أبو العباس والمال السعودي مقابلة حصرية جدا
أجرى موقع المدينة الآن مقابلة مطولة مع قائد الجبهة الشرقية لمدينة تعز الموالي للتحالف السلفي عادل عبده بن فارع بن عثمان والمكنى ” أبو العباس”، وبالغ محرروا الموقع في وصف الرجل الذي بدا أنه قادم من زمن “الرسالة” فهو الزاهد والمجاهد والأمين على المال، وكذلك أسهب الموقع في تناول سيرة الرجل الذي هاجر في مطلع التسعينات إلى منطقة دماج بمحافظة صعدة للالتحاق بدار الحديث الذي أسسه أشهر مشايخ السلفية ومؤسسها في اليمن “مقبل الوادعي”.
وبعيدا عن سيرة الرجل الذي قدم نفسه أمين “بيت مال التحالف” وخصما لكل الفصائل المسلحة في تعز على رأسها حزب الإصلاح. وبالدخول في أجوبته عن معارك تعز التي يقودها التحالف السعودي فإنه على الرغم من أن عشرات الفصائل المسلحة تسيطر على بضعة كيلو مترات من مدينة تعز إلا أن “أبو العباس” لم يتحدث عن غاية المعركة وهدفها، فالكلام كله كان عن حجم الملايين من الريالات السعودية التي قدمها التحالف والتي وزعها “ابوالعباس” على قيادات الفصائل وعلى نفسه وكيف تتم عملة نهب الأموال وانكار استلامها وتزوير عمليات الاستلام.
إذن معركة تعز كما يفهم من مقابلة “ابوالعباس” هي معركة “لصوص” ومعركة “أموال” تسببت في تدمير تعز فيما أصل المعركة يأتي كهامش في المعادلة.
يقول أبوالعباس في احدى إجاباته “بعد أن تواصل معي بعض الإخوة في السعودية بدأوا يثقون معي بالمال ثم وجدوا أني أحفظ لهم في المال فقرروا أن أكون أنا المسؤول عن المال الذي يقدم للمقاومة في تعز”.
ويضيف أبو العباس قائلا” بدأ التحالف بتوريد مستحقاتي ومستحقات الشيخ حمود وصادق سرحان والشراجي، كانوا يعطوني الأموال وأنا أقوم بتوزيعها وأخذ استلامات منهم لا زلت محتفظاً بها خوفاً من أن يتنكروا علينا، فكنت أوزع لهم الأموال وفي رمضان السابق وزعت لهم معاشات وأعطيت كل واحد على حسب عدد مجموعته، والحمد لله كنا نوزعها حسب الكشوفات التي يجيبوها، ولا أوزعها من عند ذاتي فأنا أقوم بالتوصيل، وأنا مثلهم لي جزﺀ من المال، وكنت أفرح فقط لأنه لن يؤخذ من مستحقاتي، واستمرينا هكذا لكن وجدنا في ناس قطاع طرق ما يريدون المال عندي”.
ويتحدث ابوالعباس عن الأموال التي استلمتها منه قيادات الفصائل في تعز ويقول “هم مرة استلموا عشرة مليون ريال سعودي استلمها عبدالحافظ الفقيه( رئيس المكتب التنفيذي لحزب التجمع اليمني للإصلاح في تعز)، عن طريق واحد اسمه المقرمي، وكان نصيبي منها مليون وثلاثمائة وخمسين ألف سعودي وأعطوني منها مائتين ألف سعودي فقط، طبعا جابوا لي الكشف على أني أوزع واحتالوا هناك وأخذوها، فتكلمت معهم وقالوا إنها لهم, فقلت لهم أنتم سرقتوني سرقة، وبعد ما عرف التحالف رجع يثق بي، وأخر مرة استلمت من السعودية وكانوا يريدون أن يتحايلوا منها لكن لم يمكنهم الله”.
الاستمرار في قراءة إجابات ابوالعباس فيما يخص التحالف وتعز لن تتجاوز حدود الأموال والتخوين والصراع الدائر بين الموالين للتحالف.
