تقارير صادمة عن فساد بالملايين من المرتزقة في مأرب
من فساد جيش (الشرعية) بمأرب .. تعيينات بالجملة ونهب بالملايين ورتب عسكرية لقيادات حزبية
في الوقت الذي كان يعتقد فيه البعض، بأن قرار إقالة المقدشي من قيادة هيئة الأركان العامة، سيضع حداً للفساد في إطار «الجيش الوطني» بمحافظة مأرب، إلا أن الواقع أثبت عكس ذلك تماماً. الفساد مستمر في إطار المؤسسة العسكرية، وبذات الوتيرة وربما أكثر.
إقالة المقدشي، وحسب مصادر عسكرية في مأرب، لم توقف الفساد والعبث بالوظيفة، ولم تحل مشكلة الرواتب، بل لم تتوقف عملية النهب للرواتب والموازنات الخاصة بالإعاشة وما إليها من مخصّصات أخرى، ولم تتوقف مع عمليات النهب لتلك الأموال التعيينات خارج النظام والقانون، فالتعيينات تصدر بين حين وآخر من قبل قيادات عسكرية عدة.
وفي الوقت الذي تقول فيه مصادر عسكرية، إن أفراد دائرة التوجيه المعنوي ما زالوا يطالبون بمرتباتهم لشهري يناير وفبراير، وإعادة النظر في التعيينات، وهيكلة الدائرة، بحسب التوافق ومخرجات الحوار الوطني، وبحسب قانون الخدمة في القوات المسلحة؛ تشير المصادر إلى أن الجميع ما زال يشكو، من الفساد ومن سيطرة بعض قيادات حزب «الإصلاح» على الدائرة. وهناك العشرات بل المئات من الأفراد لم يستلموا من الراتب إلا الربع أو النصف لأكثر من شهر، وآخرين لم تُصرف مرتباتهم.
هدر وفساد
وفي إطار الفساد الجديد كشفت مصادر عسكرية في مأرب لـ «العربي»، جزءً من الفساد الحاصل والجديد، حيث تشير إلى أنه بعد أن ارتفعت أصوات الكثيرين مطالبين برواتبهم، استلمت لجنة الصرف مبلغ وقدره 17 مليون ريال يمني، حيث قام معنيون، بينهم مدير إحدى الشعب محمد صلاح، ورئيس شعبة المالية عمار التام، بصرف 6 مليون ريال فقط، بينما نهبوا الـ11 مليون ريال الباقية.
و أكدت المصادر بأنه تم تشكيل لجنة برئاسة مدير شؤون الضباط عبد الغني سلمان، وأبو الفضل، فتم الصرف للحاضرين، ومن ثم تم تقسيم المبلغ الخاص بالمتأخرين من أفراد الدائرة على النحو التالي:
– رئيس لجنة الصرف عبد الغني سلمان 800 ألف ريال، لعدد 8 أفراد.
– رئيس اللجنة أبو الفضل مليون و200 ألف، لعدد 12 فرداً.
– مدير مكتب الدائرة محمد صلاح 800 ألف، لعدد 8 أفراد.
– مانع سليمان، شعبة الحرب النفسية 600 ألف لعدد 6 أفراد.
– شعبة المالية عمار التام مليون و500 ألف، لعدد 12 فرداً.
– الشعبة الدينية محمد هزام 600 ألف لعدد 6 أفراد.
عزل وتعيين
و كشفت مصادر عسكرية في مأرب لـ«العربي»، بالاسم والرقم، عن كيفية قيام حزب «الإصلاح» والقيادات العسكرية «الأخوانية» في مأرب، بعزل ضباط وأفراد من المناطق الأخرى ومن أبناء محافظة مأرب، واستبدالهم بآخرين، منهم حديثو الانضمام، والبعض الآخر من أصحاب محلات تجارية واستثمارات، وهناك البعض من الموظفين بأكثر من وظيفة.
و زوّدت المصادر العسكرية «العربي»، بقائمة بأسماء من تم تعيينهم، بعملية استبدال، وجميعهم من صفوف حزب «الإصلاح»، وبرتب فخرية، ومن ضمن تلك القوائم التالي:
1-عقيد الرتبة فخرية/ محمد صلاح، مدير مكتب المدير يعمل في الخدمة المدنية. عدد الأفراد التابعين له 25. وللرجل أعمال أخرى في جامعة مأرب لواء الأمانة.
