بركان اليمن يهز قصر سلمان .. والحوثي يدشن (الألفية الثانية للحرب مع السعودية) بمعادلة صاروخية مرعبة للإمارات
بقلم عابد المهذري
بركان اليمن يهز قصر سلمان .. والحوثي يدشن (الألفية الثانية للحرب مع السعودية) بمعادلة صاروخية مرعبة للإمارات
…….. ….
ما كان سابقا محظ خيال ومجرد تهيؤات واضعاث أوهام ..صار اليوم حقيقة دامغة تتناقلها كبريات وسائل الإعلام العالمية بصيغة أخبار عاجلة وتقارير ساخنة تشير إلى وصول البالستيات اليمنية إلى العاصمة السعودية الرياض ؛ التي تتزعم تحالفا عسكريا يتكون من جيوش وترسانة عشرات الدول ؛ يشنون حربا غاشمة ضد اليمن منذ ثلاثة أعوام حتى اللحظة لم تحرز نصرا أو تحقق هدفا غير ارتكاب مجازر القتل وجرائم التدمير بحق اليمنيين .
هل كان هناك من يجرؤ على التكهن بأن صواريخ اليمن ستبث الرعب على بعد ١٨٠٠ كيلو في عمق بلاد نجد والحجاز !
وما هو متداول حاليا في سياق الكلام العام .. سيكون عما قريب واقعا قائما في مملكة آل سعود .. على شكل احداث وحوادث يشيب من هولها الاطفال ويقشعر ذهولا من شدة وقعها المفاجئ سكان وحكام دول العالم .. ولو أن ابراج دبي الزجاجية تعلم ما ينتظرها لهان على خرسانات قصر اليمامة الأسمنتية مصابها بفواجع تنتظر أمرائها المحصنون من التفكير بالعاقبة !!
والآن ؛ تحديدا كمفردة وحرف ودلالة رمزية .. تعني بالضبط ؛ رسائل عبدالملك الحوثي الموجهة قبل قليل الى دول العدوان .. والحاملة معها نبرة تهديدية واضحة بالرد القادم تحت عنوان “السن بالسن” دفاعا عن اليمن وانتصارا للمظلومية اليمانية وأخذا بالثأر والانتقام لأبناء الشعب اليمني من أعدائه .
ومن يعرف عبدالملك الحوثي منذ خطابه الاول ووعيده وتهديده في الخطابات الممتدة بين ٢٠٠٧ و٢٠١٧ سيفهم جيدا أن كلامه هذا النهار حوى في طياته رصيد وتراكمات عشر سنوات من انتصارات الحوثي على مدى عشرة حروب خاضها في هذه الفترة ؛ أنهاها جميعا لصالحه .. حربا بعد حرب .. يخرج من كل واحدة اقوى مما كان قبلها ؛ وهكذا مرة بعد أخرى .. يكسب ويقوى ويتوسع ويكبر ويسيطر وينتشر وينتصر ولا يتقهقر . واذا ما خسر جولة حرب أو معركة في منطقة هنا او محافظة هناك .. يحسمها لاحقا في المواجهة الثانية ؛ بضربة خاطفة تأتي بغتة مثل الموت ؛ والدلائل من كثرتها لا يمكن حصرها واحصائها .. كما يصعب بين الحصر والاحصاء ؛ الإيتاء بحرب يتيمة انهزم فيها الحوثي .. وبما أن هذه الحرب لم تنتهي بعد ولم تتوقف ولا زالت مشتعلة في كل الجبهات .. فلا طائل من ادعاء الأعداء بالانتصار .. ومن اراد إدراك اليقين عليه بالتأمل والتمعن في خلاصة ومضمون الفقرة التالية .
