المعركة الوجودية بين أنصار الله وسامري الرمال
(وإن لك موعدا لن تخلفه)
صدق الله العظيم
تفيض عليك كتابات السيد الشهيد
حسين بدر الدين رضوان الله عليه بنطاقات من وعي مختلف بعضها يتجلى في انتاج مختبرات ذهنية ووجدانية بمعايير التشخيص للمشكلة والعدو والتداعيات والاسباب والنتائج كالتحليل والعرض والقياس العقلي والسلم المنطقي والنظائر الوجودية
وحين اشار الى عبقرية الضلال الفرعوني في (كيف نقرأ التاريخ ) جعلني اترصد بشهاب اليقظة احوال الفرعونية في دروب الآيات القرآنية ومظاهرها في الازمنة والأوقات
فعدت متزملا بعض الوعي بعين على القرآن وعين على الحدث قال الله تعالى (وجعلناهم آئمة يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون ) هذا الجعل والصيرورة لآل فرعون في متوالية زمنية اكتملت شواهداها الاكثر الآن في مواجهة مع آل محمد صلوات ربي عليه وعليهم في كل حين وآن
مواجهة وجودية بين آئمة الضلال وآئمة الهدى
بين أولياء الله وأولياء الطاغوت
اذا نحن نعيش في محطة زمنية مهمة للغاية لأنها معركة بين الايمان كله والكفر والضلال كله
ونعرف جيدا أنه بالضلال يصل المرء الى حالة عدم الإتصال وينقطع عن حضرة الجلال والجمال لأنه طريق السحرة في كيد الحبال ووهم المعرفة في زيف الخيال وله مظاهر متعددة الأحوال من أخطرها الضلال السامري الذي ظل يسافر في الأجيال تتمثل التقنية السامرية في دمج زينة القوم بأثر الرسول لإغراق المعقول باللامعقول كي يثأر لغرق الفرعون وهي محاولة لأغراق الايمان بنزعات باطلة ومقاصد جاهلة
تتضح ادوات السامري من خلال العرض القرآني في صناعة الهجين المتباين من الافكار والذي يمثل حالة انشطارية في الوجدان تؤدي الى التطرف والسطحية فقال لهم (هذا إلهكم وإله موسى ) اذا هي حالة تشميع للباطل بقالب رسالي (واشربوا بقلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين ) انه البؤس السامري المغلف بالإيمان كحالة
الإيهام الديني للكيان (الوهابي السعودي) والتي اتضحت غايته السامرية بشكل واضح منذ صنعته بريطانيا باعتبارها الوكيل الاول لصناعة العجول الوجدانية بغرض خلق الانحراف الدلالي لمهمة الرسالات الالهية وتحويلها الى صيغة مضادة لمقاصد الحق بإسم الحق
وقد ظهر السامري كإسم في سورة طه والتي ابتدأها الله ب (طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى ) باعتبار ان القرآن جاء للسعادة والعلو والعزة بينما يحاول سامري الرمال ان يحول هذه الرسالة العظيمة الى شقاء وإذلال والذي دمج زينة القوم من النفط والاموال بقبضة من أثر الرسول مكانيا في نفوذه على مكة والمدينة وزمانيا في طباعة المصحف والتمثل في الدعوة الى الله وبناء المساجد ومواجهة كما يزعم المعتقدات الضالة بينما هو مركز الضلال وسامريه الخفي على العامة
لذلك اضلهم بالأبراج العجولية من زينة الذهب والفضة حول مكة اخرها الساعة التي يتحدى بها ساعة الوعد الالهي حتى صارت مهيمنة ماديا كمظهر الغرور على بيت الله بمكة ومزيفة المعنى ككيان باعتبار الوهابية هي العجل المعنوي الذي يحاول ان يتمثل حال الاسلام اما جسده فقط تشكل في اكثر من شكل من مملكة الرمال الى داعش و القاعدة ووو واما خواره فقد تعددت اشكاله في القنوات والاحزاب والمنظمات والجماعات حتى صار حاضرا في اكثر الفئات لم يتصدى له الا أمة الايمان التي منذ القدم شاركت ابرهيم بناء البيت وورثت من سليمان بسم الله الرحمن الرحيم لتكون فاتحة الوعد الالهي والرحم الايماني للأمة والراية التي صاغ رسول الله صلوات ربي عليه وعلى آله علمها قبل أكثر من ألف عام (الإيمان يمان والحكمة يمانية )
انه زمن النخلة في النظائر الوجودية حتى في كتب نبؤاتهم السرانية النخلة الاولى كانت بشارة ظهور عيسى بن مريم عليه السلام وفي النخلة الثانية كانت بشارة ظهور أنصار الله كورثة للمعنى
قال الله تعالى على لسان موسى مخاطبا السامري (وإن لك موعدا لن تخلفه ) ها هو قد جاء الموعد بيننا وبينه ولأنه قرر أن يحاصر الشجرة المباركة بسيفين ليقطع عن الخلق اسباب الهدى التي اكرمنا بها الخالق تجدد ظهور الشجرة بفضل الله وتموسقت في وجدان اليمنيين ليكونوا شاهدا هداية للعالمين وتحت ظلها تجددت بيعة الرضوان لترفع هذه الأمة الى اعلى مكان وارقى زمان
أما اتباع السامري فقد بشرنا الله بما سينالهم منه حيث قال (إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين)
الحمد لله الذي كرمنا برفع راية الايمان وهدانا للصراط المستقيم في مواجهة المغضوب عليهم والضآلين
/عمار عبدالوهاب الجنيد