2-عقيد الرتبة فخرية/ على حسن محمد جحيش، مساعد المدير يعمل في التربية. عدد الأفراد التابعين له 28. وللرجل أعمال أخرى محلات آيس كريم، وتاجر في الهند.
3-عقيد الرتبة فخرية/ نبيل إسكندر- مساعد المدير ويعمل في التربية لواء الأمانة والمنطقة السابعة. عدد الأفراد التابعين له 12. وللرجل أعمال أخرى في حديقة مأرب، وفي قناة «سهيل».
4-عقيد الرتبة فخرية/ أحمد يحيى عايض مساعد المدير للصحافة. عدد الأفراد التابعين له أكثر من 33 فرداً. ويعمل في موقع «مأرب برس».
5-ملازم ثاني/ مانع سليمان رئيس شعبة الحرب النفسية، أستاذ في التربية. مساعد في إدارة أمن مأرب، الأفراد التابعين له أكثر من 25، ولديه أعمال أخرى، دلاّل أراضٍ، ويعمل في حديقة مأرب.
6-عقيد الرتبة فخرية/ عبد الله حسن كريش، شعبة الإعلام. موظف في وزارة الإعلام. عدد الأفراد التابعين له أكثر من 7. يعمل في جامعة مأرب. ويستلم راتب تقاعد.
7-عقيد الرتبة فخرية /نصر يحيى الضحياني، مساعد المدير موظف في التربية والتعليم. عدد الأفراد 6، ولديه معه محل تجاري.
8-عقيد الرتبة فخرية/ نجيب المظفر، الوظيفة شعبة البحوث وموظف في التربية والتعليم. عدد الأفراد التابعين له 10، يعمل دلال أراضٍ ويمتلك محل عقارات.
9-مقدم الرتبة فخرية/ عمار التام شعبة المالية، موظف في التربية ولواء الامانة. عدد التابعين له أكثر من 12، ويستلم مرتباتهم. مقاول ودلاّل أراضي.
10-مقدم الرتبة فخرية/ خالد الابارة. موظف في التربية، عدد الأفراد أكثر من 30 اسم مجهولين، تحت اسم شهداء الأباره.
11-عقيد الرتبة فخرية/ محمد هزام نائب المدير للشعبة الدينية، موظف في لواء 141 والأمانة. عدد التابعين له أكثر من 40 فرد، شريك في حديقة مأرب.
اللهم لا حسد
وفي سياق هذا الفساد الجديد والكبير والمتعدد، نشرت حملة «اللهم لا حسد» التي يقودها عضو نقابة الصحفيين اليمنيين، نبيل الأسيدي، «فساد تعيين ونهب».
وقال قائد الحملة نبيل الأسيدي «تخيلوا هذا الورع المرفق صورته أصبح برتبه عقيد في ليلة وضحاها، بل وقائداً للواء مدفعيه»، والسبب أنه «نجل الشيخ محمد ناجي الشائف، مستشار الرئيس هادي، وليس لديه أي مؤهلات أخرى».
وقال إنه تم تعيينه بموجب توجيه من نائب الرئيس الفريق علي محسن الأحمر، على الرغم من أن «الفتى ابن المشائخ لم يكن عسكرياً من قبل ولا دخل معسكر وعمره حالياً 22 عاماً بالتمام والكمال».
وكشف الأسيدي في حديثه لـ«العربي» بأن «لواء المدفعية هذا ليس له أساس حقيقي على الأرض ولكن لواء شكلي فقط رغم أن قوامه أكثر من 1500 فرد برواتب ومعاشات وبدلات شهريه».
وبحسب الأسيدي، فقد تم «تزويد اللواء الوهمي بأربع سيارات إسعاف، وأربع وايتات ماء، وعشرين طقم، و500 بندقية»، وكشف أنه «تم بيع ثلاث وايتات وثلاث سيارات إسعاف وسته أطقم»، قائلاً: «يعني باع ثلاثة أرباع أملاك اللواء، وما بقي إلا الربع من الضمار والرأسمال».
ويقول الإسيدي إن «رواتب الجنود تسلم بكشوفات وبأسماء وهمية، والمحصول يصب في جيب العقيد الطفل ووالده الشيخ المستشار الرئاسي، والشرعية تعرف ذلك تماماً»، لافتاً إلى أن «القائد العقيد يدير المعسكر الوهمي بالواتس آب من مقر إقامته في جدة، ولم تطأ رجله أرض المعسكر الذي من المفترض أن يكون مقره في الجوف».
المصدر: العربي