وقبل ان يواصل ابوالعباس حديثه يسهب محرر الموقع في مدح ذاكرة الرجل المتعلقة بتذكره للأموال التي سلمها لقيادات حزب الإصلاح والقيادات العسكرية.
يقول أبو العباس: “عدة مرات وزعنا مبالع وأعطينا الشيخ حمود ( قائد المقاومة الشعبية في تعز)، مرة ثلاثة مليون ريال سعودي، ومرة مليون ريال سعودي، ومرة خمسمائة ألف ريال سعودي، ومرة سته مليون وأربعمائة وسته وتسعون ألف ريال سعودي. وصادق سرحان( قائد اللواء 22 ميكا في تعز)، اعطيته مرة مليون ومائه سته سبعون الف ريال سعودي، ومرة خمسمائة ألف ريال سعودي، ومرة مائتين الف ريال سعودي، ومرة ثلاثة مليون ريال سعودي. وعارف جامل ( وكيل محافظ تعز، ونائب رئيس مجلس تنسيق المقاومة)، كذلك اعطيته مرة 2 مليون ريال سعودي، ومرة خمسمائة ألف ريال سعودي، ومرة مائتين ألف ريال سعودي، ومرة مليون ريال سعودي، وعدنان رزيق ( رئيس عمليات قيادة محور تعز وقائد كتائب حسم)، مرة مليون ريال سعودي، ومرة مليون ريال سعودي، ومرة مائتين ألف ريال سعودي، هذا من خلاف السلاح، أما قائد اللواﺀ 35 فلم يستلم مني لأنه كان في عدن، فأعطيت الشراجي ( يوسف الشراجي القائد السابق لمحور تعز)، مبلغ 3 مليون عشان يعطيه -مبتسماً- وهو ما قصر أعطاه 5 مليون، لكن كيف ؟ استلم 3 مليون سعودي وأعطاه 5 مليون يمني وهذا من الظلم، وقد كان الشراجي أنكر إنه استلمها وحين تمت المواجهة ولما علم أني في الوسط أقر بها، وكذلك الشراجي اعطيته مرة ثلاثة مليون وخمسمائة الف ريال سعودي، ومرة 2 مليون وخمسمائة ألف ريال سعودي ومرة مليون وخمسمائة ألف ريال سعودي ومرة مليون وثمانية سبعون ألف ريال سعودي.”.
انها قائمة طويلة من ملايين الريالات السعودية التي توزعت على عشرات الفصائل المسلحة في بضعة كيلومترات من مدينة تعز التي لم تشفع لها تلك الأموال في تحسين وضعها او التوقف عن تدميرها. الأموال هي محور الصراع في تعز وهي أساس كل الصراعات التي تنسب بين الفصائل الموالية للتحالف في تعز. ورغم كل ذلك فقد أبدع الموقع الذي أجرى المقابلة مع أبوالعباس الرجل الذي يريد تحرير تعز ولا يؤمن ” بثورة 11فبراير لأنها كانت خروج عن ولي الأمر” بحسب ما قال. ولا ننسى أنه “من النادر أن تجد صورة فوتوغرافية للشيخ أبي العباس الذي ينظر للتصوير بأنه محرم وفقاً للمنهج السلفي الذي يعتنقه” كما ورد في مطلع مقدمة الموقع الذي أجرى المقابلة واضطر لرسم صورة أبو العباس بالقلم الرصاص تحاشيا للوقع فيما “حرم الله”.
وقد وجدنا صور فوتوغرافية تجمع ابوالعباس مع قائد “مقاومة الإصلاح” حمود المخلافي الذي يبدو أنه كان يمسك بيده ببعض الريالات السعودية التي صرفها أمين “بيت مال التحالف” الذي لم ينتبه أنه كان هناك من “يتعدى حدود الله” ويلتقط لهما الصورة.
قناة موقع هنا تعز بالتلجرام
https://t.me/hunataiz