصبح ينذر بالمزيد من الكوارث، لا سيما بسبب الجرائم التي يرتكبها مرتزقة الإمارات والتي من شأنها أن تؤجج الفتن بين الطوائف والقبائل والجماعات المختلفة في المدن اليمنية لخلق حالة صراع لا تبقي من هذا البلد المدمر بسبب الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات أخضر أو يابسا إلا وحرقته تماما.
خطر محدق
وقال ميشيل دارك، الباحث الأول بمركز “باريس CADH” لدراسات حقوق الإنسان بباريس لـ”الشرق”، إن حالة حقوق الإنسان في اليمن تزداد سوءا يوما بعد يوم، وقد أكدت تقارير منظمة “هيومن رايتس ووتش” ولجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة أن الوضع في اليمن آخذ في التدهور، فبجانب الأعداد الكبيرة من القتلى والجرحى جراء القصف والحروب المستعرة في البلاد منذ مارس 2015، مات الآلاف من المدنيين نتيجة الإصابة بالأوبئة الفتاكة مثل “الكوليرا والملاريا”، والآن تحذر تقارير الأمم المتحدة من اندلاع موجة جديدة أكثر خطورة من العنف في اليمن، قد تفتك بمئات الآلاف من المواطنين نتيجة صراعات قبلية وطائفية لن تبقي أخضر أو يابسا إلا وتحرقه، حيث رصدت تقارير بعثات تقصي الحقائق التي تناقشها الأمم المتحدة حاليا قيام مليشيات غير منظمة تدعمها “ابوظبي والرياض” بارتكاب جرائم إغتيال في عدن وصنعاء تحديدا وباقي المدن اليمنية بنسب أقل، ضد رجال دين بلغ عددهم حتى اليوم 23 شيخا، آخرهم الشيخ شوقي الكمادي، إمام مسجد الثوار بعدن، الذي قتل في وضح النهار، وهذه الخطوة خطيرة للغاية، وسبق التحذير منها خلال العامين الماضيين، لما لمثل هذه العمليات من أثر مخيف، كذلك اغتيال الصحفيين واحراق المطابع ومقار الصحف، وغيرها من الممارسات التي أكدت تقاريراستخباراتية تناولتها بعض الصحف ووسائل الاعلام الأوروبية مؤخرا، أن الامارات وراء مثل هذه الممارسات، وأنها تهدف من ورائها خلق نزاعات قبلية في العديد من المدن والمحافظات اليمنية لتهجير سكانها وفرض السيطرة الكاملة عليها طمعا في موقعها الحيوي، أو ثرواتها الطبيعية والتاريخية مثل حضرموت.
وضع مخيف
وأضاف دارك، أن الوضع في اليمن ليس هينا كما يحاول قادة وزعماء دول التحالف العربي تصديره للغرب، الأمر مخيف والنوايا الخبيثة تجاه اليمن لا يمكن إخفاؤها، فخلال السنوات الماضية كانت قوات التحالف تسعى لفرض رؤيتها السياسية عسكريا، وعندما فشلت في تحقيق ذلك لجأت أبوظبي للحيل والفتن بخلق جبهات صراع داخلية بين القبائل والعشائر عن طريق تنفيذ الإغتيالات، وأبرز المستهدفين هم الدعاة والإئمة وقادة وزعماء القبائل والعشائر، وقد تكون هذه الوسيلة الجديدة هي الخطة المستقبلية للخروج من مستنقع اليمن الذي غاصت فيه الامارات والسعودية بعد إغراق البلاد في الصراعات والنزاعات المرهقة للجميع، لتخلص الفصائل والقبائل اليمنية على بعضها البعض بأيديهم وتبقى اليمن جثة هامدة تحت أمر السعودية واليمن.
مخطط مكشوف
وأشار داني رينيه، الباحث بمركز الدراسات العسكرية المتقدمة بباريس “مؤسسة أكاديمية حكومية”، الى أن تأجيج الصراعات القبلية والمذهبية هي من حروب أجهزة الإستخبارات المختلفة، ولا يستبعد أبدا أن تكون هذه الخطوة متعمدة من جانب الإمارات في اليمن، هناك مؤشرات عديدة ومعطيات مؤكدة عن تعمد إغتيال شخصيات دين معروفة وتحظى بتقدير خاص من جانب المواطنين في اليمن، وأيضا زعماء القبائل والعشائر في المجتمعات القبلية مثل اليمن، هذه حيل معتادة خاصة في مثل هذه المراحل من الحروب، فعلتها الكثير من أنظمة الاستخبارات في دول كانت تحتلها وفشلت في تحقيق ذلك، وتمارسها الآن الإمارات في اليمن وليبيا، وتؤكدها أجهزة استخبارات غربية، والاهداف معروفة بالطبع، وهي إغراق البلاد في الفوضى، لضمان خروج قوات التحالف العربي بأمان من جهة، والجهة الآخرى هي ضمان عدم قيام القوات اليمنية أو الحوثيون أو أي قوات باقية في اليمن تملك الأسلحة التي وزعتها دول التحالف وخاصة الإمارات دون حساب، هذه القوات سوف ترهقها الصراعات وتستنزف أسلحتها وذخائرها فتضمن الامارات والسعودية أنهم لن يقوموا برد أو أعمال عدوانية في المستقبل، بل ستلهيهم الصراعات الداخلية سنوات طويلة، تستهلك قوتهم وقواتهم وعتادهم وأسلحتهم لسنوات طويلة.
مرحلة خطرة
وأضاف رينيه، أن خطط الإغتيال التي تمارس الآن في اليمن تعني قرب إنسحاب قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، وهو ما أكده قادة دول التحالف أكثر من مرة، ما يعني أن مرحلة جديدة سوف تحل باليمن وهي أشد خطورة من مرحلة الحرب المباشرة التي فشلت فيها قوات التحالف، والحقيقة أن المرحلة الثانية هذه أشد خطورة، وتعنى فوضى كبيرة كما حدث في الصومال سابقا، وقد تهدد الملاحة الدولية وتهدد المنطقة بالكامل، وعلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الاهتمام بالتقارير الاستخباراتية الخاصة باليمن بالقدر اللازم وإداراك مخاطر هذه الخطوة التي تخطوها الإمارات، ليس على مصلحة اليمن ومستقبله فقط، وإنما مستقبل المصالح الغربية في المنطقة، فالأمر ليس هينا، والإمارات تلعب بالنار والديناميت في آن واحد والعواقب قد تكون وخيمة مالم يتم توقيف هذا العبث عند حده.
صحيفة الشرق القطرية