كشفت صحيفة «ديلي ميل» تفاصيل مثيرة عن الأمراء ورجال الأعمال والمسؤولين السعوديين، الذين جرى اعتقالهم في المملكة، أوائل الشهر الجاري، بزعم تورطهم في تهم «فساد» و«استغلال النفوذ»، مشيرة إلى أنهم يتعرضون لعمليات تعذيب خلال استجوابهم من قبل مرتزقة أمريكيين.
ووفق مصدر وصفته الصحيفة البريطانية بأنه «في الدولة»، دون أن تكشف عن هويته، فإن «مرتزقة أمريكيين من شركة أمن خاصة يتولون عملية استجواب الأمراء السعوديين ورجال الأعمال المليارديرات الموقوفين، ضمن عملية انتزاع السلطة»، لافتة إلى أن الموقوفين «يتعرضون للتعليق من أرجلهم والضرب والصفع والإهانة» على يد هؤلاء المرتزقة.
كانت السلطات السعودية أعلنت، في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، اعتقال 11 أميرا، و4 وزراء حاليين والعشرات من الوزراء والمسؤولين السابقين ورجال الأعمال، بتهم «فساد» و«استغلال النفوذ»، لكن تقارير غربية ومصادر مطلعة تؤكد أنها خطوة في إطار تسهيل مهمة انتقال السلطة لولي العهد «محمد بن سلمان» (32 عاما).
وجرت تلك الاعتقالات، التي تحدثت بعض المصادر أنها طالت نحو 200 شخص، بعد ساعات من تشكيل العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» لجنة عليا لمكافحة الفساد أسند رئاستها إلى نجله «بن سلمان».
ونقلت «ديلي ميل» عن المصدر المذكور أن «عملية الاعتقالات تلتها استجوابات تولى مهمتها مرتزقة أمريكيون تم جلبهم للعمل مع ولي العهد، الشخصية الأكثر نفوذا في المملكة الآن».
وأضاف المصدر شارحا ما يتعرض له المعتقلون من انتهاكات: «يضربونهم، ويعذبونهم، ويصفعونهم، ويهينونهم. إنهم يريدون أن يكسروا إرادتهم».
وقالت الصحيفة البريطانية إن مصدرها سمى «بلاك ووتر» على أنها الشركة المعنية بعمليات التعذيب، مشيرة إلى أن وجودها في السعودية ورد بوسائل التواصل الاجتماعي، وعلى لسان الرئيس اللبناني «ميشال عون»، لكن الشركة التي تحمل حاليا اسم «أكاديمي» تنفي تواجدها في السعودية أو تورطها في عمليات تعذيب.
كان «عون» كتب مؤخرا تغريدة على «تويتر»، قبل أن يحذفها، وقال فيها إن رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري» محتجز في السعودية من قبل حراس «بلاك ووتر».
مصادرة 194 مليار دولار
ووفق المصدر، صادر ولي العهد السعودي أكثر من 194 مليار دولار من حسابات وأصول الأمراء ورجال الأعمال والوزراء والمسؤولين الموقوفين.
وأضاف المصدر أنه «في ظل هذا المناخ المصاب بالحمى، تجاوز الأمير بن سلمان قوات الأمن العادية في احتجاز الأمراء وباقي المليارديرات في فندق ريتز كارلتون بالرياض».
وأضاف: «كل الحراس في هذه المهمة أمن خاص؛ لأن الأمير بن سلمان لا يريد ضباطا سعوديين هناك؛ لكونهم ظلوا طوال حياتهم يؤدون التحية لهؤلاء المحتجزين».
وأوضح: «خارج الفنادق حيث يتم احتجازهم ترى عربات مدرعة للقوات السعودية الخاصة، لكن في الداخل مرتزقة أمريكيين من شركة أمن خاصة».
وتابع: «تم نقل هؤلاء المرتزقة من أبوظبي. الآن هم يتولون المهمة بأكملها».
ولفت المصدر إلى أن «بن سلمان» يقود بعض الاستجوابات بنفسه، أحيانا، «عندما يكون شيء مهم يوجه إليهم أسئلة».
وأضاف أن ولي العهد «يتحدث إليهم بلطف خلال الاستجواب، وعندما يترك الغرفة يدخل المرتزقة ويصفعونهم ويهينونهم ويعلقونهم ويعذبونهم».
وحسب المصدر ذاته، فإن الملياردير الأمير «الوليد بن طلال» من بين الأمراء الذين تعرضوا للتعذيب والتعليق من أرجلهم، مؤكدا أن ولي العهد كان قد دعاه لاجتماع في قصر اليمامة، ثم أرسل ضباطا لاعتقاله في الليلة السابقة للاجتماع.
وقال المصدر مفصلا عملية اعتقال «بن طلال»: «فجأة في الساعة 2.45 صباحا تم نزع سلاح جميع حراسه، واندفع الحرس الملكي الخاص بولي العهد إلى داخل الفندق كالعاصفة، وتم جره من غرفة نومه الخاصة بالبيجامة مكبل اليدين، ووضع في الجزء الخلفي من سيارة دفع رباعي، وتم استجوابه مثل المجرم».
وكشف المصدر أن المحتجزين تم تعليقهم رأسا على عقب، وأُبلغوا أنه تم الإعلان عن توجيه الاتهامات لهم، وأن العالم كله صار يعلم بها.