داعش تعود في الجنوب وبقوة،ماهي الأيادي الخفية التي تدفعها ولصالح أي طرف داعش تتحرك”تفاصيل”
#هنا_تعز
عاد تنظيم داعش الارهابي لتنفيذ عملياته في محافظة عدن، مستفيدا من الاحتقان و تنامي الخلافات بين حكومة هادي المدعومة سعوديا و المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم اماراتيا.
عمليتان نفذهما تنظيم داعش منذ انتهاء أحداث عدن قبل أكثر من شهر، الأولى استهدفت مقر قوة مكافحة الارهاب بمديرية التواهي، قبل أكثر من اسبوعين، و الثانية استهدافت جنديين من شرطة المنطقة الحرة في مدينة المنصورة، الأحد 4 مارس/آذار 2018.
العملية الثانية وثقها التنظيم الارهابي بالصور، حيث بينت “3” صور نشرها التنظيم كيفية اغتيال الجنديين، و هي تحاكي ذات الطريقة التي كان التنظيم يستخدمها في نشر صور ضحاياه، عقب اغتيالهم في محافظة عدن، بداية العام 2017.
تراجع حضور تنظيم داعش في محافظة عدن في النصف الثاني من العام 2017، تزامنا مع تحسن نسبي للأمن في المحافظة، غير أنه عاد مرة أخرى عقب المواجهات الدامية التي استمرت “4” أيام نهاية يناير/كانون ثان 2018.
يرى مراقبون أن ظهور التنظيمات الارهابية في المحافظات التي تديرها حكومة هادي، خصوصا عدن، مرتبط بالخلافات بين الفصائل الموالية للتحالف السعودي، ما يجعل من تنفيذ تلك العمليات مؤشر على استخدام العمل الارهابي في تصفية الخلافات السياسية.
و لفتوا إلى أن عمليات الاغتيال التي تستهدف شخصية من هذه الفصيل تتبعها عملية تستهدف شخصية في الفصيل الآخر. فمثلا محاولة الاغتيال اليت استهدفت العميد عبد الله الصبيحي قائد اللواء 39 مدرع بعدن، و المحسوب على تجمع الاصلاح، تبعته محاولة اغتيال المقدم جميل الردفاني، الضابط في عمليات جبهة باب المندب، خلال الشهر الماضي.
لا تستبعد مصادر سياسية استخدام الأطراف المتصارعة في عدن الارهاب في تصفية خلافاتهما، غير أنها تؤكد أن العمل الارهابي كزرع العبوات الناسفة و استهداف الشخصيات العسكرية و السياسية و اقتحام المعسكرات، مرتبط بأزمات داخلية داخل النظام الحاكم و الذي يفضي في المحصلة النهائية إلى الإحتراب، كما حصل في صنعاء خلال العامين الأخيرين قبل اندلاع الحرب.
و حسب المصادر فإن استخدام الارهاب في تصفية الخلافات السياسية، يظل لعبة محفوفة بالمخاطر، كون الجماعات الارهابية سرعان ما تنقلب على مستخدميها.
ساهمت الحرب الدائرة في البلاد في توفير مناخ ملائم للتنظيمات الارهابية للتحرك بأريحية في المحافظات التي تديرها حكومة هادي، و تمكنت من جمع كميات كبيرة من الأسلحة و تخزينها في المدن و الأرياف المجاورة، و التغلغل في أوساط المجتمع، ما مكنها من كسب أتباع و مناصرين، عادت لتستخدمهم ضد الأطراف التي قاتلت معها، و هو ما يؤكد خطورة التعامل مع تلك التنظيمات.
تفيد معلومات أن عناصر ارهابية تمكنت من التغلغل في قوات حكومة هادي، و وصلت إلى مراكز قيادية رفيعة في الوحدات العسكرية و الأجهزة الأمنية، ما مكن التنظيمات الارهابية من وضع عينها على معلومات مهمة، جعلتها تستهدف فرائسها بكل سهولة.
هذا التغلغل في قوات حكومة هادي تم بتسهيلات من شخصيات نافذة في الحكومة، سعيا منها في استخدام هذه الجماعات في تصفية الخصوم و تصفية الخلافات معهم، و ارسال الرسائل التحذيرية في الحد الأدنى. لكن تلك العناصر نشرت ثقافة التشدد و زرعت خلايا في أوساط التشكيلات العسكرية و الأمنية، ما أدى إلى تكوين شبكات و مراكز نفوذ بات من الصعوبة اقتلاعها، في ظل ضعف دور الأمن و الاستخبارات العسكرية في أوساط قوات هادي من ناحية و من ناحية أخرى عدم وجود تنسيق بين الأجهزة الأمنية و سعي أطراف لاستخدام قوات غير نظامية في ضبط الأمن.