من قرية مران إلى مدينة ضحيان الى مديرية سفيان .. تدحرجت كرة الحرب والنصر للقائد الثلاثيني الشاب عبدالملك الحوثي ورجاله الافذاذ المقاتلون معه .. فكانت محافظتي صعدة وعمران باكورة احكام القبضة مجازا في البداية.. ليستمر التدحرج بالهيمنة على كامل شمال الشمال .. ثم ؛ وبسرعة وسلاسة متناهية يصل منتصرا للعاصمة صنعاء ويضم اليه الساحل البحري والصحراء الشرقية .. متقدما بإقتدار الى ذمار وإب وتعز والبيضاء .. وصولا إلى عدن في زمن قياسي كسر كل نظريات المدارس العسكرية العالمية ووضع للحرب نظرية جديدة خطها الرجال في ميادين القتال بشجاعة واستبسال وتضحيات ترفض الذل وتأبى الضيم والهوان ولا تقبل الانكسار ؛ فحققت المستحيل في غمضة عين قياسا بالزمان والمكان والعتاد والعلوم اللوجيستية والرؤى الاستراتيجية .
هذا بإيجاز مختصر .. ولمن لا يزال في قلبه شك .. فلا بأس من تذكيره بما توعد عبدالملك الحوثي خصومه بعد الحرب الرابعة ؛ وهل صدق وانجز وعده وما أعقبه وتكرر من وعيد ؛ أم خارت قواه وتبخرت تهديداته .. لان هناك من يحتاج للعودة إلى قواه العقلية كي يقتنع بأن الحوثي الذي ولد وفي فمه ملعقة من لهب ؛ يختلف كليا عن بن سلمان وعيال زايد الذين ولدوا وفي أفواههم ملاعق ذهبية خلقت فقط لقضم الشوكلاتة لا لهضم رصاص الحرب وهنا يكمن الفرق وتتجلى ملامح الحسم لمن سيؤول أخيرا ؛ والعبرة بمن أسقط عروشهم واطاح بسلطاتهم ؛ الشاب الثلاثيني إياه ؛ عبدالملك الحوثي نفسه ؛ الذي قال قبيل ساعات ؛ أن صواريخ اليمن الباليستية ستواصل هز قصر اليمامة وستطال أبوظبي وستقلب المعادلة وستستهدف في ارض العدو ما يستهدفه طيرانهم واسلحتهم على خارطة الجمهورية اليمنية .
مضى ١٠٠٠ يوم من الحرب على اليمن .. وعلى هامش خطابه بهذه المناسبة .. تحدث عبدالملك الحوثي عن كافة المواضيع المتعلقة بالحرب والمعركة .. منهمكا بالثناء على صمود الشعب وصبر الناس وعظمة المقاتلين في الجبهات .. متجاهلا كعادته التفاخر بذاته وشخصه على عكس ما يفعل غيره من انصاف وأشباه القادة في هكذا خطابات ومناسبات .
لقد دشن عبدالملك الحوثي الألفية الثانية من الحرب مع السعودية بالاعلان عن المعادلة الصاروخية والميدانية المقبلة .. لعل حكام دولة الإمارات يفهمون أن ذات المصير المحتوم سيحل عليهم مع عائلة الحكم السعودي على غرار ما جرى في الرابع من ديسمبر .. او مثلا ؛ ولو من باب سخرية الأقدار زعما افتراضيا ؛ بذريعة الاقتصاص منهم ومعاقبتهم على صفعاتهم بوجه أحد أزلامهم من كان قبل ثلاثة أعوام يتموضع رئيسا في القصر القصر الجمهوري بصنعاء وبات وأركان حكمه ونظامه ودهاقنة وشركاء سلطة نصف قرن من حكم اليمن يقيمون في هوتيل أقام فيه قبلهم من حاق به عمله مؤخرا ونال جزاؤه وقد كان أقواهم وأحذقهم .. لكنه انتهى في غضون يومين وسينتهون وأسيادهم حتما لا رجما بالغيب ؛ خلال الألفين يوما من إجمالي حساب الحرب والعدوان ؛ وطبقا ايضا لعلم الأفول والبزوغ للنجوم وعلماء الفلك .. ما دامت كرة النصر تتدحرج نزولا من السماء براكينا باليستية.. متجاوزة لتحديات قوانين الجاذبية .. بعدما ظلت عقد كامل تهبط من الجبال قذائف هاوانات تقليدية .. وليضع الجميع خطوط حمراء تحت مفردات الجاذبية والبالستية والألفية الثانية .